علبة السجائر المحايدة: تحذيرات بالأخضر والبني

علبة السجائر المحايدة: تحذيرات بالأخضر والبني

06 يونيو 2019
انخفض عدد المدخنين في فرنسا مليون شخص في2017 (Getty)
+ الخط -
مع بداية عام 2020، ستتشابه تقريباً جميع علب السجائر في بلجيكا. سيكون لونها أخضر وبنياً، وغير جذابة. سيبرز على العلبة فقط اسم نوع السيجارة والكمية بالخط نفسه، مع حظر استخدام شعار العلامة التجارية والألوان. كما ستظل الإشارة إلى المخاطر الصحية على منتجات التبغ إلزامية، وكذلك الصور الرادعة.
تبنت وزيرة الصحة البلجيكية ماغي دو بلوك، في الأيام الأخيرة من ولايتها، هذا الإجراء، الذي أثبت فعاليته منذ ما يقارب عقداً من الزمن في أستراليا، قبل اعتماده من قبل دول أخرى، كفرنسا والمملكة المتحدة عام 2017، والنرويج وأيرلندا خلال العام الماضي. تعد بلجيكا الدولة الأوروبية الخامسة التي تقدم الحزمة المحايدة لمنتجات التبغ. "تُظهر النتائج في هذه البلدان أن التغليف البسيط والموحد لمنتجات التبغ يجعل هذه المنتجات أقل جاذبية، خاصة بالنسبة للشباب. كما تمت ملاحظة أن عدداً أقل من المواطنين جذبهم التدخين منذ اتخاذ الإجراء، بينما يريد المزيد من المدخنين الإقلاع عن التدخين"، يفسر مكتب وزيرة الصحة البلجيكية، في حديث إلى "العربي الجديد".
ستطبّق هذه القواعد الجديدة على جميع منتجات التبغ التي ستطُرح في السوق اعتباراً من بداية يناير/ كانون الثاني 2020. وسيكون أمام تجار التجزئة حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2020 لبيع مخزونهم المحتمل من العبوات القديمة.
رحب نشطاء الصحة بهذا التغيير. ففي لجنة الصحة في مجلس النواب، وعلى مدى سنوات، كانت الوزيرة تشكك في مدى فعالية الإجراء. من جهته، أشاد "التحالف من أجل مجتمع خالٍ من التبغ" بقرار الوزيرة، "لأن هذه خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق هدف الجيل الأول بدون تبغ. هذه العبوة المحايدة ضرورية للأطفال لكي يكبروا في بيئة خالية من التدخين وتفادي الإدمان. ولقد أظهرت الدراسات أن علب السجائر المحايدة أقل جاذبية للشباب. إذ يرجع نجاح السيجارة كثيراً إلى صورة العلامة التجارية. واليوم، تبرز هذه الصورة بشكل أساسي بواسطة علب السجائر التي تعد ملصقات إشهار حقيقية. والشباب هم بالتحديد أكثر الجمهور حساسية للصور"، كما صرحت سوزان غابريال، المتحدثة باسم التحالف، لـ"العربي الجديد".
ووفقا لآن بوكوياو، المتحدثة باسم "مؤسسة محاربة السرطان"، "فقد أظهرت الدراسات أيضا أنه في ظل وجود حزم محايدة، يكون الشباب أقل عرضة لبدء التدخين. سيكون تأثير التغليف الموحد ملموساً بالكامل على المدى الطويل. فهي تساعد على إزالة الهالة عن التدخين. ولن تعرف بالتالي الأجيال الجديدة علبة السجائر كأداة تسويقية.

وتتميز الحزم المحايدة أيضاً بسمات أخرى: فهي تحسن رؤية التحذيرات الصحية على العبوات وتشجع المدخنين على الابتعاد". تشير أيضاً إلى أن "مصنعي التبغ يدّعون أن العبوات المحايدة ليس لها أي تأثير. ومع ذلك، فإن تقييم هذا التدبير بعد اعتماده في أستراليا وفرنسا يتناقض مع هذا التصريح. ففي أستراليا، يُعزى ربع الانخفاض في استهلاك التبغ إلى ظهور عبوات محايدة. ويؤكد التحليل الأسترالي أيضاً أنه من المتوقع أن تكون الآثار الفعلية للحزم الموحدة طويلة الأجل، لأن هذا يهدف إلى ردع الشباب عن البدء في التدخين. أما في فرنسا، فقد انخفض عدد المدخنين بمقدار مليون شخص في عام 2017 ، ويعزى هذا الانخفاض أيضاً إلى حد كبير إلى إدخال الحزم المحايدة".

دلالات

المساهمون