"كورونا" يؤجّل مهرجان سالونيك الوثائقي الـ22

"كورونا" يؤجّل مهرجان سالونيك الوثائقي الـ22

03 مارس 2020
سالونيك تحتضن أحد أبرز مهرجانات الأفلام الوثائقية (Getty)
+ الخط -
بدأ فيروس كورونا يؤثّر سلباً على المهرجانات السينمائية الدولية، بعد أشهرٍ على بداية انتشاره في الصين والعالم. مع ذلك، ورغم أن صينيين عديدين ألغوا مشاركتهم في "السوق السينمائية"، في الدورة الـ70 (20 فبراير/شباط ـ 1 مارس/آذار 2020) لـ"مهرجان برلين السينمائي الدولي"، إلّا أنّ البرليناله أكملت برامجها بهدوء، مع غياب ملحوظ لأي اجراءات تساعد على تجنّب الإصابات.

لكن "مهرجان سالونيك للأفلام الوثائقية" (اليونان)، أحد أبرز المهرجانات الوثائقية في العالم، ارتأى تأجيل دورته الـ22، التي يُفترض بها أنْ تُقام بين 5 و15 مارس 2020، إلى نهاية مايو/أيار ـ بداية يونيو/حزيران المقبلين، كما جاء في بيان رسمي صادر عن إدارته في وقتٍ متأخّر من مساء أمس الاثنين.

وأشار البيان إلى أنّ قرار التأجيل اتُّخذ مباشرة بعد الإعلان الأخير لـ"منظّمة الصحّة العالمية"، الصادر في اليوم نفسه، والمتعلّق بآخر مستجدّات انتشار الفيروس غير المُطمئنة لإدارة المهرجان، التي ذكر بيانها أنّ "سلامة الموظّفين العاملين في المهرجان، والجمهور، وسكّان المدينة، وضيوف الدورة الجديدة هذه، من أهمّ أولوياتنا".


أضاف البيان أن اختيار الموعد الجديد غير ثابت وغير مؤكّد، لكنْ يُحتَمَل اعتماده، و"سنطلعكم على مزيد من الأخبار بخصوص هذا الموضوع لاحقاً".

هذا ما أكّده أيضاً أورستيس اندرياداكيس، المدير الفني للمهرجان، في تصريح مقتضب، قائلاً: "بالنسبة إلينا، لا شيء أهمّ من سلامة موظّفي المهرجان وجمهور سالونيك ومئات الضيوف الأجانب. قرار التأجيل صعبٌ، لكنّه ضروري".

وبحسب معلومات متفرّقة، فإنّ نشاطات عديدة خاصة بالمهرجان ستُقام عبر شبكة "إنترنت"، كالمبادرات والمشاريع التي تستضيفها "أغورا"، فرع التطوير التابع للمهرجان، "ما يوفّر للمهنيين، المعتَمَدين في أنحاء مختلفة في العالم، فرصة مشاهدة الأفلام الوثائقية اليونانية وتقييمها"، بالإضافة إلى "تطوير الوثائقيات"، ما يُسهِّل منح الجوائز المالية من دون تأخير.

في الإطار نفسه، أُعلن عن وجود 7 إصابات بالفيروس في اليونان، ما دفع بوزارة الصحّة إلى إلغاء احتفالات كرنفال "أبوكريا"، المزمع إقامته هذا الأسبوع.

لكن السؤال المطروح حالياً لن يبقى أسير مبادرة فردية، كتلك التي أقدم عليها منظّمو "مهرجان سالونيك للأفلام الوثائقية".

فالمهرجانات المقبلة كثيرة، وبعضها يحتلّ موقعاً متقدّماً في خريطة المهرجانات، كـ"كانّ" في فرنسا، و"فينيسيا" في إيطاليا، أكثر البلدان الأوروبية تعرّضاً للفيروس، "لكنّه أكثر البلدان الأوروبية أيضاً اشتغالاً في إجراء الفحوصات، مع 23 ألفاً و345 اختباراً طبياً، لغاية أمس الاثنين"، كما جاء في الصحيفة البلجيكية اليومية "لو سوار" (2 مارس)، التي أضافت أنّ "عدد حالات الوفاة بسبب الفيروس في إيطاليا تخطّى عتبة الـ50، مع وفاة 52 شخصاً"، بحسب ما أعلنه أنجيلو بورّيلي، رئيس "مصلحة الحماية المدنية".
أما في فرنسا، فأُعلن عن وجود 191 حالة لغاية أمس الاثنين، "بينها 3 وفيات"، كما ذكرت الصحيفة اليومية الفرنسية "لو باريزيان" (2 مارس).

يُذكر أن الدورة الـ73 لمهرجان "كانّ" تُقام بين 12 و23 مايو المقبل، والدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا تُقام بين 2 و12 سبتمبر/أيلول المقبل. في هذا الإطار، يُردّد مُطّلعون على أحوال المهرجانات أنّ الوقت لا يزال "باكراً" بعض الشيء بخصوص أي قرار يُمكن أن يتّخذه هذان المهرجانان، ومهرجانات أخرى متفرّقة وأساسية في المشهد السينمائي الدولي، إزاء التأجيل أو الثبات في المواعيد المحدّدة سلفاً لدورات هذا العام.

المساهمون