نادية لطفي: نعم للإعتزال ولا للعزلة..ولن"أشدّ" وجهي

نادية لطفي: نعم للإعتزال ولا للعزلة..ولن"أشدّ" وجهي

03 أكتوبر 2014
الفنانة ناديا لطفي عن فيسبوك
+ الخط -
اسمها يعد علامة في تاريخ السينما المصرية، قدمت عشرات الأفلام على مدار مشوارها، وكانت نجمة شباك في الستينيات والسبعينيات، رحلة فنية طويلة قابلت من خلالها أجيالا، اختارت أن تعتزل الحياة الفنية ولكنها لم تبتعد عن زملائها ممن احتاجوا مد يد العون، فكانت خير صديقة لهم، إنها نادية لطفي التي اختار مهرجان القاهرة السينمائي في دورته المقبلة عينيها لتكون الشعار الرسمي له..

العربي الجديد التقاها في هذا الحوار:

صفي لنا شعورك وصورتك ستكون محفورة على شعار مهرجان القاهرة السينمائي القادم؟

والله العظيم لن أستطيع أن أصف شعوري، فهو شعور مختلط بالخجل والفرح والتقدير والتفكير، فلأول مرة أقف عاجزة عن تقييم أي تكريم لي، لكن لا يسعني سوى أن أقول لمن فكر فيّ شكرا، وأتمنى أن يحمل شعار كل عام من كل المهرجانات وليس القاهرة السينمائي فقط صورة فنان أو اسمه، فكم كنت سعيدة جدا بأن مهرجان الإسكندرية الماضي حمل اسم نور الشريف، فهو فنان يستحق، وهناك غيره أيضا يستحقون أن يتواجدوا في المهرجانات القادمة.

نراها معادلة صعبة أنك تعتزلين الفن وفي الوقت نفسه تتواجدين مع زملائك بهذا الشكل المكثف؟

هذا يعود إلى الأصل صدقوني، فأنا تربيت في منزل أصيل نعرف معنى صلة الرحم ونعرف معنى التقدير والاحترام، وألا نترك أحدا في وقت شدته قبل وقت الفرح، فالإنسان وهو ضعيف يحتاج إلى تدعيم يقويه وفي وقت الفرح يحتاج لمن يفرح له ومعه.

تقصدين تدعيما ماديا؟

لا على الإطلاق، أنا اقصد تدعيما معنويا، فالحالة النفسية للفنان المريض مثلا تتحسن كثيرا بأن نشعره أنه مرغوب فيه ومرغوب أن نراه معنا دوما.

لأنك تتواجدين دائما في الوسط الفني لماذا اعتزلتِ؟

اعتزلت لأني شبعت تمثيلا وخلاص كفاية، لا بد أن تحصل الأجيال الجدية على حقوقها ولا نزاحمهم، فأنا وصلت لدرجة قلت لنفسي فيها خلاص عايزة أستجم وأعيش من غير بلاتوهات ولا استوديوهات، والحمد لله أنا بفضل الله ثم جمهوري حققت كل ما أتمناه في الفن.

تطالبين إذن باعتزال الكبار؟

لا لم أقصد، وأرجو ألا يفهم أحد كلامي بشكل خاطئ، فهناك من الكبار من لا يزالون لديهم القدرة على العطاء، لكن زميلاتي مثلا ممن هن تقريبا في نفس عمري اخترن الابتعاد والراحة، مثلا مريم فخر الدين وزبيدة ثروت وشادية، فكلنا وصلنا لدرجة الرغبة في الهدوء.

لهذا الحد الوسط الفني مزعج؟

الوسط الفني كل حياتي سواء وأنا أمثل أو بعد الاعتزال، لكن أحيانا رغم حبنا لشيء ما نتركه بحثا عن أنفسنا وعن القليل من الراحة، فكل شيء وله نهاية.

لكِ مواقف جديرة بالاحترام مع زملائك الفنانين خاصة المرضى مثل المخرج رأفت الميهي وجورج سيدهم ومن قبلهم الراحل سعيد صالح فبماذا تشعرين وأنتِ بجوارهم؟

لا يجب أن نتحدث في أمور هي واجبة علينا، فكيف نترك زملاءنا في محنتهم، خاصة وأن كلا من أسماء هؤلاء النجوم كان في يوم من الأيام يحمل أفلاما وحده على عاتقه، فالأستاذ رأفت الميهي هو علامة في تاريخ الإخراج السينمائي في مصر، والأستاذ جورج سيدهم الذي أضحكنا جميعا، والراحل سعيد صالح كان أسطورة في الكوميديا، فهل حينما يمرضون نتركهم، أنا لا أفعل أكثر من الواجب والمفترض الذي يحدث.

وما رأيك في اتهام الوسط الفني بالغدر؟

بصراحة أنا لا أحب التعميم في أي من الأمور، فكل قاعدة ولها استثناء، فقاعدة الوسط الفني الأصل وحينما يحدث بعض الاستثناءات لا يجدي أن تنعكس على الجميع، فالمنطق لا يقول ذلك، وأحيانا هناك مثلا بعض الفنانين لا يجيدون فن السؤال على الآخرين والاتصال بهم، ورغم ذلك هم محبون لزملائهم لكن التعامل فن، وهناك أيضا من تأخذهم الحياة من أقرب الناس لهم فكل إنسان له ظروفه الخاصة.

بعض من الفنانات تفضلن الاختفاء تماما عن الأضواء لأن العمر بدا على وجوههن ألم تفكري في ذلك؟

لا لم ولن أفكر في أن أختفي عن الحياة مع احترامي لمن تتخذ هذه الخطوة، لكن أنا لست بجرأتهن حتى آخذ هذا القرار الصعب، فأنا أحب أن أعيش دائما بين الناس أهلي وأصدقائي سواء في الوسط أو خارجه، فأنا بطبيعتي إنسانة اجتماعية والعزلة تميتني.

هل خضعتِ لعمليات تجميل مؤخرا؟

لا، أنا سيباها على الله، وقالت ضاحكة: "مليش في الشد والنفخ".

هل تتابعين سينما الآن؟

مع احترامي لجهود من يقومون على صناعة السينما حاليا لكن لا أدخل سينما منذ وقت طويل لأني بمجرد مشاهدتي للإعلانات بصراحة لا أجد ما يدفعني للدخول وعليا أن نرتقي بأذواق الجماهير فالفن عنصر مهم للغاية للتأثير على الجمهور.

مؤخرا حضرتِ العرض المسرحي "دنيا حبيبتي" للمخرج جلال الشرقاوي فما الذي دفعك لحضوره؟

تلقيت الدعوة من المخرج الجميل جلال الشرقاوي ولأني أحترم هذا الرجل وأحترم حرصه الشديد رغم كل الصعاب على الاستمرار في تقديم مسرح، وحينما شاهدت العرض كنت سعيدة للغاية أنه بهذا الرقي والبعد عن الابتذال تماما.

أخيرا كيف ترين مصر الآن؟

مصر على أيدي الرئيس السيسي تولد من جديد، فهو رجل وطني محب لتراب هذا الوطن، لكن كل ما أطلبه منه أن يخفض أسعار اللحوم وبعض المنتجات التي زادت بشكل كبير حتى يتسنى للمواطن البسيط أن يشترى لحوما على الأقل في عيد الأضحى.

المساهمون