باسم مغنية: أحبُّ القيام بدور "شارلي شابلن"

باسم مغنية: أحبُّ القيام بدور "شارلي شابلن"

01 اغسطس 2016
مشهد من مسلسل "الشقيقان" (العربي الجديد)
+ الخط -
كان لا يزالُ طالباً في الجامعة يتابِع دراسته في كليَّة الحقوق، حين أُوقِف للتحقيق معه في جريمةٍ لا ذنب له فيها. وهو المثقَّف الوحيد الذي يعيش ضمن عائلةٍ فقيرة مُؤلَّفةٍ من والدةٍ تصطاد السمك، وأخ وأختٍ، يلتقيه اليوم "العربي الجديد". 

باسم مغنية، بعد سلسلة أعمالٍ ناجحة من أفلامٍ سينمائية، كـ"السر المدفون"، الذي فاز فيه بجائزة أفضل ممثّل من خلاله في مهرجان "نيس"، و"السيدة الثانية"، وأعمال تلفزيونية عديدة منها "24 قيراط"، في بطولةٍ مشتركة، إلى جانب عابد فهد، وسيرين عبد النور، وماغي بو غصن، إلى "درب الياسمين"، و"عين الجوزة" مع أهم النجوم اللبنانيين، ولا ننسى "زهرة الخريف"، الذي لعبه إلى جانب الممثلة، كارمن لبس، وكان لافتاً. أمَّا اليوم، فيقوم بدور البطولة في مسلسل "الشقيقان"، إلى جانب نادين الراسي ومازن معضم وجوزف بو نصار، وعدد كبيرٍ من أهم الأسماء البارزة في الدراما اللبنانية، والعمل لبناني بشكل كامل. التقت "العربي الجديد"، باسم مغنيَّة، وكان مع الحوار التالي:

بدايةً، أكَّد مغنيَّة أنَّ أحداث مسلسل "الشقيقان"، تدور في حقبة الستينيات. وتناولت الكاتبة كلوديا مارشليان، الصراع بين الغني والفقير، وبين الخير والشر، كما هو موجود في كل الأعمال. يقول في ذلك: "عدد "الكاستنغ" كبير جداً ومهم، ستشعرون بأن عناصر هذا العمل الفني متكاملة، من الإخراج إلى النص إلى الممثلين، حتى في أدق التفاصيل، حتى الكومبارس تم اختيارهم بعناية. وسيترك بصمة رائعة في الدراما اللبنانية".

وردَّاً على السؤال حول عمله للمرَّة الأولى مع المخرج سمير حبشي، يجيب: "هو طفل، وفي الوقت نفسه، قائد عمل. تحترمينه ولا تستطيعين أن تزيحي أو تضيعي الوقت، أو تتساهلي في أي شيء. بل أنت مُضطرَّة لتكوني حاضرة، لأن سمير من الأشخاص الذين يتمتَّعون بالرهبة.

وفي الوقت نفسه، هو إنسانٌ طيَّب في طريقة التعامل. فهو يعطي المعلومة بطريقةٍ تستوجب الاحترام لما يقوله. وأنا، شخصيّاً، أشعر معه بأمانٍ، لأنه شخص يتمتَّع بالخبرة. وأنا لا أقول ذلك الآن لأنني أعمل معه حالياً، لكن، صدقاً، سمير من الأشخاص الذين حركوني، وأخرجوا مني شيئاً جديداً، هو موجود أصلاً، لكن هو أخرجه من داخلي. فالدور صعب جداً، فيه فرح وحزن وانتقام وحنان، لذلك، كنت بحاجةٍ لأن يكون إلى جانبي مخرجٌ قويّ، يستطيعُ أن يضبط هذه الانفعالات التي تخرج منّي بطريقةٍ صحيحة. أحياناً، الممثل قد يخطئ، فهو بحاجة، دوماً، إلى من يراقبه، وسمير مراقب جيد جداً. يعرف كيف يوازن الأمور، لكي يبدو الممثّل طبيعيَّاً، وأن يسير على إيقاعٍ بالشخصيَّة من دون أن يشعر المشاهد بالملل".

