جيليس دولي.. ألتقط تفاصيل الحياة اليوميّة

جيليس دولي.. ألتقط تفاصيل الحياة اليوميّة

15 فبراير 2016
لاجئون سوريون في لبنان بعدسة جيليس دولي (الفيسبوك)
+ الخط -

"آية، طفلة سوريّة، تحدد قواعد اللعب وتملي شروطها على الأطفال في المخيم، تحملها أختها وتركض بها، فهي غير قادرة على المشي، رأيتها طفلة تلعب وتضحك بعفوية. هذا ما أردت للمتلقي أن يراه أيضاً، وهذا ما دفعني لالتقاط صورتها هذه المرة".

يبدأ المصور، جيليس دولي، بهذه الحادثة كلامه لـ"العربي الجديد". دولي الذي يصور آثار الحروب على المدنيين في المناطق الساخنة، بدأ اهتمامه بأزمة اللاجئين السوريين مع بداية توافدهم لمخيم الزعتري في الأردن.

المرة الأولى التي التقى فيها جيليس بآية كانت ضعيفة، تجلس في خيمة مسبقة الصنع في لبنان، عبرت سورية محمولة على الأكتاف، لأنها تعاني من مرض الشق الشوكي. لم يشأ جيليس تصويرها على كونها ضحية، أراد العودة في ما بعد ليصورها كطفلة ببساطة، لا تكترث بأي مكان هي، حالها كحال أي طفل.

بالرغم من محاولة الإعلام الغربي تصوير اللاجئين على أنهم ضحايا، واختيار الصور الأكثر بؤساً ودراميّة لعرضها، والتعامل مع اللاجئين على الحدود وداخل المخيمات كونهم فقط، قطعاً إخبارية تجذب انتباه المشاهدين، يعيش جيليس مع من يصورهم لأيام قبل التقاط الصورة المناسبة، محاولاً العدول عن السائد بالتركيز على الحياة اليومية للاجئين، مظهراً الجانب الإنساني بأقل قدر من الدراما، دون التقليل من شأن الصعوبات التي يعيشونها. خبرته في مجال التصوير الحربي دفعت صحفاً بريطانية، كالغارديان والأوبزارفر والجي كيو، لنشر صوره. هو يعمل لحسابه الخاص، ويفرض نوعية الصورة التي سيلتقطها.

"أنت دائماً بحاجة لاستخدام كلمة لاجئ لجعل العالم يفهمون عما تتحدث، ولكنّي لا أحب هذه الكلمة، أنا لا ألتقي بلاجئين في المخيم، ألتقي بسائق تاكسي وطبيب ومهندس ومعلمة وأب وأم وأطفال. في المخيم أنت تلتقي بأفراد، وهذا ما أحاول إيصاله".

السبب الأول وراء تركيز جيليس على الحياة اليومية للاجئين يتعلق بالمُتلقّي. فبحسب قوله، فإنَّ عددًا كبيرا من البريطانيين يشعرون بالأسى تجاه ما يحصل، و"لكن لا يربطون أنفسهم به، وكثيرٌ منهم لا يفهمون معنى كلمة لاجئ، ولكن حينما يقدم أحدهم صور أب يقص شعر ابنه وأم تطبخ وأطفال يلعبون ضمن روتين يومي، سيُخلق ارتباط بين المتلقي والصورة، وسيلاحظ الأول أن من في الصورة يتشابه معه في التفاصيل".

السبب الثاني لالتقاط الصور، هو تغيير وجهة النظر السائدة والنمطية حول اللاجئين السوريين، خاصة في أماكن يتجنب الإعلام الحديث عنها، كالمخيمات في لبنان، والمخيمات في الأردن، "90 بالمئة من نسبة صور عام 2015، صورت لاجئين على السواحل وآخرين عالقين عند الحدود. هذا مهم، ولكنْ هنالك أعداد كبيرة في مخيمات لبنان، لا يتحدّث الإعلام عنها".

صور الآخرين بالنسبة لجيليس ليست ملكًا له، وإنما حكايات يريد أصحابها إخبارها من خلاله، وحينما يفشل بإخبار القصة، سيلقي عليها الضوء من جديد، كقصة آية التي ما تزال في لبنان، من دون أي دعم لها ولعائلتها.

إقرأ أيضاً: مرض النجوم..دعم الجمهور فيه دواء


المساهمون