الفنانون والطلاق... أو الرحلة من صفحات الفنّ لصفحات الحوادث

الفنانون والطلاق... أو الرحلة من صفحات الفنّ لصفحات الحوادث

27 فبراير 2015
جومانا مراد (العربي الجديد)
+ الخط -


أصبحت شهرة بعض الفنانين مرتبطة بمحاكم الأحوال الشخصية ومحكمة الأسرة، لا في أعمالهم الفنية. وفي طليعتهم، الممثلة المصرية زينة التي وإن كانت حققت شهرة قبل قضية إثبات النسب التي أقامتها ضد مواطنها الممثل أحمد عز، إلّا أنّ هذه الشهرة تضاعفت بشكل كبير بعد تداول قضيتها على صفحات الحوادث والفن معاً. وهي التي كانت أخبارها تنشر على مضض وسط مجموعة من الفنانين، أمّا الآن فيكفي ذكر اسم زينة لتحقق أخبارها أعلى نسبة قراءات للباحثين عن "الترافيك".

وكانت زينة قد أقامت دعوى قضائية ضد أحمد عز، لمطالبته بالاعتراف بأبوته لابنيه عز الدين وزين الدين، إلّا أنّ عز ما زال يماطل في الاعتراف بهما، حتى إنّه لم يذهب لإجراء تحليل "دي إن إيه" لتأكيده أنه في الأساس لم يتزوجها وليس بينهما أي أوراق حتى يخضع للتحليل.

وعلى الرغم من كبر سنه، إذ أوشك على الدخول في العقد الخامس، إلّا أنّ المطرب المصري مصطفى قمر الغائب عن الأضواء، عاد أخيراً لكن من خلال صفحات الحوادث، بعد إقامة دعوى قضائية عليه من قبل شقيقته أماني لمعرفة حقيقة نسبه، وإن كان ابن والدتها بالفعل، أم أنّه ابن زوجة أبيها، خصوصاً بعد حصوله على الميراث الشرعي من والدتها، في الوقت الذي ظهر فيه قيد عائلي صادر عن مصلحة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية المصرية يؤكد أن مصطفى هو نجل زوجة أبيها، وليس والدتها، وهذا ما يمنع عنه الميراث الذي حصل عليه، ورفض مصطفى التعليق على الخبر إلّا بعد انعقاد الجلسة الأولى من القضية.

لم تكن هاتان الحالتان وحيدتين من نوعهما أو أنّ دخول الفنانين إلى محاكم الأحوال الشخصية بجديد عليهم، فكانت الفنانة المصرية هالة صدقي، من أوائل الفنانات اللواتي دخلن المحكمة منذ 14 عام تقريباً. إذ فاجأت الجميع في عام 2001 بتقديم دعوى خلع من زوجها السابق، لتكون بذلك أول قبطية تتقدم إلى المحاكم بهذه الدعوى القضائية، على الرغم من عدم انطباق قانون الأحوال الشخصية رقم 1 التابع لعام 2000 عليها، والذي ينصّ على حق المرأة في طلب الخلع إذا استحالت عشرتها مع زوجها، لكن شرط تبرئته من كل مستحقاتها، سواء الشرعية أو المالية. وبالفعل، حصلت هالة على الحكم. وتعليقاً عليه سبق وصرّحت أنّها قبطية أرثوذكسية، وأنّ الكنيسة الأرثوذكسية، وإن كانت لا تبيح الخلع، فإنها تبيح الطلاق للضرر، لذا لجأت إلى هذا الحل الأخير.

وأُغلق ملف هذه القضية، وإن كان بغلقه قد فتح أبواباً عديدة للفنانات، ليدخلن محاكم الأحوال الشخصية بدعاوى قضائية، سواء للخلع أو الحصول على النفقة. فبعد نزاع طويل بين المطربة اللبنانية مي حريري وزوجها السابق رجل الأعمال اللبناني أسامة، حصلت على حضانة ابنتها سارة. وعلّقت مي على الحكم في ذلك الوقت أنّها تعيش أحلى لحظات حياتها. إذ تشعر باستقرار كبير ومقبلة على الحياة بشكل أفضل، بعدما حكمت المحكمة بأن تعيش سارة ابنتها في حضنها، وأنّها عاشت في صراع نفسي رهيب ولم تتذوق طعم النوم ولم تغمض عينيها إلّا بعد النطق بالحكم.

