"لا تدعوني ملاكاً": دعاية أكبر من الأغنية

"لا تدعوني ملاكاً": دعاية أكبر من الأغنية

22 سبتمبر 2019
آريانا غراندي ومايلي سايرس (كيفن مازو/ Getty)
+ الخط -
أطلقت كل من، أريانا غراندي ومايلي سايرس ولانا ديل راي، قبل أسبوع، أغنية مشتركة على طريقة الفيديو كليب، حملت عنوان Don’t Call Me Angel.

لم تقدم الأغنية شكلًا جديدًا ومغايرًا، بحسب ما كان متوقعًا لها، بعد الحملة الدعائية الكبيرة التي سبقت موعد إطلاقها بأشهر. القالب الموسيقي جامد، رغم أنه يحتوي على ثلاثة أنماط يعود كل منها إلى السياق الخاص والمعتاد لكل مغنية. فجمعت بين "الأر أند بي" و"البوب" و"السوفت روك"، وهو ما فرض على الفيديو الرتابة. أمّا كلمات الأغنية، فقد جاءت بسيطة وتقليدية، فلا جديد للمغنيات الثلاث بما يقدمنه سوى أغنية ضعيفة المستوى لم تحقق سوى 55 مليون مشاهدة حتى اللحظة، وهي نسبة قليلة، إذا ما قورنت، على سبيل المثال، بواحدة من بعض أغنيات غراندي الفردية، والتي تصل إلى أكثر من 80 مليون مشاهدة خلال أسبوع واحد.

الأمر الذي يدلّ على تردّي الأغنية، وعدم تقديم المستوى المطلوب، كعمل غنائي يليق بثلاثة أسماء يُعتبرْن من أشهر مغنيات أميركا حاليًا. علمًا بأن كل واحدة منهنّ لها جمهورها العالمي وأغانيها المنتشرة التي حققت نجاحًا سريعًا في السوق الغنائي المرتكز على جمهور الشباب والمراهقين. ولكن، كما يقال "الغاية تغلب الوسيلة". وهو ما نجده هنا في هذا العمل من خلال عدَّة نقاط. منها مثلاً، اعتماد كل من سايرس وديل راي على وجود غراندي في الفيديو. باعتبار أن الأخيرة واحدة من أنجح المغنيات في العالم، وأكثرهنّ طلبًا في السوق الرقمي. لا سيما بعد النجاح الهائل لألبومها الأخير Thank u, Next. هذا النجاح بحد ذاته هو نقطة ممتازة يمكن استهلاكها لصالح سايرس التي أطلقت ألبومها الأخير she is coming قبل أكثر من شهرين، والذي لم يحقق نجاحًا كبيرًا رغم شعبيتها لدى الجمهور الأميركي. بينما يشكّل لديل راي نقطة دعم قوية لألبومها الأخير Norman Fucking Rockwell، الصادر قبل أسبوع من طرح الكليب المشترك.


من ناحية أخرى، سعت كل من سايرس وديل راي إلى تمرير بعض وجهات النظر الشخصية الخاصة بهما، من خلال الكليب. فالأولى ظهرت من خلال بعض اللقطات في الفيديو كفتاة تمتلك شخصية قوية ومتحكّمة، تنتقم من رجل مقيّد داخل حلبة مصارعة، وذلك في إشارة واضحة إلى انفصالها عن زوجها الممثل العالمي الشهير ليام هيمسوورث قبل مدة وجيزة من إطلاق الأغنية المشتركة، وبعد زواج لم يدم أكثر من ستة أشهر. إضافة إلى نشر مفهوم التحرر وكسر القيود النفسية التي تصيب أي فتاة بعد مرورها بعلاقة زوجية فاشلة. أما ديل راي فقد أرادت أنّ تكمل ما بدأته في ألبومها الأخير الذي شكلت المازوشية "ثيمته" الأساسية. فانتقدت من خلال أغاني الألبوم وبطرق مختلفة وساخرة أشكال السلطة الذكورية وخضوع الأنثى ورضوخها لمتطلبات الرجل ومساوئه، وهذا ما ترجمته ديل راي من خلال بعض المقاطع في الفيديو كليب، أبرزها ما ظهر في إحدى اللقطات وهي ترمي بعض السكاكين والسهام على إحدى الشواهد على شكل رجل معلقة على الحائط.

لهذا العمل غاية أساسية، بالرغم من احتوائه لعدد من الأفكار الشخصية التي تم طرحها في الأعلى، تدور بشكل مباشر حول الترويج لمشروع سينمائي، يعتبر بمثابة نسخة جديدة عن الفيلم الشهير "ملائكة تشارلي" سيتم طرحه في 15 نوفمبر /تشرين الثاني القادم. وقد قامت كل من غراندي وسايرس وديل راي بتقمص شخصيات أبطال الفيلم المنتظر. الفيلم من تأليف ديفيد أوبورن وإخراج إليزابيث بانكس، وهذه الأخيرة ستكون، إلى جانب الإخراج، أحد الأبطال المشاركين في النسخة الجديدة من الفيلم، وقد ظهرت بانكس بشكل مباشر في نهاية الفيديو كليب للأغنية المشتركة بهدف الترويج للفيلم أيضًا، ولعل غاية الترويج والدعاية هي ما قد تشفع عن رداءة الأغنية.

المساهمون