ريشة شيماء... رغم الصمم

ريشة شيماء... رغم الصمم

14 مارس 2016
خلال رسم إحدى لوحاتها (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


ارتسمت على وجنتي الفتاة الصماء شيماء نطط (17 عاما) ابتسامة عريضة، بعد أن أتمت وضع اللمسات الأخيرة على لوحة فنية تبرز بشاعة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين، مستخدمة ألوانا صاخبة وهادئة في لوحتها.

حكاية نطط مع الرسم بدأت منذ نعومة أظفارها عندما كانت تهوى رسم شخصيات الألعاب وأفلام الكرتون، التي تثير إعجابها أثناء مشاهدتها للتلفاز، محاولة بذلك التعبير عن ذاتها والاندماج أكثر في المجتمع.

وبفضل التشجيع المستمر من أفراد العائلة، تمكنت الفتاة شيماء من تطوير مستواها الفني وتدرجت في مهاراتها وإبداعاتها من رسم شخصيات عالم "الأنمي" إلى رسم المشاهد الطبيعية والحياة العامة وصولاً إلى رسم كل ما يجول في خاطرها من أفكار.

وتقول نطط لـ "العربي الجديد" إن أعمالها الفنية تساعدها على التغلب على وضعها والتعبير عن نفسها بشكل حر، مضيفة بلغة الإشارة "الرسم يعيد لي الأمل بممارسة شعائر الحياة كالمعتاد، بعيدا عن كوني فتاة فلسطينية تعاني من الإعاقة السمعية".

وغلب على لوحات نطط الأولى المشاهد الطبيعية والشخصيات الكرتونية، إلا أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على غزة وتداعيات الهبة الشعبية الفلسطينية التي اندلعت بمطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دفعت الفتاة شيماء للتعبير عن ذلك بريشتها.

وتبين أن غالبية اللوحات التي رسمتها في الفترة الماضية تعكس حجم المعاناة التي تعرض لها الصم إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، صيف عام 2014، حيث طغت مشاهد المنازل المدمرة والأشجار المقطوعة والطائرات الحربية وما ‫تخلفه غاراتها من دخان كثيف ودماء وجرحى على رسوماتها.‬

وتمكنت نطط من تحويل إحدى زوايا منزلها في مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، إلى معرض لوحات فنية مختلفة الأحجام والأفكار والألوان.

وتشتكي نطط من صعوبة الحصول على مستلزمات الرسم الأصلية بسبب الحصار الإسرائيلي، وكذلك تتذمر من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميا، فضلا عن شعورها بحزن عميق لعدم اهتمام الجهات المختصة بها.

إقرأ أيضاً: أصوات أخرى

المساهمون