أفلامٌ تناقش معنى الهوية والانتماء والذاكرة

أفلامٌ تناقش معنى الهوية والانتماء والذاكرة

15 ديسمبر 2016
لقطة من "زينب تكره الثلج" للتونسية كوثر بن هنية(فيسبوك)
+ الخط -
تستكمل "مؤسّسة الدوحة للأفلام" مشروعها التمويلي، بتقديمها منحاً مالية لمشاريع سينمائية أجنبية أيضاً. اهتمامها بالسينما العربية مُساهمٌ فعليّ في تحقيق أفلامٍ ذات سوية حرفية ومهنية وجمالية أساسية. يدفعها هذا إلى توسيع جغرافية حضورها، متّجهةً ـ في خطواتها الدولية الأولى ـ إلى دول الشرق الأقصى.
في الدورة الـ 13 (7 ـ 14 كانون الأول 2016) لـ "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، تحضر المؤسّسة في عناوين أفلام عربية وآسيوية مختلفة، بالإضافة إلى مُشاركة أفلام قطرية بحتة. 12 فيلماً لقطر دورٌ في تمويلها الإنتاجي، بينها اثنان أجنبيان: أولهما للسنغافوري جونفينغ بوو بعنوان "مبتدئ"، وثانيهما للنيبالي ديباك رونيار بعنوان "شمس بيضاء". المخرجان شابان، لكل منهما تجربته السينمائية المتواضعة. الأفلام الأخرى عربية، تُشارك في مسابقة "المهر الطويل"، وبرنامج "ليال عربية".
ينتمي "مبتدئ" إلى عالم السجون، لكن من وجهة نظر عاملٍ في أحدها. المهنة دربٌ إلى تعرية الماضي وكشف بعض خفاياه. أيمن الشاب يعيش مع شقيقته، ويخدم في إصلاحية. لقاؤه أقدم سجّان في السجن الرئيسي يفتح أمامه أبواب الأزمنة والعوالم المخفية. رحلةٌ في الذات والروح، كما في الجغرافيا والذاكرة. "شمس بيضاء" يعود، هو أيضاً، إلى بعض الماضي، لكن في اتجاهٍ مغاير للكشف والفضح، إذْ تفرض وفاة الأب على شاندرا، المناهض للنظام الحاكم، العودة إلى بلدته، مع ما تعنيه العودة تلك ـ بعد غياب 10 أعوام ـ من وقوف أمام الذات والذاكرة، لكن من دون التغاضي عن مآزق الراهن، بين شقيقين يختلفان في كل شيء، ولو أمام جثمان والدهما.
المُشاركة القطرية مفتوحة على مشاريع سينمائية عربية. 8 أفلام حديثة الإنتاج تُشارك في مسابقة "المهر الطويل"، وتتوزع على الروائي والوثائقي. الفيلمان الآخران (ليال عربية) يضعان النوع السينمائي في مواجهة التحدّي البصري في مقاربة حكاية أو انفعال. "بيت بلا سقف" للكردية العراقية، صولين يوسف، يحاول منح العودة (في الجغرافيا والروح والذاكرة) شرعية طرح الأسئلة الإنسانية كلّها، المتعلّقة بالهوية والانتماء والهجرة، ومغزى البقاء أو الاغتراب، ومعنى الصداقة والأخوّة. "زينب تكره الثلج" للتونسية، كوثر بن هنية، يتأرجح ـ جغرافياً ـ بين البيئة المحلية والاغتراب أيضاً، وإنْ يبتعد عن سؤال هذه الثنائية، لاهتمامه بمسار درامي آخر، يتمثّل بعلاقة عاطفية قديمة تولد مجدداً بين أرملة وحبيبٍ سابق، إثر وفاة زوجها.
الأشقاء الثلاثة في "بيت بلا سقف" يجدون أنفسهم في بيئتهم الجغرافية الأصلية، إثر وفاة الأم. الزوجة في "زينب تكره الثلج" تجد نفسها في بيئتها الانفعالية والروحية، بعد رحيل الزوج. عودة الأشقاء إلى بلدتهم مغامرة تضعهم أمام تحدّيات مختلفة. ذهاب الأرملة إلى ذاتها فعلٌ قاسٍ، في ظلّ وجود ابنتها الصغيرة، التي تكاد تحول دون استعادة الأم ـ المرأة حيويتها العاطفية، ورغباتها الإنسانية.
تنويعٌ سينمائي يُستكمل بقراءة نقدية إضافية لاحقة.


دلالات

المساهمون