فنانون سوريون ينعون صديقهم عامر السبيعي من منافيهم

فنانون سوريون ينعون صديقهم عامر السبيعي من منافيهم

20 أكتوبر 2015
من منفاهم ودعوا "أبو رفيق..شيخ الشباب..خادم الأوادم" (فيسبوك)
+ الخط -


منذ أمس، وصور الفنان السوري عامر السبيعي، لا تتوقف عن الظهور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية، بعد انتشار خبر وفاته بأزمة قلبية، داخل مستشفى في مدينة الإسكندرية، حيث يقيم، بعد أن آثر الخروج مجبراً من وطنه.

الفنان الذي اضطرته آراؤه ومواقفه لأن يحيا في غربة بدا أنه لن يألفها ولن تألفه، لم يغب عن الساحة الفنية وإن كان قد ابتعد كثيراً عن المشهد الدرامي. فهو المؤلف والملحن والمغني لعديد من أغاني الثورة السورية..فاعتلت أغانيه وصوره أمس صفحات محبيه وأصدقائه، كل ينعاه بألم. 

نعى الفنان عبد الحكيم قطيفان صديقه عامر السبيعي، بلوعة مفرطة، لا يخفي فيها حجم الخذلانات والإحباطات التي عاشها الفنانون الذين اختاروا منذ البداية، الوقوف إلى جانب الثورة السورية، على الاستمرار تحت حكم نظام استبدادي.

قطيفان، المعارض في عهدي الأب والإبن، والذي قدم عشر سنوات من حياته في زنازين النظام السوري، ليكمل مشوار المعارضة في عهد بشار الأسد، منفياً خارج أسوار الوطن، كتب على صفحته قائلاً: "لا أعرف بأية عبارات مخنوقة وعاجزة ومحبة سأنعيك يا أبو رفيق..ياشيخ الشباب وخادم الأوادم..ياصديق الغربة والإحباط والخيبات..يا رفيق الأماني العريضة والآمال الكبيرة بوطن حر وإنساني..ياالله كم أنا حزين بفقدك..عزائي الصادق لأهل بيتك ومحبيك. لروحك الرحمة والسلام، وإنا لله وإنا إليه راجعون".



وبكلمات مقتضبة وعاجلة، عبرت الفنانة مي سكاف، التي كانت من أوائل الثائرين على ظلم النظام، عن حزنها بفقد زميلها عامر، فقالت "زميلي الرائع ابن الثورة السورية الفنان الكبير عامر السبيعي ..الرحمة والسلام لروحك".

 

أما الفنان فارس الحلو، فقد لخص بعبارات محزنة، المنعطفات التي مرّ بها صديقه الراحل فغيرت مسار حياته وكان لها الأثر الكبير على فنه، فنعاه قائلاً "قضى أغلب عمره محروماً من حبه للفن جهارة حتى لا يزاحم أباه..خطفته عصابة في الثورة وبدل أن ينأى ويبتعد عنها تمسك بثورته حتى الرمق الأخير ..الرحمة والسكينة لروحك ياعامر.. الرحمة لروحك ياشيخ الشباب".


الفنانة السورية يارا صبري "شوفيرة باص الحرية" كما يلقبها كثير من السوريين، وهي التي كرست جلّ وقتها، لنقل أخبار آلاف المعتقلين السوريين، والمطالبة بالإفراج عنهم، نعت بتأثر بالغ زميلها الفنان، الذي أبى أن يحتضنه الوطن حياً، وأن يضم ترابُه جثمانَه ميتاً:

"‫#‏عامر_السبيعي‬تعبتك الغربة ياشيخ الشباب، مافي كلام يعزّي ياعامر..حضن الوطن ماكان حنون عليك، ماضمك وانت عايش ولا عطاك يلي بتستحقه، ولا ضمك وانت مغمض عيونك لترتاح، اسمك مضوي ياعامر..ياشيخ شباب الشام..نام ياابن البلد..غمض عيونك ونام وضلك احلم..بشامنا الحلوة.. بالنوفرة وسوق الحميدية و ياسمين أبيض متل قلبك .. احلم بالحرية صافية نقية..نغمات عودك بتسلم عليك.. بتبعتلك سلام..سلام يغفّي عيونك وروحك بأمان".




الفنان والمنتج مازن الناطور، الذي لم يهدأ منذ انطلاقة الثورة السورية، في تقديم المساعدة لضحايا النظام السوري من أبناء مواطنيه، نعى صديقه قائلاً: "الحر عامر سبيعي الفارس الذي ترجل باكراً..كان كارهاً للظلم والظالم..شهماً..محباً..كريماً...يا ابن البلد..المجد والرحمة لروحك الطاهرة وداعاً يا شيخ الشباب".




الفنانة ليلى عوض التي قضت في المعتقل قرابة عام، قبل أن يفرج عنها بعفو نتيجة وضعها الصحي المتدهور، نعت الفنان عامر السبيعي على صفحتها فكتبت: "الفنان عامر سبيعي ماعرفتك إلا أخ طيب ونبيل. صعقني خبر وفاتك اليوم -اليوم كان غليظ كتير من الصبح ومقت. عامر من أربع أيام كنت عم تعلق على صورة إلي عند صديقة، بعرفك كان مشغول بالك عليي كتير. تعبني هالخبر ووجع لي قلبي كتير، عامر ياطيب لروحك السلام ..ولعائلتك الكريمة الصبر والسلوان".



كما كتبت الفنانة نسيمة ضاهر بخيبة أمل: "بكرة مش أحلى... عم يروحوا اللي كانوا رح يخلوا بكره أحلى..وداعاً ياطيب...الفنان السوري عامر سبيعي".



أما المخرج والممثل بسام قطيفان، الذي اختار كصديقه الراحل، العيش في سورية، ودفع ضريبة الانحياز لمطالب شعبه، منفى وخسارات لا تتوقف، فكتب على صفحته مودعاً صديقه: "يا رفيق .. يا نقي .. يا بهي .. يا حرّ.. لا كلمات تسعفني لأصف فاجعة فقدك ... يا أنيس غربتنا الموحشة .. أبو رفيق .. الفنان عامر السبيعي الى رحمة الله .. جبر الله مصاب أهل بيتك الكرام ومحبيك جميعاً".



الكلمات المؤثرة توالت، لاسيما من الفنانين السوريين الذين منحتهم غربتهم ومنفاهم، هامشاً من الحرية لم يمنحهم إياه الوطن، فايزة الشاويش، جلال الطويل، عبد القادر المنلا، إيمان الجابر، بسام داوود، نعمان حاج بكري، نوار بلبل، إياد أبو الشامات وآخرون...من منفاهم ودّعوا "أبو رفيق..شيخ الشباب..خادم الأوادم".





اقرأ أيضاً: نتنياهو يطلب منع بثّ الأغاني الثورية...فكيف كان ردّ غزة؟

المساهمون