وفاة سيد الضوي...وانفضت السيرة الهلالية

وفاة سيد الضوي...وانفضت السيرة الهلالية

29 سبتمبر 2016
كان الأبنودي والضوي بمثابة توأم(العربي الجديد)
+ الخط -
بعد سنوات طويلة قضاها الفنان سيد الضوي في حكايات السيرة الهلالية، حيث كان آخر من قاموا بروايتها، انتهت السيرة وانفضّت برحيله، صباح اليوم في مصر، عن عمر يناهز 83 عاما بعد 90 يوما قضاها الضوي في المستشفيات، حاملاً أمراض الصدر والشيخوخة التي عانى منها سنوات.


تلك الرحلة الطويلة التي مرت بالشيخ الملقب بشيخ القوّالين سيد الضوي، كان قد بدأها طفلاً لا يتجاوز عمره عشر سنوات، حيث كان والده متخذا من السيرة الهلالية مصدرا لرزقه وقوت عياله.


وكان يلقيها بصوته العذب في الموالد والأفراح، وفي مناسبات كثيرة في مركز أبنود بمحافظة قنا، مسقط رأس الشيخ سيد، وكان هذا الأخير يصعد إلى المسرح إلى جانب والده ليردد كلمات لم يفهمها في البداية، وبمرور الوقت أصبح لديه مخزون كبير في رأسه من السيرة الهلالية.


ولأنه أُمّي لا يقرأ ولا يكتب، حيث لم يتلق أي تعليم في حياته، كان لا يستطيع تدوين السيرة مكتوبة، فاكتفى فقط بتدوينها في عقله، فكان حافظا لها بشكل كبير وكان محط أنظار أهل الصعيد، حتى إنه كان يؤدي السيرة في الكثير من الأحيان بديلا عن والده الذي أحبه في هذا اللون الغنائي، الذي كان منتشرا وقتها وله مريدوه ومحبوه.


تعرف الشيخ سيد على الشاعر الراحل، عبد الرحمن الأبنودي، في إحدى الليالي التي كان يقف فيها سيد على المسرح مع والده، فلاحظ الشيخ سيد أن الأبنودي يكتب ما يقولونه في الحفل، وحينما سأله عما يفعل، قال إنه يدوّن السيرة الهلالية وسيستكملها. وبالفعل استكمل الأبنودي كتابة السيرة الهلالية كاملة، وشاركا في إحياء بعض الحفلات والموالد التي تقام في الصعيد.


سنوات من الصداقة جمعت بين الأبنودي والشيخ سيد، علا خلالها نجمهما معا في سماء الصعيد، ووصل الأمر إلى إصرار الأبنودي على اصطحاب الشيخ سيد ووالده، إلى فرنسا، ضاربا مثالا كبيرا ومحترما في أصول الصداقة. ثم شاركوا بعدها في حفلات عديدة في بلدان خارج مصر، مثل إيطاليا والنرويج وهولندا والبرازيل والولايات المتحدة وغيرها.

كان الأبنودي والضوي بمثابة توأم، ارتبطا معا لأكثر من خمسين عاما، حققا فيها نجاحات وشعبية كبيرة معا، لذا عانى الضوي من حالة نفسية سيئة بعد وفاه رفيق عمره ومشواره، في شهر إبريل/نيسان من العام الماضي.

كذلك، في السنوات الأخيرة من حياته كان الشيخ الضوي حزينا لعدم استمرارية الاهتمام بالسيرة الهلالية، وكان يدين التركيز على استخدام الأغاني الصاخبة في الحفلات، والابتعاد تماما عن "الربابة"، التي كانت، طبقا لما يقول، "منبع الإحساس". وعزا عدم الاهتمام بالسيرة الهلالية بين الشباب إلى انعدام مَلَكة الحفظ.

المساهمون