خليل محمود... عزف وسط حصار #الغوطة

خليل محمود... عزف وسط حصار #الغوطة

30 مارس 2018
تحاصر قوات النظام السوري الغوطة منذ 2013 (Getty)
+ الخط -
لم يقف الحصار على الغوطة الشرقية حاجزاً بين الفتى، خليل محمود، والسعي وراء تحقيق أحلامه بعد خروجه من المعتقل، وهو من عاش أواخر طفولته متنقلاً بين سجون النظام والحصار في غوطة دمشق.

اعتقل خليل بعد أشهر من بداية الثورة السورية ضد النظام وبقي سنة كاملة يتنقل بين أفرع الأمن، ليخرج بعدها إلى الغوطة في سن الثالثة عشرة، وأمضى ذلك الوقت في دوما في الغوطة المحاصرة، يسعى إلى تحقيق حلمه في أن يكون عازفا ومصورًا.

يتحدث خليل مع "العربي الجديد" عن عشقه للموسيقى التي لم تستطع الحرب التفريق بينه وبينها، قائلًا: "أعزف على الغيتار لأخرج من جو الحرب، أجد الروح في العزف، أحاول البقاء على قيد الحياة من أجل تحقيق أحلامي، أتمنى أن أصبح عازفاً أو مصوراً على مستوى كبير، لذلك أتمسك بالأمل".

يضيف : "الموسيقى تُخرِج الإنسان من جو الحرب، تنقله نفسيا إلى عالم آخر أكثر أمنا، أعزف في منزلي الذي تعرض للقصف أجلس وحدي هنا وأعزف لنفسي، الناس هنا في الخارج لا يقبلون هذا الأمر كثيرا، بسبب الظروف السيئة والحصار والقصف".

حلمه أن يحترف العزف على الغيتار، الحصار حرمه من ذلك، اشترى آلة الغيتار بمال ادخره، وبدأ محاولة العزف، تعلم عن طريق مشاهدة مقاطع تعليمية على شبكة الإنترنت، "لا يوجد معاهد هنا في دوما، والناس لا تهتم كثيراً بهذه الأمور في الوقت الحالي، إلا أن خليل تمكّن من عزف بعض المقطوعات".

يقول خليل: "الحياة هنا شبه معدومة حتى الحصول على الغيتار لم يكن بالأمر السهل، أُدخل غيتاري إلى المنطقة عن طريق المهربين الذين يعملون مع النظام. كما أن الاستماع إلى العازفين المحترفين عن طريق الإنترنت أو مشاهدة الدروس بات صعباً بسبب عدم توفر الإنترنت بشكل دائم وصعوبة تحميل المقاطع".

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل خانق منذ عام 2013. واشتد الحصار مؤخراً وترافق مع عمليات عسكرية شرسة انتهت بتهجير المدنيين الرافضين للمصالحة إلى الشمال السوري.

دلالات

المساهمون