جامعو الطوابع في الأردن يصارعون الزمن الرقمي

جامعو الطوابع في الأردن يصارعون الزمن الرقمي

28 ابريل 2014
جليل طنّوس - هاوي جمع الطوابع
+ الخط -
يتحدث جليل طنّوس، عن الطوابع البريدية بلهفة كمن يتحدّث عن أبنائه. يلمسها بلطف وحرص واضحين. يعبّر عن حزنه، هو الهاوي الذي أضحى اليوم خبيراً في واقع وهواية جمع الطوابع التي تراجعت كثيراً في الأردن، على ما يقول. هو المتخوّف على مستقبلها في ظلّ الزمن الرقمي.
يقدّر طنّوس، عدد هواة جمع الطوابع في الأردن اليوم، بما يقلّ عن 100. يقول: إنّ غالبيتهم من كبار السنّ، يلتقون في "نادي هواة جمع الطوابع الأردني"، الذي سبق أن شغل طنوّس منصب أمين السرّ فيه.
تأسّس النادي في عام 1979. أُضيف له في عام 2013 باب "جمع العملات"، ليتحوّل اسمه إلى "نادي هواة جمع الطوابع والعملات الأردني".
في رأي طنوّس، أنّ تراجع الهواية "له أسباب عديدة، منها العامل الاقتصادي، الذي قلّل اهتمام كثيرين بها لأنّها هواية مكلفة نسبياً". ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد": أضف عدم توافر الإمكانيات للمشاركة في المعارض الخارجية، وعدم الاهتمام داخليا بإقامة المعارض.
وعلى رأس الأسباب التي يعدّدها مبرّرا تراجع الهواية يأتي "بروز الاتصالات الحديثة والانترنت كوسيلة تراسل منافسة للطرق التقليدية، إضافة إلى حوسبة البريد الأردني، الذي نتج منه الاستغناء عن الطوابع ما تسبّب في ندرتها".
اللافت حسب طنّوس، أنّ "هناك جيلاً في الأردن لم يشاهد طابع البريد في حياته"، معتبراً أنّ "حوسبة البريد أدّت إلى تقاعد سفير مهم للأردن حول العالم. سفير ينقل إلى العالم صورة الأردن في جوانبها الثقافية والسياسية والاجتماعية والطبيعية وغيرها".
استخدم الطابع في الأردن للمرّة الأولى في 10 تشرين أول/أكتوبر 1920، في مدينة السلط. وتأسّس "مركز البريد والبرق" في مدينة السلط عام 1919. وبسبب عدم وجود طوابع بريدية في الأردن طلب المستشار البريطاني لحكومة السلط المحلية من المندوب السامي في فلسطين تزويده الطوابع اللازمة، فأرسل طوابع الـ "EEF" بعدما وُشحَت بعبارة "شرقي الأردن".
وعن أول طابع بريد أردني خالص يحكي طنّوس، أنّه صدر في عام 1927: وكان يحمل صورة الأمير عبد الله، وعليه عبارة شرقي الأردن".
الهاوي طنّوس، يتذكّر التاريخ المتألّق للبريد الأردني: حين حصلت مجموعة طوابع جرش التي صمّمتها في عام 1933 على جائزة أفضل مجموعة في معرض فلوريدا.
ويروي أنّ "كرم السكر كان أوّل مصمّم طوابع أردني وضُعِتَ صورته على طابع بريد أردني". ويختم طنّوس، حديثه متمنياً أن يُكرَّم طابع البريد نفسه "بإعادة الاعتبار له، ليتمكّن من مواجهة الزمن الرقمي".

دلالات

المساهمون