القرآن بين الفنّ والتاريخ في معرض إماراتي

القرآن بين الفنّ والتاريخ في معرض إماراتي

16 يوليو 2014
مصاحف نادرة وقطع أثرية إسلامية في المعرض
+ الخط -

افتتح أمس في الشارقة معرض "تاريخ تدوين القرآن"، بتنظيم مشترك بين إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام والمنتدى الإسلامي في الإمارة. وقد أقيم المعرض في خيمة أشبه بالخيم الرمضانية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وذلك من وحي الشهر الفضيل، على أن يستمرّ في استقبال الزوّار حتى مطلع شهر أغسطس/آب القادم.  

يتضمّن المعرض مصاحفَ ومخطوطات قرآنية نادرة، تعود إلى الفترة بين القرنين الثالث والثالث عشر للهجرة، وهي تمثّل نماذج متعدّدة للخطّ العربي والقراءات المختلفة للقرآن، بهدف توضيح المعلومات القرآنية وتبسيطها إلى نماذج ملموسة وصور فنيّة توضيحية عن تاريخ تدوين القرآن الكريم.

من أبرز المعروضات مصاحف ولفيفة قرآنية نادرة بالخطّ الكوفيّ، وسجادة صلاة نادرة، وقطع من كساء الكعبة، وصور ونماذج من الأدوات التي دوّن بها القرآن، مثل الرقاع وعظام الأكتاف وغيرها.

كما يتميّز المعرض بعرض مصاحف الصحابة الأولى، التي سبقت تدوين المصحف الإمام. يُضاف إلى ذلك أنّ المخطوطات القرآنية تلقي الضوء على فنّ الخطّ، الذي يمثّل أوجهاً هامّة في الثقافة العربية والإسلامية، إذ تمتزج هذه المخطوطات بالخطوط العربية القديمة، بجمالية خاصة، تكشف عن تطوّر الحروف العربية الشائعة: الخطّ الحجازي، والكوفي، والثلث، والمُحقَّق، والنسخ، والريحاني، ولم تشتهر سوى ثلاثة خطوط في كتابة المصاحف القديمة، هي: الخطّ الكوفي والثلث والنسخ. ومن الجماليات الأخرى، هي الزخرفة التي لم تظهر إلا ما بين القرن الخامس والسادس الهجري، خصوصاً فيما يتعلّق بطرق تلوينها، التي تعدّدت بين الزخارف النباتية (شجر النخيل)، والكائنات الحيّة، والهندسية.  

ويبرز المعرض الحالي أن اختيار الخطّ الكوفي كان الأنسب لتدوين القرآن، رغم أنّها كانت خالية من التنقيط وعلامات التشكيل، وكيف تخلّى الخطّ عن الوظيفة الدينية وتحوّل إلى عمل فنّي بحت، مما جعله خالداً في تجلّياته المعاصرة.

يُذكر أنّ هذا المعرض يندرج ضمن 47 معرضاً أقامتها إدارة الفنون في الشارقة لفنّانين محليين وعالميين في الفترة الأخيرة، تهدف إلى تجسيد الآفاق البصرية للفنون الإسلامية، وتذوّقها من قبل الجمهور، إضافة إلى تعريف الزائرين على هذا الجانب الهام من الثقافة الإسلامية.

المساهمون