الأميرات الصامتات: عن ذكوريّة أفلام "ديزني"

الأميرات الصامتات: عن ذكوريّة أفلام "ديزني"

01 فبراير 2016
إلسا في فيلم "فروزن" (فيسبوك)
+ الخط -
ظهرت أفلام ديزني للأميرات أول مرة في فيلم بياض الثلج Snow White عام 1937، ثم جاء من بعده فيلمَا سندريلا Cinderella والأميرة النائمة Sleeping Beauty خلال الخمسينيات. وبعد وفاة والت ديزني، استغرق إصدار فيلم جديد للأميرات 30 عاماً، وكانت العودة المنتظرة بفيلم حورية البحر The Little Mermaid.

حملت إصدارات "ديزني" المزيد من الأفلام المفترض أنها تحكي قصة فتيات يحلمن بالسعادة. لكن لماذا لا توصف أميرات ديزني إلّا بالجمال؟ لماذا لا يعطي الفيلم لسيندريلا هوايات أو مميزات؟ والأهمّ، لماذا لا تحاول الجميلة التحرّر من سجن الوحش، ولو أنه قصرٌ كبير؟
لطالما انتقدت التيارات النسوية أفلام "ديزني" على تصويرها للفتيات اللواتي يعشن محنةً ما بانتظار أن ينقذهنّ الأمير، وتؤكد اليوم الباحثتان اللغويتان كارمن فوت، من جامعة بيتزر، وكارن اينزهاور، من جامعة شمال كارولاينا الحكومية، وجود ذكورية من نوع آخر في الأفلام أيضاً.

فبعد دراستهما للأدوار التي تقوم بها شخصيات من الجنسين في عدة أفلام قديمة وحديثة، تبيّن أن النسبة الأكبر من الحوار هي للذكور من الشخصيات، ما عدا فيلم بياض الثلج الذي يقاسم الجنسين الحوار بالتساوي.

ففي فيلم الأميرة والوحش يحصل الذكور على 71 بالمائة من الحوار، و60 بالمائة في فيلم سندريلا، و77 بالمائة في فيلم بوكاهانتس، بينما يقول ذكور فيلم مولان التي أنقذت أباها من الموت بشجاعة 76 بالمائة من الجمل. حتى إن فيلم Frozen الذي يبدي أهمية حبّ الأختين إلسا وآنا لبعضهما، أظهر نسبة 69 بالمائة لكلام الذكور في الفيلم.

اقرأ أيضاً: بالصور.. أميرات ديزني دون مساحيق تجميل

وتقول الباحثتان لصحيفة "واشنطن بوست" إن سبب كلّ تلك الذكورية هو ببساطة عدم الاهتمام، فضلاً عن العادات والمفاهيم المنتشرة التي تنسب أغلبية وظائف شخصيات الأفلام للرجال، وتسألان: "إن بقيت المعتقدات السائدة تؤثّر على أفلام الكرتون، كيف سنُفهِم البنات اللواتي يشاهدنها باستمرار أنها تقلل من قدراتهنّ ودورهنّ في الحياة؟".

وتلفت الباحثتان إلى أنّ أفلام الأميرات، تُظهرهنّ كمعزولات يحاولن التفتيش عن رجل للزواج، بينما من يخترع الأشياء أو يفعل أي أمر آخر، هو دائماً الشخصيّة الذكر في الأفلام.

وتقاسم الحوار ليس الجزء الوحيد الذي تُتهم فيه شركة "ديزني" بالتمييز الجندري. فتشير مجلة "تايم" إلى حجم الشخصيّات الكرتونيّة في أفلام "ديزني" وتأثير ذلك على كيفيّة نظر النساء والرجال إلى أنفسهم.

وتوضح "تايم" أنّ الأميرات في الأفلام يظهرن بحجم صغير نسبةً إلى حجم الأمراء أو شخصيات الذكور، في تدليل على أنّ "الرجل كبير قوي والمرأة صغيرة وضعيفة".
وظهر ذلك في أفلام "فروزم"، و"How to Train Your Dragon 2"، و"Gnomeo and Juliet"، وهيركيليز و"Tangled" و"Brave"، حيث يكون حجم أيدي الإناث أصغر بأربع مرات من حجم أيدي الذكور، وهو مناقض حتى للواقع، حيث إنّ حجم أيدي الرجال في الحقيقة هو أكبر بنسبة 15 بالمائة فقط من حجم أيدي النساء.


اقرأ أيضاً: بالفيديو: أميرات الكارتون في ديزني بعد عمر الستّين

المساهمون