لهذا السبب يمكنكم أن تشموا رائحة المطر

لهذا السبب يمكنكم أن تشموا رائحة المطر

28 اغسطس 2018
ليس للمطر رائحة (getty)
+ الخط -



ترتبط طفولة معظمنا بذكريات سعيدة مع الرائحة المميزة التي تفوح عندما تسقط أول قطرة مطر على الأرض الجافة والحارة، ويؤكد معظم المزارعين أنهم يستطيعون التنبؤ بالعاصفة من استنشاق رائحة المطر التي تنتشر في الهواء قبل هطوله.

ولا تعلم إلا قلة قليلة أن المطر في الحقيقة ليست له رائحة، وأن ما نستنشقه قبل لحظات من هطوله ليس سوى مزيج من المركبات الكيميائية العطرية التي تنتجها بكتيريا actinobacteria بشكل رئيسي، عند ازدياد رطوبة الجو والأرض.

ويعيش هذا النوع من الأحياء الدقيقة في مختلف البيئات الريفية، الحضرية والبحرية، وتعمل على تحليل الأنسجة العضوية الميتة إلى مركبات بسيطة يستخدمها النبات كمغذيات لنموه، وفقًا لموقع "inverse".

ويعتبر مركب Geosmin أحد النواتج الثانوية لنشاط بكتيريا actinobacteria، وهو نوع من الكحول يتميز برائحته القوية التي يستطيع الناس استنشاقها والتعرف عليها حتى عند وجودها بتركيز منخفض، إذ يستطيع الأنف البشري التقاط كمية صغيرة من ذرات هذا المركب وسط ترليون من جزيئات الهواء.

ويتباطأ نشاط هذا النوع من البكتيريا خلال فترات الجفاف، إلا أن ازدياد رطوبة الهواء في اللحظات التي تسبق العواصف تحفز عملها من جديد، ما يؤدي إلى تشكل مركب Geosmin واستنشاقنا للرائحة الترابية الزكية التي ترتبط في أذهاننا بالمطر.



وتنتشر جزيئات مركب Geosmin في الهواء بمجرد سقوط قطرات المطر على الأسطح المسامية كالتربة الرخوة، وتحملها الريح إلى المناطق المجاورة، حيث يمكن للناس استنشاقها والتنبؤ بالعاصفة قبل هبوبها عندهم إذا كان المطر شديدًا بما فيه الكفاية.

وتختفي رائحة Geosmin بعد انتهاء العاصفة وجفاف الأرض، ما يبطئ نشاط بكتيريا actinobacteria التي تبقى متأهبة وعلى استعداد لمساعدتنا في التنبؤ بموعد هطول المطر في المرة التالية.

 

 

 

 

 

المساهمون