"سيزار" الفرنسية: "هي" و"فرانتز" يتنافسان وكلوني مُكرَّماً

"سيزار" الفرنسية: "هي" و"فرانتز" يتنافسان وكلوني مُكرَّماً

18 فبراير 2017
تكريم جورج كلوني (مايك ويندل/Getty)
+ الخط -
رغم أن "الولادة الرسمية" للسينما حصلت في فرنسا عام 1895، إلّا أن جوائز "سيزار" منحت للأفلام الفرنسية، للمرّة الأولى، في 4 إبريل/ نيسان 1976، على نقيض "أوسكار"، الممنوحة للمرة الأولى في 16 مايو/ أيار 1929، بعد 38 عاماً فقط على بدايات العمل السينمائيّ الأميركي.
مع هذا، تسبق "سيزار" جوائز فرنسية أخرى، كـ"موليير" للمسرح، بدءاً من عام 1987، بعد عامين على "انتصارات الموسيقى" (1985)، الممنوحة للمنوعات والجاز والكلاسيكيات و"العرض الفكاهي". للتلفزيون جوائزه أيضاً، لكن في مراحل مختلفة، تبدأ الأولى بين عامي 1985 و1991، والثانية بين عامي 1993 و2001. ثم تُمنح لمرة أخيرة عام 2003، قبل أن تشتدّ النزاعات بين المحطّات التلفزيونية، ما يؤدّي إلى تعطيلها نهائياً.
أما "سيزار"، فيستمرّ في منح تماثيله، التي ابتكرها النحّات الفرنسي سيزار بالداتشيني (1921 ـ 1998)، المُكنّى بـ"سيزار" فقط. وهو، إذْ طُلب منه تصميم تمثال على غرار "أوسكار" الأميركي، استعان بالمعادن المضغوطة، كي يتشكّل تمثالٌ لا يملك ملامح بشرية، على غرار "أوسكار"، لاكتفائه بنماذج متداخلة، تُطلى بماء الذهب. والتلميح إلى تمثال "أوسكار" لن يُلغي الغمز من ناحية "سيزار"، الفيلم الذي يُنجزه مرسيل بانيول عام 1936، كثالث "ثلاثية مارسيليا".
الهدف من الجوائز واضح: تكريم أفضل الإنتاجات الفرنسية السنوية، في مختلف الأنواع الفنية والتقنية والدرامية، التي تُحدَّد أولاً بـ12 فئة، لا تزال موجودة في اللائحة لغاية الآن، قبل إضافة فئات أخرى عليها في أعوام مختلفة: أفضل ممثل، وفئات الإخراج والتمثيل (أفضل دورين أول وثانٍ للرجال والنساء) والديكور والتصوير والمونتاج والصوت والموسيقى الأصلية، وأفضل فيلم أجنبي، بالإضافة إلى "سيزار تكريمي". لاحقاً، تُضاف فئات أفضل عمل تمثيلي للرجال والنساء (1983)، والأزياء (1985)، وأفضل أول فيلم (1982)، وأفضل فيلم تحريك طويل (2011)، وأفضل فيلم تحريك قصير (بين عامي 1977 و1990، ثم يُمنح سنوياً منذ عام 2014)، وأفضل فيلم وثائقي (2007)، وأفضل فيلم قصير (1992). عام 2006، تُصبح جائزة أفضل سيناريو أصلي أو مقتبس، الممنوحة سنوياً بين عامي 1976 و2005، جائزتين منفصلتين.
عام 1975، يؤسِّس الملحق الصحافي والمنتج الفرنسي جورج كرافن ـ المولود في القيروان التونسية عام 1914، باسم جوزف راوول كُوِنْ، والمتوفى في باريس عام 2009 ـ "أكاديمية فنون السينما وتقنياتها"، ويُطلق الـ"سيزار"، التي لا تختلف القواعد الأساسية لمنحها عن تلك المعمول بها في أميركا: على الشريط الطويل أن تتجاوز مدّته الـ60 دقيقة، وأن يُعرض تجارياً، لأسبوعٍ واحد على الأقلّ، بين 1 يناير/ كانون الثاني و31 ديسمبر/ كانون الأول من العام السابق للحفلة السنوية.
أما الأكاديمية الفرنسية، فتضمّ 4509 أعضاء يعملون في 10 مهنٍ سينمائية: التمثيل، الإخراج، الكتابة، التقنيات المختلفة، الإنتاج، التوزيع والمبيعات الدولية، الاستثمار، الصناعات التقنية، إدارة الـ"كاستنغ"/ الملحق الصحافي/ وكلاء أعمال الأعضاء المنتسبين. أما النسب المعتمدة، فهي: 29 بالمئة تقنيون، 17 بالمئة مخرجون، و14 بالمئة ممثلون. وتتوزّع النسب الباقية على المهن الأخرى.
في الحفلة الـ42، التي تُقام في باريس، مساء الجمعة في 24 فبراير/ شباط 2017، هناك 22 جائزة ستُمنح لـ22 فائزاً، بالإضافة إلى "سيزار" تكريمي سيُمنح للأميركي جورج كلوني ("العربي الجديد"، 10 فبراير/ شباط 2017). علماً أن لكلٍّ من "هي" (2016) للهولندي بول فرهوفن (تمثيل إيزابيل أوبير)، و"فرانتز" للفرنسي فرنسوا أوزون ("العربي الجديد"، 11 فبراير/ شباط 2017) 11 ترشيحاً، بعضها في الفئات الأساسية (أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل تمثيل، إلخ.).



المساهمون