المدن الذكيّة جنّة الشركات الخليجيّة

المدن الذكيّة جنّة الشركات الخليجيّة

17 مارس 2015
المدن الذكية توفر على الشركات 20% من المصاريف (Getty)
+ الخط -
تتسابق الدول الخليجية وشركات القطاع الخاص فيها على التعاقد مع الخبراء العالميين والشركات الكبرى، سعياً منها لتحويل مدنها إلى مدن ذكية تعتمد بشكل كامل على شبكة الإنترنت، في تنظيم المعاملات وإقامة الروابط بين الجهات وتسهيل أمور المقيمين فيها، والحد من التكاليف العالية التي تتكبّدها لتوفير بعض الخدمات في جميع المرافق. 


عواصم ذكية
وباتت بعض الدول الخليجية، مثل قطر والبحرين والإمارات والسعودية والكويت، من أبرز الدول على صعيد تحويل عواصمها إلى مدن ذكية، مستفيدة من الإنفاق والاهتمام الحكومي الكبير، والعدد الكبير من الشركات الموجودة فيها، ومن استضافتها للفعاليات الكبرى في السنوات المقبلة، وسط تخصيصها لملايين الدولارات على تطوير بناها التحتية، وأنظمة الاتصالات فيها.


وتعد الحكومات المحرك الرئيسي لتحول المدن الخليجية إلى مدن ذكية، والتي تعمل على ضخ الاستثمارات الهائلة، وتعزيز الإنفاق في هيئات الاتصالات وأجهزة تكنولوجيا المعلومات الموجودة فيها.

وذكر المدير التنفيذي في شركة تواصل تيليكوم، سالم المليفي، أن المدن الذكية كفيلة بتحويل الدول الخليجية إلى مصاف الدول الأكثر تطوراً على صعيد العالم، مشيراً إلى أن القطاع العام والجهات المسؤولة في وزارات الاتصالات بدأت العمل على الموضوع، والتعاقد مع أبرز الشركاء العالميين في جميع القطاعات بغية تحولها إلى مناطق ذكية، يقوم عملها الأساسي على الارتباط مع العالم الآخر من خلال شبكة الإنترنت والتقنيات الرقمية.

وأضاف المليفي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من الحكومات الخليجية رصد ما يقارب 10 مليارات دولار للحصول على التقنيات المتطورة وتطوير أنظمة الاتصال فيها، واعتماد التقنيات الذكية في الإدارات الحكومية، وفي توليد الطاقة الكهربائية، وإجراء عمليات الدفع عبر شبكة الإنترنت، وحجز المواعيد لدى الجهات الأمنية من دون ضرورة الحضور شخصياً إلا في الوقت المعيّن، متوقعاً أن تتحول بعض أجزاء هذه المدن إلى ذكية بحلول العام 2020.

وذكر المليفي أن المدن الذكية تساهم في تحويل المباني الموجودة في المدن الخليجية إلى ذكية تعتمد على التقنيات المتطورة في طباعة الأوراق، وتوفير الطاقة والإضاءة، مبيّناً أن اعتماد هذه التقنيات يساهم في تخفيض المصاريف والتكاليف في الشركات بنحو 10 إلى 20%، فضلاً عن تسريع العمل وتنفيذ الإجراءات والمعاملات مع الزبائن.

المنصات الإلكترونية لتسهيل الخدمات
وفي حين خطت قطر في "رؤية قطر الوطنية 2030"، نحو هدف تحوّلها إلى دولة رقمية متطورة وذكية، أشار الرئيس التنفيذي في شركة "كواليتي نت"، محمد النصف، إلى أن الشركات العالمية باتت ترى في الدول الخليجية موطئ قدم يساعدها على تحقيق أرباح عالية، منوهاً بأن شركات الاتصالات في المنطقة صرفت ما لا يقل عن 3 مليارات دولار في العامين الأخيرين على تطوير أنظمة الاتصالات فيها، وشبكات الإنترنت، فضلاً عن أن المصارف الخليجية أطلقت أيضاً العديد من المنصات الإلكترونية بغية تقليل الوقت على العملاء، مثل تحديث البيانات وسحب النقود عبر بطاقة الهوية أو البطاقة المدنية.


واشار النصف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن شركات الاتصالات والإنترنت في المنطقة، تستفيد أيضاً من الإنفاق الهائل على قطاع الاتصالات، إذ تقوم هي الأخرى بتطوير أبراج الاتصالات، ومد خطوط الألياف بالتعاون مع الجهات المسؤولة في الدولة، كما تعقد اتفاقيات مع الخبراء العالميين لوضع أهم التقنيات الإلكترونية.

وفي سياق متصل، أشار نائب رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط، بان آن، إلى أن الدول الخليجية تعد من أكثر الدول صرفاً على تقنيات التحوّل إلى المدن الذكية على صعيد العالم، وأن الشركات الموجودة في المنطقة تعد من الأكثر استفادة وتوقيعاً للعقود مع الشركات العالمية في تنظيم هذه العمليات وتوفير التقنيات الذكية والمعايير المتطورة في توفير جميع المتطلبات للمقيمين على أراضيها.

ولفت، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن مجموعات "أوريدو" و"زين" و"اتصالات" و"فيفا" و"دو"، تعد من الرواد في التعاطي مع التحول إلى عصر المدن الذكية. إذ تعمد هذه الشركات إلى ضخ استثمارات لا تقل عن مليار دولار سنوياً في تطوير شبكات الاتصالات لديها، وتحسين التغطية عليها، وكاشفاً أن إطلاق الخدمات الذكية يساهم في زيادة أرباح الشركات وزيادة ترتيبها على مؤشر التطورات والتنافسية الذي يصدر عن الجهات والمؤسسات الكبرى على المستوى العالمي.

وأشار آن إلى أن التحول إلى المدن الذكية من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الإنتاج في كافة الميادين، من المياه والكهرباء والنفط، كما يؤدي إلى تخفيض نسبة التلوث البيئي، وتطوير المباني الموجودة في المدن، وتخفيض أكلاف الطباعة وإجراء المعاملات.

كما توقع أن يزيد الإنفاق على هذه التقنيات وتحول المدن الخليجية إلى ذكية خلال الأعوام المقبلة، بالتوازي مع عملها على استضافة العديد من الفعاليات المنتظرة على المستوى العالمي، مثل معرض "إكسبو 2020" في العام 2020 في دبي، وبطولة كأس العالم في قطر عام 2022، فضلاً عن الفعاليات والمهرجانات الموسمية التي تشهدها دول المنطقة.

إقرأ أيضا: قطاع البتروكيمائيات في الإمارات يتحسّس طريق النموّ

دلالات

المساهمون