أحذية مُزينة... حرفة لمواجهة البطالة في غزة

أحذية مُزينة... حرفة لمواجهة البطالة في غزة

04 ديسمبر 2016
تعرض منتجاتها (عبد الحيم أبو رياش)
+ الخط -
تنهمك الفلسطينية فاطمة أبو دية بالعمل لساعات طويلة داخل منزلها من أجل إنجاز أكبر قدر ممكن من الأحذية المزينة الخاصة بالسيدات والأطفال وتسليمها إلى من يقومون بحجزها بعد طرحها على صفحة خاصة قامت بإنشائها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وبخفة ومهارة عالية اكتسبتها أبو دية (35 عاماً) من خلال تجربتها في العمل بمجال الإكسسوارات وتزيين الأحذية لمدة طويلة، تعمل على اختيار المنتجات وعرضها على جمهورها من أجل اختيار الأجمل منها والعمل على إنجازها وبيعها لهم.
وتحاول السيدة الغزية، من خلال عملها في بيع الأحذية المزينة أن تتحدى البطالة التي يعاني منها نحو 60 في المائة من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً، واستغلال مهارتها التي اكتسبتها لتوفير عائد مادي لها في ظل شح الوظائف.
وتقول أبو دية لـ "العربي الجديد" إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي عاشتها بعد سفر زوجها للعمل في الخارج كانت دافعاً رئيسياً لها للبحث عن فرصة عمل مميزة في مجال حرفي تعمل على توفير مصدر دخل لها ولأطفالها الثلاثة.
وتبين أنها اتجهت في الفترة الأولى لتعلم مهارات التطريز والإكسسوارات عبر سلسلة من الدورات في القطاع، قبل أن تتجه للعمل في مجال تزيين الأحذية عن طريق الصدفة بعد مشاهدة منتجات للأحذية المزينة بالإكسسوارات عبر شبكة الإنترنت.
وشكل موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فرصة للسيدة أبو دية لترويج أعمالها ومنتجاتها من خلال التواصل مع جمهورها في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن، حيث أطلقت على صفحتها اسم "Diamond تصميم إكسيسوري".
وتوضح أنها تعمل بشكل يدوي على تزيين الأحذية بمعدل ست ساعات يومياً من أجل الخروج بالشكل المطلوب الذي ينال رضى الجمهور، حيث يستغرق إنجاز العمل يومين أو ثلاثة أيام في بعض الأحيان.
وتلفت إلى أنها تقوم باختيار الأحذية التي ستقوم بتزيينها وتعمل على طرحها على صفحتها من أجل استطلاع رأي الجمهور ومدى التجاوب مع شكلها ثم البدء بتزيينها حال لقيت إعجاب الجمهور المستهدف المتمثل في السيدات.
وتتراوح إجمالي أسعار الأحذية التي تعمل السيدة أبو دية على إنتاجها من 35 إلى 50 شيقلاً (الدولار= 3.86 شواقل) حيث حاولت مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عشر سنوات.
وعن الصعوبات التي واجهتها، توضح الثلاثينية أن العمل بشكل يدوي ولساعات طويلة دون وجود مساعدين لإتمام تزيين الأحذية كانت إحدى العقبات التي واجهتها، فضلاً عن منع الاحتلال إدخال بعض المستلزمات الخاصة بذريعة الاستخدام المزدوج لها.
وتضيف أبو دية أنها حاولت استقدام سيدة أو فتاة للعمل معها ومساعدتها في إنجاز طلبيات الأحذية المزينة، إلا أن الأمر كان صعباً بفعل عدم تقبل فرصة العمل داخل المنزل لدى المجتمع الغزي، ما دفعها للتوجه نحو طرح دورات تدريبية لنشر الفكرة.
وتشير إلى أن واقع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وصعوبة نقل المنتجات التي قامت بإنجازها حال دون إيصال طلبيات كبيرة كانت مطلوبة في الضفة الغربية والأردن خلال الفترة الماضية بالرغم من كل المحاولات التي قامت بها.
وتطمح السيدة أبو دية بأن تفتتح مشغلا متكاملا في مجال الإكسسوارات وتزيين الأحذية خلال الفترة المقبلة يضم عددا كبيرا من الغزيات بعد تدريبهن ونشر الفكرة عبر سلسلة من الدورات التدريبية التي سيجري منحها للسيدات في القطاع.
ودفع ارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 60 في المائة في صفوف الشباب الفلسطينيين بغزة ومعدلات الفقر لنحو 80 في المائة في صفوف الأسر الغزية للبحث عن فرص عمل في مجالات حرفية وتكنولوجية متعددة لتوفير مصدر دخل مالي لهم ولأسرهم.

المساهمون