"تشيللو" وأخواته: روايات "عبير" مجدداً

"تشيللو" وأخواته: روايات "عبير" مجدداً

06 يوليو 2015
حبّ "لايت" بلا أبعاد عميقة للشخصيات (العربي الجديد)
+ الخط -
قبل أيّام خرجت شركة "إيبسوستات" اللبنانية لتقول، إنّ "تشيللو هو فعلاً في المرتبة الأولى". ودون شكّ، فإنّ المسلسل، أيضاً، يحتلّ صدارة الأعمال الدرامية المشتركة، خصوصاً في دول الخليج العربي. هو الذي يطرح مجدداً إشكالية الخيانة والشكّ.
القصّة مقتبسة عن فيلم أميركي "عرض غير لائق" للممثلة ديمي مور. أنتج في تسعينيات القرن الماضي، ويقدّمه لنا الكاتب، نجيب نصير، والمخرج، سامر برقاوي، بإيعاز من المنتج صادق أنور الصباح، كعمل "خفيف" بات "عُرفاً" في دراما رمضان بعد نجاح "روبي" و"لعبة الموت" و"لو".
في الأداء لا غبار على الممثلين، لكنّ طرح القصة والمعالجة الدرامية محشور في رؤية واحدة: صراع بين زوج وزوجته من ثقب باب مفتوح على قصص عاطفية متشابهة تحيط بهما. والمحور هو عشق المليونير - الطرف الثالث، للزوجة ندين نجيم، دون الذهاب إلى ما هو أهم من الحبّ، أو التعرّف إلى هذه الشخصيات في أبعادها العميقة.
لماذا، مثلاً، يخاف الزوج يوسف الخال من الخيانة؟ أو لماذا لم يعد يثق في زوجته بعدما قضت ليلة عابرة مع مليونير أنقذه من ضائقة مالية كادت توصله إلى السجن. وإن كان يحبها إلى هذه الدرجة ويغار عليها، فلماذا وافق أو تواطأ معها على "ليلة حمراء" مع مليونير لقاء مليون دولار؟

اقرأ أيضاً: رمضان 2015: في الانتاج الدرامي المشترك... قوة


أسئلة كثيرة تفتح سجالات على مسلسلات متلاحقة، وليس "تشيللو" فقط، تقوم كلّها على خيال عاطفي يدغدغ عقول الفتيات وتتابعه السيّدات مع قليل من الإسقاطات على واقعنا الحالي. تماماً كما حصل في مسلسل "لو".
ليس هذا وحده ما يأتي بالعمل إلى المحاكمة. إذ قد لا تجوز محاكمة عمل "لايت" على هفوات تدور في فلك واحد. فهي تحملنا إلى زمن روايات "عبير" الشهيرة في سبعينيات وثمانيينات القرن الماضي. الأسلوب والديكور وربما أداء الأبطال، كلّها تعيد الصورة إلى الاذهان إلى أنّ ما تعيشه الزوجة ياسمين قد تعيشه أيّ فتاة. لكنّها ستحلم بفارس منقذ هو الثريّ تيمور تاج الدين (يلعب دوره الفنان تيم حسن). وهنا ستترك الحبيب البسيط وتنجرّ إلى المال والجاه والراحة. فعلى الرغم من كونها فنانة تعزف على آلة "حسّاسة" جداً وتستمدّ من الموسيقى شغفها بالحياة، إلا أنّ الحبكة ابتعدت عن مغزى هذه الشخصية.
هي مرحلة اللعب على عواطف المشاهد العربي، والقول، إنّه سيهرب لا محالة إلى "لايت" عاطفي يقيه شرّ الأحداث اليومية التي تسكن شارعنا العربي من قتل ودمار. 35 دقيقة مدّة الحلقة، تجعلنا نحلم، تماماً كما كانت عذراوات القرن الماضي يخبّئن الرواية تحت الوسادة ويذهبن بين السطور إلى حدود الخرافة. وهذا هو حلم المنتج الصباح الذي يحقّق نجاحات عاماً بعد عام: أعطوني أعمال "لايت" وخذوا ما يدهش المشاهد العادي.
أما يوسف الخال فيستمرّ في وضع نفسه، منذ سنوات، في قالب واحد، إذا لم يخرج منه قد يصبح أسير هذه الشخصية.
وأخيراً، مهما بلغت أرقام شركات الإحصاء، يجب على الدراما أن تنقل يوميات مؤثرة أكثر، بدل "الخرافة" العاطفية.

دلالات

المساهمون