حكومة كاليفورنيا تتدخل لإلغاء كتابة تحذير على عبوات القهوة

حكومة كاليفورنيا تتدخل لإلغاء حكم بكتابة تحذير من السرطان على عبوات القهوة

17 اغسطس 2018
تحذير في أحد المتاجر بلوس أنجليس (مارك رالستون/AFP)
+ الخط -
هل يمكنك تقبّل فكرة شرب فنجان قهوتك الصباحي وأنت تقرأ تحذيرًا من السرطان على عبوة البن؟ كان هذا في الحقيقة ما يسعى إليه قاض في لوس أنجليس، منذ الربيع الماضي، مهددًا متعة طقس يومي يمارسه أكثر من 100 مليون أميركي، قبل أن تتدخل حكومة ولاية كاليفورنيا مطمئنة شاربي القهوة أن لا شيء يدعو إلى القلق.

وقدمت إحدى الوكالات في كاليفورنيا ورقة بحثية كانت موضوع جلسة استماع عامة في المحكمة، أمس الخميس، نفت فيها ارتباط القهوة بزيادة الإصابة بالسرطان، وأكدت فوائدها الصحية الكثيرة، مما قد يلغي الحكم بكتابة تحذيرات على عبوات البن، بحلول نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

ورُفعت الدعوى القضائية التي طالبت بكتابة تحذير من السرطان على عبوات القهوة، بناء على قانون ولاية كاليفورنيا الذي يلزم الشركات بتحذير المستهلكين في حال احتواء منتجاتها على مواد قد تشكل خطرًا على الصحة، مما قد يؤثر سلبًا على صناعة القهوة، وفقًا لموقع "نيويورك تايمز".

وقررت مجموعة بحثية صغيرة غير ربحية في لونغ بيتش عام 2010، رفع دعوى قضائية ضد شركات صناعة القهوة، بعد أن كشفت أن مادة الأكريلاميد التي تنتج عن تحميص حبوب البن ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى إعطائها للقوارض بتراكيز عالية.

وأكدت شركات صناعة القهوة أن محاولات إزالة الأكريلاميد بعد تحميص حبوب البن كانت غير فعالة وأدت إلى تشويه النكهة، إلا أنها فشلت في إقناع المحكمة بأن كمية هذه المادة الكيميائية في القهوة لا تشكل أي خطر على المستهلكين.

وحكم القاضي إيليو م. بيرل، في المحكمة العليا بلوس أنجليس، في شهر مارس/آذار، بضرورة كتابة تحذير من السرطان على عبوات القهوة، مما سبب حالة غضب شعبية، خاصة بعد تراجع منظمة الصحة العالمية عن بحث أجرته عام 1991 ينص على تصنيف هذا المشروب الساخن كـ"مسبب محتمل للسرطان"، مشيرة إلى عدم وجود أدلة كافية على ذلك.

وأصدر مكتب تقييم الأخطار البيئية في ولاية كاليفورنيا بيانًا رد فيه على حكم القاضي بيرل، مشيرًا إلى أن المواد الكيميائية التي تنتج عن عمليات تحميص حبوب البن وتستهلك أثناء شرب القهوة لا تشكل أي خطر محتمل بزيادة معدل الإصابة بالسرطان.



وشرّعت ولاية كاليفورنيا قانون التحذير من السرطان "Proposition 65" عام 1986، بغية تنبيه الناس من مخاطر مياه الشرب الملوثة، وحثهم على التقليل من التعرض للمنتجات التي تحتوي على عناصر كيميائية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والعيوب الخلقية، مثل الزئبق الموجود في حشوات الأسنان، الفورم ألدهيد في مستحضرات التجميل و4-ميثيل إيميدازول في المشروبات الغازية.

ويثني العديد من الناشطين على القانون، باعتباره خدمة صحية مهمة، إلا أنه يواجه اليوم انتقادات عديدة من المشرّعين الذين وصفوه بالقانون القاسي، بسبب استغلاله من قبل بعض المحامين الباحثين عن جني المال من جراء التقاط ثغرات غير ذات أهمية من الناحية الصحية.

المساهمون