أمَّا عن تقدَّم الدراما اللبنانيَّة وتفضيلها على الدراما المُشتركة، وبالتالي إسقاط المقولة التي تقول إنّ الدراما المشتركة هي التي أمَّنت الانتشار للممثل اللبناني، يشير مغنيّة: "بصراحة، نحن كنَّا بحاجة للدراما المشتركة، كي ندخل إلى العالم العربي، من دون نجمٍ عربي لا نستطيع أن نبيع في الخارج، حتى لو كنا الأجمل والأكثر كفاءة. أما الآن، فقد أصبح لدينا وجوه محبوبة في الوطن العربي، واللهجة اللبنانية أصبحت مقبولة. من هذا المنطلق، أقول إنَّ تأثير الأعمال المشتركة كان إيجابياً. الدراما في سورية صناعة، فهم ينتجون ما يقارب الـ50 أو 60 عملاً خلال السنة، بينما نحن نعمل على 6 أو 7 مسلسلات فقط".

وفيما يتعلق بمسألة النجم اللبناني، الذي يكون الأول في الدراما اللبنانية، لكن عندما يعمل في العمل المشترك يصبح في المرتبة الثانية، يعلق: "في "24 قيراط"، كنتُ بطلاً من الأبطال، ودوري لم يكن يقلُّ أهميَّة عن دور عابد فهد. صحيح أنهم سبقونا عربياً، لكن كنّا سوياً، وكانت المنافسة شريفة، وكان دوري مهمّاً في المسلسل. لم أتنازل عن دوري. لكن توجد هنالك حقيقة منطقيَّة، فقد سبقني عابد عربياً بسنوات، وأعماله مباعة في الخارج، قبل أن يشاهدني أحدهم في الخارج".

وحول الدور الذي يريد مغنيّة القيام به، بالإضافة إلى الأدوار الي شاهدناه فيها، كالأدوار الكوميديّة والتراجيديّة، يشير: "أحلم بالقيام بأدوارٍ عدة، لكن من الصعب تنفيذها عربياً، ومنها، مثلاً، شخصية شارلي شابلن".

أمَّا رأيه في اقتباس فيلم أجنبي وجعله مسلسلاً عربيَّاً من حلقات عدة، فيقول مغنيّة: "هذا ليس خطأ. هناك عدد كبير من المشاهدين لا يكونون قد شاهدوا الفيلم، فيتابعونه كمسلسل.لقد أحبَّ الجمهور " تشيللو" و"لو" و"نص يوم". لكن لا يجب المقارنة بفيلم مدته ساعة ونصف، بمسلسلٍ مُؤلّف من 30 حلقة. فالقصة العامة موجودة، لكن الكاتب، لا شك، لديه أفكار جديدة يضيفها، ويخترع حبكات غير موجودة أصلاً في الفيلم، لذا تكون هناك جهود مضاعفة من الكاتب".

ومن أهمِّ الوجوه التي يرى فيهم مغنيَّة مشاريع نجوم، يسمّي مغنية: "أشعرُ بأن نيكولا مزهر، سيصبح نجماً كبيراً إذا عمل على تطوير نفسه؛ لأنَّه مجتهد، ويتميَّزُ بالطلة الحلوة، والحضور الرائع. لست مُخوَّلاً لأقيّم، لكن من خلال عملنا سوياً لاحظت ذلك". وعند سؤاله عن النجمة التي يحبُّ مغنيَّة العمل معها، يجيب: "أحبهنَّ جميعاً، عملت مع الجميع، من بين الأسماء البارزة، ربما، نادين نجيم، لم أعمل معها بعد، كما أحب العمل أيضاً حتى مع الأسماء غير المعروفة، مع الوجوه الجديدة".

وحول إحساسه إذا ما كان يشعرُ دوماً بالمنافسة، يشير مغنية: "طبعاً، لكنني لا أعمل كي أتحدى الشخص الآخر، بل كي أكون جاهزاً للدور الذي أقوم به، من أجل إنجاح الدور الذي أقوم به، وليس من أجل هزيمة الشخص المقابل".



المساهمون