تكريم فنانين في سورية...على هوا النظام

تكريم فنانين في سورية...على هوا النظام

03 مارس 2017
النظام بكرّم بعض الفنانين الموالين له (Getty)
+ الخط -
بعد أن زعزعت الثورة السورية استقرار النظام، أهمَل هذا الحركة الثقافيّة والفنيّة، إذ اعتبَر الفنون أمراً هامشيّاً. فأوقف العديد من المهرجانات والفعاليات الدورية التي كانت تقام في سورية، مثل مهرجان دمشق المسرحي، ومهرجان دمشق السينمائي، وغيرهما. وأدى ذلك بدوره إلى توقف حركة التكريمات التي كان يقوم النظام السوري عادةً. لكن النظام السوري تفهَّمَ، في الآونة الأخيرة دور الفنون بحربه على الشعب، وزاد من فعالياته الطنّانة. واجتاحت موجةٌ كبيرة من التكريمات الساحات الإعلامية التابعة للنظام. وتصدر تلك التكريمات، تبجيلَ الفنانين السوريين المؤيدين للنظام، وبعض الفنانين الذين لم يُبدوا أي وجهة نظر أو تصريح يصنفهم في خانة معينة بخصوص المقتلة الجارية في بلادهم منذ خمس سنوات.

وعادةً ما يتمُّ تكريم الفنانين من قبل كبار النقاد والمخرجين المخضرمين، والذين لهم تاريخ فني حافل، أو من قبل أيقونات الفن في البلد المعنيّ، من ممثّلين وكتّاب. ولكن، الأمر الغريب في التكريمات السورية، أنَّه تمّ استبدال تلك الخبرات الفنيّة بشخصيّات سياسيّة بحتة. وربّما يعود ذلك، إلى تسييس النظام لكافة جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية في سورية، إذ بات العملُ الفني يستمدُّ قيمته، بحسب معايير النظام، من "القيمة الوطنية التي يقدمها العمل"، والتي هي تأييد النظام والتأكيد على روايته.

وهذا التحوُّل الذي طرأ على الطريقة التي يتم بها تكريم الفنانين السوريين، ترافق مع ولادة نوع جديد من التكريمات، كتكريم "الفنانين الصامدين والمقاومين للإرهاب"، وتكريم الفنانين الأكثر ولاءً للنظام السوري، حتى وإن كانوا لا يحملون الجنسية السورية، مثل حملة تكريم ملحم بركات، والتي حملت عنوان "الوفاء لرمز الوفاء"، والتي لم تكن مهتمة بشخصية ملحم بركات الفنية أو إنجازاته الموسيقية، وإنما كرمته بسبب ولائه للنظام السوري، بحسب تعبير القائمين على الحفل.

وداخل سورية، أصبح حضور الشخصيات السياسية في التكريمات طقساً لا يمكن التخلي عنه. ففي نهاية عام 2015، قامت وزارة الإعلام السورية بتكريم الفنانين بحضور شخصية لها ثقل سياسي كبير في النظام السوري، وهي المستشارة السياسية والإعلامية لبشار الأسد، بثينة شعبان.
وفي عام 2016، تم تكريم الفنانين السوريين الذين يعيشون في سورية ولم يغادروها في حالة الحرب. وأشرف على التكريم، وزير النقل، علي حمود، ومجموعة من ممثلي الوزراء!
وفي العام نفسه، كرم وزير السياحة، بشر يازجي، شاعر مواقع التواصل الاجتماعي، يسر دولي، ضمن ملتقى "كلمات" الثقافي، إلا أن موجات الغضب التي اجتاحت مواقع التواصل على هذا التكريم، جعلت اليازجي ينفي وينكر حضوره رغم تأكيد دولي ذلك.

وكان آخر هذه التكريمات السياسيّة للفنانين في بداية الشهر الجاري، حين كرَّم نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، الممثلة، سلاف فواخرجي، بعد أن حصد فيلمها جائزة أفضل إخراج، ضمن مهرجان "نيو دلهي" السينمائي. وتمّ التكريم ضمن بناء وزارة الخارجية في دمشق، وصرحت حينها سلاف فواخرجي: "إنه شرفٌ كبيرٌ لي أن أدخل مبنى وزارة الخارجية في بلدي مكرّمة، هذه الوزارة التي طالما مثّلت سورية أفضل تمثيل".




المساهمون