مهرجان سينما الشباب في بيروت: جماليات التحريك والكلاسيكيات

مهرجان سينما الشباب في بيروت: جماليات التحريك والكلاسيكيات

13 فبراير 2017
من فيلم الافتتاح
+ الخط -
بعد 3 أسابيع على انتهاء الدورة الـ23 (26 يناير/ كانون الثاني ـ 6 فبراير/ شباط 2017) لـ"مهرجان السينما الأوروبية" (تنظيم "بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان")، تبدأ الدورة الثانية (23 ـ 26 فبراير/ شباط 2017) لـ"مهرجان متروبوليس لسينما الشباب"، الذي تُنظّمه "الجمعية اللبنانية للسينما المستقلّة ـ متروبوليس سينما"، بالتعاون مع السفارتين الدنماركية والأميركية في بيروت. 

لكن الاختبار الجديد لـ"متروبوليس"، المنضوي في برنامج "محطّات"، لا يزال في خطواته الأولى، جامعاً بين فئات عمرية مختلفة، أمام الشاشة الكبيرة؛ علماً أن مساحته الزمنية تفرض تكثيفاً لمواعيد العروض ولعدد الأفلام، من دون تناسي العمل التدريبيّ المهنيّ، المتمثّل بتنظيم ورشتي عمل: أولى متخصّصة بفنّ تصميم الدمى (8 ـ 11 عاماً)، وثانية معنيّة بصناعة الأفلام (12 ـ 18 عاماً).

أما "محطّات"، التي تحمل عنواناً فرعياً هو "سينما على الطريق"، فمبادرة دنماركية لبنانية، تضمّ في خطة عملها، بالإضافة إلى "مهرجان متروبوليس لسينما الشباب"، برنامجاً للعروض الجوّالة، التي تعرض أفلاماً مختلفة الأحجام والأنماط لنحو 2000 ولد منضمّين إلى منظمات غير حكومية تعمل في لبنان. هناك "برنامج السينما النقّالة" أيضاً، المهتمّ بعرض أفلام في المدارس الرسمية، بدءاً من مارس/ آذار المقبل، في العاصمة بيروت، ومناطق لبنانية متفرّقة. وبحسب التحديد الرسميّ للمبادرة، التي تُنظَّم بالاشتراك مع السفارة الدنماركية في بيروت و"المعهد الدنماركيّ للأفلام"، بدعم من "الوكالة الدنماركية للثقافة"، فإن هدفها كامنٌ في "تقديم تجارب سينمائية استثنائية للشباب اللبنانيين والسوريين".



رغم أن المسافة الزمنية للمهرجان تمتد على 4 أيام فقط، إلّا أن التكثيف ملائمٌ لمُشاهدين لديهم رغبة ثقافية وفنية في متابعة تنويعٍ متواضعٍ، يتيح لهم خياراتٍ تبدأ بأفلامٍ للصغار، ويمنح الوثائقيّ فرصة تقديم مقتطفات من أفلامٍ دولية كثيرة خاصّة بالأولاد، إلى لقطاتٍ لأولاد مخرجين أو لأبناء أقاربهم، كما في "قصّة للأطفال والسينما" (2013، 106 دقائق) لمارك كَزينز. في المقابل، هناك "البومة، بين اليقظة والنوم" (إنتاج فرنسي بلجيكي، 2016، 40 دقيقة) لآرنو دوميونك وفريتس ستاندايرت وسامويل غينولي وكليمانتين روباش وباسكال هيكيت: أفلام تحريك قصيرة، تروي حكايات مختلفة، تدور تفاصيلها بين خيالٍ وواقع، وتتابع أحوال أفرادٍ في لحظات عيشٍ مختلفة، وتُقدِّم حياة الليل بين الجيران، أو قبلة المساء، أو منامات عديدة.

وإذْ تُفتتح الدورة الثانية بـMa Vie De Courgette (إنتاج سويسري فرنسي، 2016، 66 دقيقة) للسويسري لود بارّا، وهو اقتباس حرّ عن رواية "سيرة ذاتية للكوسة" (2001) للفرنسيّ جيل باريس، ومُرشّح لـ"أوسكار" أفضل فيلم تحريك (26 فبراير/ شباط 2017)، فإن الدورة نفسها تُختتم بـAmerican Honey (إنتاج بريطاني أميركي، 2016، 163 دقيقة) للبريطانية آندريا أرنولد. يتابع الأول سيرة حياة صبيّ يجد نفسه وحيداً، إثر وفاة أمّه وغياب أبيه، ويبدأ اكتشاف العالم عبر ميتم يلتقي فيه بمراهقين يُشبهونه في أمور حياتية كثيرة.

ويروي الثاني حكاية مُراهِقة تُدعى ستار، تُقيم في الـ"ميدويست" الأميركي، وتنضمّ إلى فريقٍ شبابيّ يبيع مجلات وصحف، وبفضله تتعرّف إلى أناسٍ، وتخوض تجارب، وتكتشف العالم.
للمراهقات حضورٌ آخر أيضاً. ففي فيلمها الروائي الطويل الأول (الولايات المتحدّة الأميركية، 2016، 72 دقيقة)، "نوبات" (The Fits)، تُرافق الأميركية آنّا روز هولمر مجموعة منهنّ في تفاصيل يومياتهنّ، عبر حكاية توني (11 عاماً)، التي تتدرَّب على الملاكمة في النادي الخاصّ بشقيقها، قبل أن تلتقي فتياتٍ يتلقّين تمارين عملية لممارسة رقص الـ"هيب هوب"، فتنضمّ إليهنّ بعد أن تتأثّر بحماستهنّ وحيويتهنّ وثقتهنّ بأنفسهنّ.

كما أن للمراهقين حضوراً إضافياً، يتمثّل بـTschick, Goodbye Berlin (ألمانيا، 2016، 93 دقيقة) لفاتح آكين: يُعاني ماييك مللاً فظيعاً في الفيلا الكبيرة التي يُقيم فيها لوحده، إذْ تخضع والدته لعلاجٍ للتخلّص من السموم، بينما يقوم والده برحلة عمل مع مساعدته. لكن صديقه تشيك، المراهق الروسيّ المهاجر، يُنقذه من هذا البؤس، إذْ يأخذه معه في رحلة خارج المدينة، في سيارة مسروقة، فيعيشان معاً مغامرة خارج المألوف، سيتذكّرانها طويلاً.


في مقابل استعادته "الأزمنة الحديثة" (الولايات المتحدّة الأميركية، 1936، 87 دقيقة) لتشارلي شابلن، المعروض في قسم "كلاسيكيات"، فإن المهرجان يُقدّم 3 حفلات تُعرض فيها أفلام قصيرة، دولية ودنماركية. بالإضافة إلى "مروِّض النسور" (إنتاج أميركي منغولي، 2016، 87 دقيقة) للبريطاني أوتّو بِلْ: ترويض النسور مهنة الرجال في منغوليا، منذ سنين عديدة. لكن آيشولبان (13 عاماً)، التي تُساعد والدها في هذه المهنة منذ طفولتها، تُقرِّر ـ بالتواطوء معه ـ تدريب نسرٍ على اصطياد الثعالب. فهل يرضى عنها كبار عائلتها وبيئتها الاجتماعية؟


المساهمون