لبنانيون في الشارع: زمّر إذا أنت مع الثورة

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
06 نوفمبر 2019
4E60B60B-3ACF-420D-A3F6-A88996961313
+ الخط -
يرفع شبان لبنانيون لافتات "زمّر إذا أنت مع الثورة"، فتندلع الزمامير تحية لانتفاضة الشارع. ولمن يرغب في توجيه تحية وليس لديه سيارة، يمكنه قرع طنجرته على الشرفة.

استطاع المحتجون القول إن ضوضاء الزمامير والطناجر مثل جرس الإنذار لمنسوب السموم التي تنتجها النخبة الطائفية ومصرفها المركزي.

منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اجترح الشارع اللبناني عشرات الطرق التعبيرية، لكن لا أحد يمكنه تجاوز شعار "كلن يعني كلن"، فهو أبو الشعارات كلها، وأولى المواجهات التي أحرجت أمراء الحروب السابقة وزعماء الطوائف.

للحيز العام هواء جديد، ووجوه جديدة، ولغة جديدة. وكثير من اللبنانيين عبروا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل عن فرحهم بالعثور على لغتهم الأم، كما لو أنهم، بحسب الفيلسوف الفرنسي، طفل عثر على عش.

إنهم يستطيعون التعبير عن وجع واحد بلغة واحدة، ولا بأس أن يبدأ المعجم بفعل شتم يشتم.

أي زعيم طائفة، أو صاحب نفوذ عائلي سياسي، يمكنه العثور على اسمه أو كاريكاتير له على جدار، ويمكنه أن يعتاد بكل أريحية على شتيمة مقذعة، حتى أن زعيماً طلب افتداء الجميع بشتمه فقط، لكن آخر ذهب إلى خيار غريب، إذ طلب من محاميه رفع دعوى على أي شخص يشتمه.


ويلاحظ المراقب للمشهد أن شعارات شوارع لبنان وساحاته تختلف وتتشابه مع الأسى الذي تعرفه الشعوب العربية الأخرى.

تويتر

هناك تدار الشؤون برأس واحد يحكم السيطرة على خيوط اللعبة إلى أن يفقدها، أما لبنان فتبدو صورته مثل مغارات الكنوز، وعلى كل باب مغارة ثعبان يحرس الكنز.

وعليه، أصبحت الشوارع تصرخ لأول مرة مجتمعة بشتائم أرادت قبل كل شيء أن تصيب هيبة أصحاب المغارات وأن تتهكم على أقدس مقدسات الفاسدين: الطائفة وحصتها من المال المنهوب.

تويتر

اليوم تداولت مواقع التواصل الاجتماعي دعوة لرفع العلم اللبناني على الشرفات. صحيح أن لا أحد يمكنه إنزال علم الدولة، ولكنها لفتة تضاف إلى ما وقع منذ منتصف الشهر الماضي. إنه العلم الوطني الذي يرفع دون أن تنافسه أو "تتزعرن" عليه أعلام طائفية.

تداولت وسائل الإعلام العالمية أكثر العبارات النافرة التي تعبر عن غضب الشارع، وانتقلت ترجمات الشتائم التي كيلت للجميع، ونقلتها وسائل الإعلام العربية مقطوعة ومغطى عليها بالصفير. لكن الصفير طال واستطال، فكانت الساحة الأكثر ازدهاراً مواقع التواصل الاجتماعي، سيدة الساحات المرحبة بالشتائم.

ترسخت في الشوارع والساحات معادلة تفيد بأنه مسموح هنا كتابة شتائم مقذعة ولفظها بل وتقبلها، إذ بدا شعار "كلن يعني كلن" مثل التميمة التي تشجع على احتلال الشعب ساحاته، وأن تخفف قدر الممكن من عنف طائفة أو نخبة سياسية.

تويتر

راقب العالم اللبنانيين وهم يخرجون من بطاقاتهم الشخصية إلى الحيز العام ويرسمون على الجدران هويتهم: يسقط حكم المصرف، يسقط رأس المال، يسقط حكم الأزعر (البلطجي، الشبيح)... إلخ.

ساندويتشات وعصائر وعبوات مياه على أرصفة المنتفضين، وبجانبها لافتات كرتونية مكتوب عليها: مجاناً وليست من السفارات.

تويتر

مع كل جولات الاحتجاج برزت عشرات التعبيرات الساخرة من تهمة التمويل الخارجي. فتجد من يلتقط سيلفي مع زجاجة ماء ويقسم أنه اشتراها من حر ماله، وثمة من يتساءل عن سهولة رمي تهمة التمويل على محتجين، وما مواصفات المواطن غير المتمول الذي يحق له أن ينزل إلى الساحة والشارع؟

غرافيتي لبنان لم يميز بين الشوارع، ولم تعرف الهوية الطائفية للرسامين، لأن رسالة الرسومات الجدارية ركزت على لبنانية الاحتجاج وعلى أن المصرف المركزي ليس شأناً اقتصادياً وطنياً بل قدس أقداس الائتلاف الطائفي الما قبل وطني.

ولأول مرة ترفع اللافتات ضد الجميع دون أن تفقد البوصلة غريمها الأول، وهو المصرف، حتى أن الدعوة لسقوط "حكم المصرف" جعلت النخبة الطائفية السياسية تدرك حجم المأزق.

ذات صلة

الصورة
خلال تحرك لمحاكمة سلامة في بيروت، 25 يناير 2023 (Getty)

اقتصاد

أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي، اليوم الاثنين، مذكرة توقيف وجاهية بحق حاكم البنك المركزي السابق رياض سلامة، عقب جلسة انعقدت صباحاً.
الصورة
جويل بيرغنر... جدارية لثلاثة أطفال فلسطينيين ينظرون إلى الأمام (فيسبوك)

منوعات

تعاون الفنان الأميركي جويل بيرغنر مع فنان الخط الفلسطيني أحمد غصّاب، لإنجاز لوحة جدارية كبيرة عن فلسطين في قلب العاصمة الأميركية واشنطن.
الصورة
أمام مركز مصرف لبنان في بيروت (حسين بيضون)

اقتصاد

نفّذت جمعية "صرخة المودعين" في لبنان اعتصاماً، صباح اليوم الخميس، أمام مقرّ المصرف المركزي في بيروت "ضدّ التعاميم الظالمة للمودعين"، رُفِعَت خلاله لافتات تدعو إلى ردِّ ودائع الناس المحتجزة في المصارف منذ نحو أربع سنوات.
الصورة
غرافيتي في قطاع غزة

منوعات

رسم فنانو غرافيتي في قطاع غزة جداريات على أنقاض منازل دمرها هجوم صاروخي إسرائيلي خلال قتال عبر الحدود في مايو/أيار.
المساهمون