وكانت مي الحريري قد سبق أن انفصلت أيضاً عن المطرب والملحن اللبناني ملحم بركات منذ أكثر من عشرين عاماً، بعد قصة حب كبيرة بينهما وأثمر زواجهما عن ابنهما (ملحم).
وعن تجربتها في محاكم الأحوال الشخصية، سبق أن أشارت الفنانة السورية جومانا مراد إلى أنّها حصلت على الحكم بالخلع من زوجها السابق المخرج نجدت أنزور، وذلك لكون الحياة كانت مستحيلة بينهما وأنّه كان يرفض طلاقها.

هذا وقد سبق أن لجأت الفنانة هنا شيحة إلى إقامة قضية خلع على زوجها السابق مهندس الديكور الشهير فوزي العوامري، وقد حاولت كثيراً هي وزوجها العيش بهدوء واستقرار، لكنّ غيرته الشديدة كانت سبب الفشل كل مرة. فكلّما نوت اللجوء إلى المحكمة تتدخل بعض الأطراف لمصالحتهما، لكن سرعان ما يتنازعان مرة أخرى إلى أن تم الطلاق.

وبعد زواج استمر لثلاث سنوات كاملة، وكان هذا الزواج ناتجاً عن قصة حب كبيرة كانت حديث الوسط الفني، سبق أن لجأت المطربة المصرية أنغام إلى مكتب تسوية المنازعات في محكمة الأسرة بمصر الجديدة تطلب الخلع من زوجها الموزّع الموسيقى فهد. وقد صرحت أنغام أنّ سبب لجوئها إلى المحكمة هو رفضه الطلاق بهدوء، كما أنّ غيرته الشديدة كانت سبباً كفيلاً للجوئها إلى المحكمة. وتنازلت أنغام بالفعل عن كل حقوقها الشرعية والمادية مقابل حريتها. وبعد هذا الحكم، وجدت أنغام نفسها تدخل دائرة أخرى ألا وهي ابنها (عبد الرحمن). إذ قام طليقها فهد، الكويتي الأصل، برفع دعوى الرؤية في المحاكم الكويتية لابنهما عبد الرحمن، وجاء الحكم الذي حمل رقم 112/2008 لصالح الموزع الموسيقى فهد محمد.

كما كانت للمطربة المصرية أمال ماهر أيضاً تجربة مع هذا النوع من القضايا. إذ ردّت مبلغ 110 آلاف جنيه إجمالي لكل من المقدم والمؤخر إلى زوجها السابق الملحن محمد ضياء الدين، وذلك مقابل دعوى الخلع التي أقامتها ضده بعدما رفض الطلاق بعقلانيّة.

وفي هذا التوقيت نفسه تقريباً، استطاعت الفنانة الغائبة عن الأضواء حالياً، حنان عطية، بعدما تنازلت عن كل حقوقها الشرعية والمادية، أن تحصل على حكم بالخلع من زوجها الذي يكبرها بأربعين عاماً، وقد أوضحت حنان أن العشرة كانت صعبة بينهما ولم تستطع الاستمرار.

دخلت أيضاً منة فضالي إلى محكمة الأسرة، إذ تقدّم خطيبها السابق الموسيقي عادل حقي إلى المحكمة مطالباً برد "الشبكة" إليه لأنّها هي التي بادرت إلى فسخ الخطوبة. وكان السبب أنّه رفض تسجيل الشقة الزوجية باسمها، وهو ما لم يرض به، ما يعني أنّ عليها رد "الشبكة" إليه. وكانت "الشبكة" عبارة عن خاتمين من الذهب المرصع بالألماس، الخاتم الأول من الذهب عيار 18 ومرصع بـ 28 حجراً "مليهات" ألماس، وثمانية أحجار "باجيت" ألماس، وعدد واحد حجر "برنسيس" ألماس، ألف جنيه، أما الخاتم الثاني، فهو من الذهب عيار 18 مرصع بالألماس، وجاء الحكم بالفعل لصالحه.

المساهمون