الإذاعة الإسرائيلية تبث مقطوعة لفاغنر ثم تعتذر

الإذاعة الإسرائيلية تبث مقطوعة موسيقية لفاغنر ثم تعتذر

03 سبتمبر 2018
أدمن هتلر على أوبرا فاغنر (getty)
+ الخط -
اعتذرت الإذاعة العامة للاحتلال الإسرائيلي عن بثها مقطوعة "كريبوسكول دي ديو" الموسيقية للألماني ريتشارد فاغنر، الذي يقاطعه الاحتلال بسبب مزاعم تتعلق "بآرائه المعادية للسامية"، حسبما أفادت متحدثة باسم الإذاعة، أمس الأحد.

وليس هناك قانون لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلية ينصّ صراحة على منع أعمال فاغنر، لكن الفرق والمؤسسات الفنية الإسرائيلية تمتنع عن ذلك. وذكرت المتحدثة أن "التعليمات في الإذاعة الإسرائيلية لا تزال نفسها منذ سنوات: لا يجب بثّ موسيقى فاغنر".

وأشارت، في بيان، إلى "الألم الذي قد يثيره هذا البث لدى الناجين من المحرقة" الذين يستمعون إلى الإذاعة. وقالت "نعتذر من مستمعينا"، معتبرة أن "المسؤول عن الحلقة الموسيقية أخطأ في الاختيار عبر بثّه هذه المقطوعة".

وفاغنر معروف بأنه أحد الموسيقيين المفضلين لدى أدولف هتلر، حيث تبنى أعماله المشبعة بالروح القوميّة. ففي المجلد الأول من كتابه "كفاحي"، يذكر الرايخ الثالث أنه رأى الأوبرا لأول مرة في حياته بعمر 12 سنة، فأدمن عليها، وعندما ترك مدرسته في 16، قضى 3 سنوات بعدها في المسارح لمشاهدة الأوبرا التي ألفها فاغنر، بعد أن زاد من اطلاعه على حياته وكتاباته، ما حفزه على رسم نظريته حول النقاء العرقي الألماني.
 
وعلى الرغم من أن فاغنر لم يؤلف أوبرا بمحتوى معاد لليهود، لكنه وتحت اسم مستعار، نشر عندما كان لا يزال موسيقياً مغموراً، مقالاً بعنوان "اليهودية في الموسيقى"، في مجلة متخصصة، لم يخف فيه احتقاره لليهود، معتبراً أن الفنان منهم "في طبيعته غير كفء في التعبير عن نفسه فنيّا، سواء من خلال مظهره أو عبر لغته، خاصة من خلال طريقته في الغناء". ويضيف قائلا: "لا يستطيع إلا أن يقلّد".



ولا تزال أعمال فاغنر محظورة في إسرائيل، رغم أن قائد الأوركسترا الأرجنتيني-الإسرائيلي دانيال بورنباوم كان جريئاً، في تموز/يوليو 2001، لعزفه مقطعاً من "تريستان اي إيزولد" مع أوركسترا برلين الفيلارمونية في القدس المحتلة. كما سبق أن عزفت فرقة الأوكسترا الإسرائيلية مقطوعات لفاغنر في ألمانيا خلال عام 2011.

لكن رئيس مؤسسة "ازرايل فاغنر سوساييتي" جوناثن ليفني، رحب ببثّ الإذاعة العامة موسيقى فاغنر. وقال ليفني الذي نجا والده من المحرقة إن "البثّ كان لموسيقاه الرائعة وليس لآرائه". وأضاف "من لا يرد سماع هذه الموسيقى فليطفئ الجهاز".

المساهمون