"فرضة" كورنيش الدوحة: مفاصلة على الأسماك وفرصة لاقتناء الطازجة

"فرضة" كورنيش الدوحة: مفاصلة على الأسماك وفرصة لاقتناء الطازجة

18 أكتوبر 2018
يوفر سوق السمك أنواعاً مختلفة من ثمار البحر(معتصم الناصر)
+ الخط -



يحرص المقيم "أبو أحمد"، على استغلال العطلة الأسبوعية في الدوحة، يومي الجمعة والسبت، للذهاب باكرا وقبل شروق الشمس إلى "فرضة" كورنيش الدوحة حيث سوق السمك، والتي أصبحت أحد معالم مدينة الدوحة، للحصول على كمية من السمك الطازج القادم للتو مع الصيادين من البحر.

العادة الأسبوعية لأبي أحمد المتمثلة بشراء السمك الطازج يشاركه فيها المئات من المواطنين والمقيمين، الذين يجدون في تنوع الأسماك الطازجة التي يحملها الصيادون من البحر ويجري عرضها للبيع فورا، بعد تخليصها من الشباك فرصة للحصول على كمية من السمك بسعر أقل من السوق بنحو 20 في المائة، وبالتالي الحصول على وجبة سمك طازجة بسعر رخيص، حيث تتراوح أسعار الأسماك المعروضة على فرضة كورنيش الدوحة بين 3 دولارات، و14 دولار تقريبا للكيلو غرام الواحد حسب نوع السمك، وأيضا حسب الاتفاق والمفاصلة بين البائع والمشتري.

ويصطف العشرات من باعة الأسماك على أرصفة الكورنيش ومقابل المراكب البحرية تحت استاندات خشبية مجهزة، يوميا لبيع السمك الذي أحضره الصيادون، حيث يتقاطر المتسوقون عليهم، لمفاصلتهم في الأسعار، فالفرصة قائمة للحصول على السمك طازجا وبسعر أقل من السوق، إلا أن ما يجعل بعض المتسوقين يتردد في الشراء كما شاهدنا، عدم وجود خدمة تنظيف الأسماك، حيث هي متوفرة في شبرة السمك المركزية فقط.



ويلعب تقلب الأحوال الجوية، خاصة في فصل الشتاء دورا كبيرا في ارتفاع أسعار الأسماك، حيث يتوقف بعض الصيادين عن الذهاب لرحلات الصيد خشية التعرض لأية مخاطر قد تنتج عن سرعة الرياح وعدم استقرار الأحوال الجوية. فتساهم قلة رحلات الصيد في نقص الكميات المعروضة للبيع مقارنة بالطلب، وبالتالي ترتفع أسعار الأسماك بالسوق، خاصة الأنواع التي تلقى إقبالا كبيرا من المواطنين، وأبرزها سمك الصافي، والهامور والروبيان والتي تعد أيضا من أكثر الأنواع المفضلة للشراء لدى المطاعم والفنادق.



وتتنوع الأسماك التي يعرضها الصيادون في "الفرضة" حسب الموسم إلا أنه يغلب عليها أنواع الينم والصافي والشعري والهامور والكنعد، وكذلك الروبيان، والسمان والقبقب وغيرها، كما تختلف طريقة صيد السمك حسب نوعه فأنواع السمك التي يتم صيدها بالسنارة تختلف بعض الشيء عن الأنواع التي يتم صيدها بالشباك، حيث لا يتم صيد أسماك الهامور مثلا إلا بواسطة السنارة فقط.



وتختلف حصيلة الأسماك التي يجري صيدها ويجلبها الصيادون حسب الظروف الجوية وتوقيت الصيد، إلا أن معدلها يصل إلى 250 كيلوغراما تقريبا، لكل قارب صيد أو طراد، والوقت المفضل لصيد السمك يكون دائما بعد طلوع الفجر مباشرة إلى شروق الشمس، وما بين الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة السادسة مساء، ففي هذه الأوقات يبدأ السمك في التحرك للبحث عن الطعام في البحر ولذلك يسهل صيده، كما أن حالة البحر تلعب دورا في ذلك، فحالة المد تكون مناسبة أكثر للصيد.



ويوجد في قطر 12 موقعا يعتبرها خبراء الصيد من أفضل أماكنه، وأهمها شاطئ الغارية، شاطئ فويرط، وجميع شواطئ المنطقة الشمالية، والرويس، وجزيرة رأس ركن، ورأس بوقميص، والمنطقة الجنوبية من ناحية سيلين، والعديد، والديحة، وشاطئ قلعة الزبارة، وشاطئ كريت، وتتمتع تلك الأماكن بـثلاث ميزات، من بينها العزلة أو الطبيعة الخام، والبيئة الصخرية والبحرية، إلى جانب عمق المياه.



وتخطط قطر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، بوصفها سلعة استراتيجية، حيث بلغ إنتاج قطر من الثروة السمكية 15.3 ألف طن خلال عام 2017، وتمثّل نسبة الإنتاج من المصايد الطبيعية 80 في المائة في السوق المحلي، الأمر الذي يجعل قطر في حاجة إلى الاستزراع السمكي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بمعدل 21 ألف طن، تنتج منها حالياً 15 ألف طن في كل عام.  وأعلنت قطر عن إطلاق أول مشاريع القطاع الخاص لاستزراع الأسماك بطاقة استيعابية تناهز ألفي طن سنوياً، العام الماضي 2017، وسترتفع إلى 6 آلاف طن بعد اكتمال ثلاثة مشاريع للاستزراع السمكي، ستكون موجهة بالكامل للسوق المحلية. 

دلالات

المساهمون