أبعد من حمو بيكا: هاني شاكر يكتشف موسيقى المهرجانات

أبعد من حمو بيكا: عندما اكتشف هاني شاكر موسيقى المهرجانات

11 نوفمبر 2018
حمو بيكا في إحدى حفلاته (فيسبوك)
+ الخط -
بعد تاريخ طويل من التجاهل والتعالي من نقابة الموسيقيين لظاهرة المهرجانات؛ اضطرت النقابة أخيراً إلى المواجهة، على خلفية صراع النفوذ والشهرة والتلاسن الذي نشب مؤخراً بين حمو بيكا ومجدي شطة، وهما من فناني المهرجانات، حيث كشف هذا الصراع عن بعض ما يدور في هذا العالم السفلي من الموسيقى التي غزت، في السنوات الأخيرة، الشارع المصري.
جاء شكل المواجهة في صورة بلاغ تقدمت به نقابة الموسيقيين عن طريق أحد محاميها لإلغاء حفل حمو بيكا المزمع قيامه على أحد شواطئ الإسكندرية من دون تصريح، حيث تم إلغاء الحفل بعد أن بدأ فعلياً، كما تظهر الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل، على شاطئ البيطاش في منطقة العجمي بالإسكندرية.
إذ انتشرت على موقع "فيسبوك" فيديوهات عدة لأشخاص كانوا في الحفلة، وكشفت هذه التسجيلات أن الحفل كان قد بدأ وسط حضور كبير، وبدا الجمهور مندمجاً مع "حمو بيكا"، لتظهر فجأة سيارات تابعة للشرطة، قامت بفض الحفل، وظهر الحاضرون وهم يركضون خارجين من الحفل.


وقد وجّه الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، في بيان صحافي، الشكر للجهات الأمنية في الإسكندرية لسرعة الاستجابة وإيقاف حفل حمو بيكا، الذي كان مقرراً إقامته أول من أمس الجمعة. مشيراً إلى استيائه من "حالة التردي الفني التي تداهم الذوق العام، وآخرها ظهور حمو بيكا وشاكلته على وسائل التواصل الاجتماعي، منتحلين صفة مطربين من دون ترخيص أو إجازة من النقابة". وأوصى شاكر بمنع أي تراخيص لـ"هؤلاء المدّعين"، إضافة إلى قراره بملاحقتهم قانونياً، لـ"حماية الفن والمجتمع من هذه الظواهر السلبية".
أما الشؤون القانونية ولجنة العمل في مدينة الإسكندرية، فقامت بتحرير محضر (حمل رقم 13812 لسنة 2018 قسم الدخيلة)، ضد حمو بيكا، بتهمة الغناء من دون ترخيص وتلويث الذوق العام.
وفي أول رد فعل من "حمو بيكا" على إلغاء الحفل الذي اختار له عنوان "وش غضب"، برر الإلغاء بعدم القدرة على توفير مكان مناسب يجمع جمهوره، قال: "محدش ساعدني أفرّح الجمهور بوجودي".

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، صار اسما "حمو بيكا" و"مجدي شطة" أيقونة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فوجئت الجماهير بوجود عالم آخر لا يقتصر على الموسيقى، بل ينطوي على صراعات غائبة عنهم خرجت فجأة إلى العلن من دون سابق إنذار، حيث انتقل الصراع من الأفراح الشعبية إلى يوتيوب ومواقع التواصل. بدأت المعركة بإعلان من السكندري "حمو بيكا" بإقامة حفل مجاني لإمتاع جمهوره في الإسكندرية، وفي إعلانه عن الحفل رغّب الجمهور في الحضور بأن العديد من مطربي المهرجانات المحبوبين سيحيون هذا المهرجان الكبير، ومن بينهم "هدى بندق"، "تيتو"، "الفيلو"، "هدى ناصر"، "أبو ليلة"، "زيزو النوبي"، "شاكوش"... ثم أضاف في الأخير اسم "مجدي شطة"؛ وهنا بدأت المعركة.
وبالرغم من وجود كل هذه الأسماء، وحده مجدي شطة نشر فيديو له يستنكر هذا الإعلان، معلناً أنه لن يحضر هذا الحفل، متهماً بيكا بأنه يسعى إلى حصد معجبيه وإغرائهم لحضور حفله. وهنا بدأ السجال بين "حمو بيكا" و"مجدي شطة"، الذي استثمره الساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية.


وعند البحث عن تفاعلات الخلاف بين مغنيَي المهرجانات، يتبيّن أن حرب فيديوهات حقيقية اندلعت بينهما، تحديداً من جانب مجدي شطة الذي هاجم وشتم حمو بيكا في أكثر من فيديو.
يذكر أن هناك صراعا سكندريا خالصا نشأ بين مغني مهرجانات آخر يدعى "عادل شكل" و"حمو بيكا"، بعد تصريحات الأخير، حيث وصفه "شكل" بأنه "بياع بطاطا".
بالبحث عن أطراف الصراع، تبين أنهم قدموا العديد من الأعمال، التي تجاوزت الغناء في الأفراح والحفلات الشعبية، بل إن "مجدي شطة" له العديد من الفيديو كليبات بعضها يتحدث عن السجون والمخدرات. كما أن حمو بيكا له تسجيلات تدافع عن المهرجانات باعتبارها فناً موجوداً فرض نفسه على الشارع المصري، ومشيراً في بعضها إلى رحلة كفاحه، التي بدأت من سن صغيرة، حيث ترك المدرسة وهو في الصف الأول الابتدائي بعد أن قام بعضّ معلمته في المدرسة، وأصبح في الشارع، ثم عمل نجارا مسلحا ومبيض محارة ومبلطاً وجزاراً، إلى أن استطاع شراء "توكتوك" لأنه يفضل العمل الحر، إلى أن نصحه والده بالغناء، فكان الفتح المبين له بأشهر أغانيه وهي: "رب الكون ميزنا بميزة"، والتي أصبحت وسماً واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً.


وكانت شهرة حمو بيكا في الأوساط الشعبية المصرية قد بدأت مطلع عام 2018، فأصبح واحداً من أبرز مغني المهرجانات، أو لنقل الجيل الثاني في هؤلاء بعد نجوم الجيل الأول الذين اشتهروا في السنوات الأخيرة، وأبرزهم طبعاً الثنائي أوكا وأورتيغا ثم السادات وعلاء فيفتي وعمرو حاحا.


لكن شهرة حمو بيكا لم تكن فقط بسبب أغانيه، بل بسبب الجدل الذي يثيره بشكل مستمرّ، إن كان في تصريحاته أو في فيديوهاته التي ينشرها على مواقع التواصل، أو بسبب المشاهدة العالية على "يوتيوب" لأي إصدار جديد له.
ولعلّ الجدل الكبير الذي أثاره خلاف حمو بيكا ومجدي شطة، يعكس الانتشار الحقيقي لموسيقى المهرجانات، ليس في الأوساط الشعبية فقط. فمهرجانات كثيرة حققت خروقات طبقية في مصر وخارجها، بينها طبعاً "لأ لأ" (تيم الصواريخ دقدق وفانكي)، و"إلعب يالا" (أوكا وأورتيغا).

المساهمون