بغداد في خيال سمير جمال الدين

بغداد في خيال سمير جمال الدين

27 نوفمبر 2019
كان اسم الفيلم "مقهى أبو نواس" (Imdb)
+ الخط -
عُرض ضمن فعاليات الدورة الـ 41 من مهرجان القاهرة السينمائي والمقامة فعالياته حاليا، الفيلم العراقي "بغداد في خيالي" المشارك في مسابقة آفاق العربية. يتناول العمل قضية البحث عن الهوية ومتاعب العراقيين المهاجرين خارج وطنهم.

تدور أحداث الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى في أغسطس/آب 2019 في مهرجان لوكارنو، في فترة حكم صدام حسين، حول كاتب فاشل، زوجة مختبئة، متخصص في تكنولوجيا المعلومات يُخفي ميوله الجنسية، وغيرها من الشخصيات التي تجتمع في مقهى "أبو نواس" العراقي في لندن، بإيعاز من شيخ متطرف. يهجم قريب الكاتب على المقهى فيقلب حياة رواده. والعمل من بطولة زهراء غندور وهيثم عبد الرازق ووسيم عباس وبعض الفنانين من إيران وإنكلترا.

"العربي الجديد" التقى مخرج العمل وكاتب السيناريو العراقي سمير جمال الدين، المعروف بـ سمير.


- لماذا اخترت لندن تحديداً لتصوير الفيلم؟
* لأني لم أكن أستطيع أبداً أن أصوّر في العراق أو أي بلد عربي؛ وذلك لجرأة بعض القضايا التي يتناولها الفيلم. على سبيل المثال، لا يمكنني أن أناقش بتوسع قضية المثلية الجنسية الموجودة بكثافة في لندن، رغم وجودها في المجتمعات العربية، لذا فكان اختيار لندن حتى أكون حراً في مناقشة التابوهات الثلاثة، وهي الدين والجنس والسياسة، كما شاهدتها في العمل، وفي الوقت نفسه لا أستطيع ككاتب إغفال وجود هذه الفئة الجنسية، لذا رفضت نصائح البعض بحذف بعض هذه المشاهد.


- كان الفيلم يحمل اسماً آخر. لماذا تغير؟
* بالفعل، أثناء كتابته اقترحت أن يكون اسمه "مقهى أبو نواس"، وهو اسم مقهى شهير في لندن يجتمع فيه المهاجرون العراقيون والشيوعيون، لكن عرضت العمل بهذا العنوان على بعض الجهات الإنتاجية فرفضت، فقمت بتغيير الاسم.


- هل خضع السيناريو لتعديلات كثيرة؟
* أحب أن أقول إني أعمل على هذا الفيلم منذ أكثر من عشر سنوات، وكثيراً ما كنت أعدّل في السيناريو، كما أنه تعطل كثيراً بسبب انشغالي في عمل آخر، هذا بجوار عدم العثور على جهة إنتاج له، لكن أخيراً أنتج الفيلم وتم تصويره وخرج إلى النور، وها هو الآن يشارك في واحد من أهم المهرجانات الدولية وهو مهرجان القاهرة السينمائي.

- هل زرت مصر من قبل؟
* أكيد، كثيرا، سواء في زيارات خاصة أو من أجل المشاركة في بعض الفعاليات السينمائية، فمصر تعد من أكثر الدول اهتماما بصناعة السينما، وفيها كثير من النجوم الذين لا يقلّون موهبة وخبرة عن نجوم عالميين؛ فأنا من محبي السينما المصرية وفنانيها، ومتابع شغوف لها.

- كيف اقتربت من تفاصيل العمل وأوجاع العراقيين المهاجرين إلى هذا الحد؟
* لأني عايشت تجربة الهجرة، إلى جانب أن بعض أبطال العمل أيضاً، الذين عايشوها بشكل شخصي، لذا كان طرح قضية الهجرة والبحث عن الهوية نابعاً من إحساسنا الحقيقي، فتلاحظون أن حتى أبطال العمل وهم صامتون ينقلون معاناتهم بالصمت، لكن عيونهم تتحدث.

يذكر أن المخرج سمير جمال الدين، الذي عمل في بدايته في التصوير السينمائي والإنتاج والتأليف، من مواليد عام 1955 وهو من أب عراقي وأم سويدية، له تجارب سينمائية عديدة كمخرج، سواء وثائقية أو روائية طويلة، وكان آخرها الفيلم الوثائقي "الأوديسة العراقية" عام 2014.

دلالات

المساهمون