عزيزة جلال... خيانة الصوت بعد سنوات الاعتزال

عزيزة جلال... خيانة الصوت بعد سنوات الاعتزال

30 ديسمبر 2019
تعتبر أغنية "مستنياك" من أشهر أغاني عزيزة جلال (فيسبوك)
+ الخط -
تحمل الذاكرة الفنية القادمة من "الزمن الجميل"، صوتاً يُعتبَر من أجمل الأصوات العربية التي انتشرت في العالم العربي مطلع الثمانينيات، ألا وهو عزيزة جلال، الفنانة المغربية التي غنَّت "مستنياك"، من ألحان الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، وكلمات عبد الوهاب محمد. ورغم مسيرة جلال القصيرة في عالم الغناء وشهرتها السريعة، واستعانتها بألحان السنباطي وسيد مكاوي وكمال الطويل وحلمي بكر، إلا أنَّها استطاعت بعد ثلاثين عاماً، أن تبقى في أذهان الناس. لا يكاد يمر أي برنامجٌ خاص بالمواهب بالعالم العربي، إلا وتقدَّم فيه مقاطع من أغنية "مستنياك". علماً أن الفنانة، نانسي عجرم، قد أعادت تسجيل "مستنياك"، وذلك لشدة تأثرها بعزيزة وفرادة صوتها.

في رمضان الماضي، عادت عزيزة جلال إلى الأضواء من خلال برنامج "لقاء من الصفر". آنذاك، ذُكِر في الإعلان الترويجي للبرنامج، أن جلال تعود للظهور الإعلامي، بعد غياب استمر 34 سنة. ويبدو أن المقابلة صارت "طُعْماً" للفنانة المعتزلة لتشجيعها على العودة إلى الغناء وإحياء الحفلات. ولم يُعرَف، حتّى الآن، إذا ما كانت عودة جلال ستقتصِر على إحياء الحفلات، أو ستُصدر وتُنتج أغاني جديدة.

في الأسبوع الفائت، عادت عزيزة جلال إلى المسرح في احتفالية "شتاء طنطورة" التي تقام في المملكة العربية السعودية للسنة الثانية. كان من المتوقّع أن تشكّل مشاركة جلال في الفعاليَّة عودة "مدوية" لفنانة عشقها الجمهور العربي. لكن النتيجة جاءت مخيّبة للآمال. إذْ أظهرت ردود الفعل أنّ صوت صاحبة "بتخاصمني حبة" (ألحان محمد الموجي) قد خانها. وبدا واضحاً أنَّه ليس الصوت وحده ما خان عزيزة جلال، بل من الضروري الاعتراف بأنَّ الفرقة الموسيقية لم تكن متجانسة ومتناغمة مع نمط جلال الغنائي، وظهرت هذه الفوضى بوضوح في أغنيتَي "مستنياك" و"بتخاصمني حبة".



كما بدا من خلال أداء الفرقة أنها لم تحضّر جيداً قبل حفلة العودة المرتقبة هذه، وخصوصاً أنّ الحفل كان منقولاً على الهواء مباشرة. بل جاء غريباً جداً أن تقع الفرقة الموسيقية في بعض الأخطاء، كان بالإمكان تفاديها من خلال التدريب، خصوصاً في عزف أغنية "إنت عمري" التي أدتها جلال، إذْ إنّ الفرقة خرجت كثيراً عن "تسليمات" الفنانة، ولم تنسجم مع أدائها. ورغم محافظة جلال على خطّ واحدٍ في أدائها طوال الحفل، إلا أنَّ الارتباك في أدائها كان ظاهراً للعيان، الأمر الذي انعكس على شكل تعبٍ في صوتها.

فعلياً، كان مطلوباً من الفرقة الموسيقية المصاحبة لجلال أن تقوم بمجموعة من التدريبات الموسيقية الاحترافية قبل الحفل. وكشف أداء جلال في الحفل أنها لم تتدرّب، بل اكتفت بالخبرة السابقة التي تعود لأكثر من 30 عاماً. هذه الخبرة التي اكتسبتها من خلال أغانيها التي لاقت صدىً كبيراً في الخليج العربي بداية الثمانينيات. ثمّ لجأت جلال إلى القاهرة، إذْ احتضنها الشارع المصري الذي كان في عزّ عطائه لهذا الصوت المغربي الأخّاذ. الصوت الذي لم يصمد كثيراً في الساحة الفنية، رغم ما حققه من نتائج مبهرة.



كان بإمكان الفنانة العائدة بقوة إلى الأضواء، الاستعانة بأجهزة تقنية خاصة بالصوت، تحقق بعض التجانس السمعي مع الفرقة الموسيقية. ليست عزيزة جلال الفنانة الأولى التي يخونها صوتها، ربما بسبب تقدم العمر، إذْ إنَّ الفنانة الراحلة وردة وقعت في الفخ نفسه في آخر حفل قدمته في بيروت في يوليو/ تموز 2012، وهذا لا ينجم إلا عن سوء إدارة وتنظيم من قبل القائمين على الحفل بالدرجة الأولى، الذين يكتفون باستغلال السبق الإعلامي التجاري لـ"العودة"، بدلاً من الاهتمام بالنوعيّة والأداء.

المساهمون