النفط يعود إلى الواجهة

النفط يعود إلى الواجهة

04 مارس 2015
مؤشرات واضحة نحو ارتفاع أسعار النفط (جون رايدل/Getty)
+ الخط -
في 20 يناير/ كانون الثاني 2015، وصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. قارب سعر البرميل 48 دولاراً، بانخفاض نسبته 58% عن أعلى مستوى بلغه في العام 2014، بعدما وصل إلى 115 دولاراً. 
التراجع الدراماتيكي الذي شهده سعر النفط، منتصف العام الماضي، بث الذعر لدى المستثمرين، إذ اعتكف العديد منهم عن التداول بهذه السلعة بعد موجه خسائر متواصلة منيت بها الأسواق في الربع الاخير من 2014.
اليوم، بدأت بوادر إيجابية تلوح في الافق، أبرزها تعافي الاقتصاد العالمي، مصحوباً بدخول لاعبين جدد يعززون الطلب على النفط، أبرزهم الهند. وبحسب الخبير المالي الكويتي، فهد الشريعان، فإن أسواق النفط ستكون على موعد جديد مع ارتفاع الأسعار، نظراً لتغيّر العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، ما يعني أن الفترة المقبلة ستكون مشجعة للاستثمار في هذه السلعة. وقال الشريعان، لـ"العربي الجديد": "انخفضت أسعار النفط إلى أكثر من 50% خلال النصف الثاني من العام الماضي، وبداية هذا العام، الأمر الذي أبعد المستثمرين عن التداول بالنفط، والاتجاه نحو سلع أكثر أماناً. ونلاحظ أن التداولات في أسواق المال في الفترة الماضية، اتجهت نحو الذهب، العقارات وغيرها". أما اليوم، وبفعل تبدّل المشهد السياسي، عادت الثقة إلى هذه السلعة وبقوة، ولذا فإن الاستثمار الأمثل للفترة المقبلة سيكون للنفط.
وفنّد الشريعان أسباب ارتفاع أسعار النفط في الفترة المقبلة، مشيراً إلى إرتفاع الطلب العالمي، نتيجة النمو الاقتصادي الذي تشهده العديد من دول العالم، وغياب العوامل السياسية المؤثرة في الأسعار، ما سيساهم في رفع الاسعار عن 60 دولاراً. من جهة أخرى، رد الشريعان على سيناريو بقاء الاسعار عند هذا المستوى، أو حتى انخفاضها إلى أقل من 60 دولاراً، بسبب انخفاض الطلب نتيجة انتهاء فصل الشتاء في القسم الشمالي من العالم، قائلاً إن مؤشرات النمو الاقتصادي العالمي، ستزيد حتماً من الطلب على الطاقة، ما يعني أن الاستثمار الأنجح سيكون للنفط في غضون أشهر.
إلى ذلك، بيّن الخبير الاقتصادي أحمد ياسين أن هناك مؤشرات واضحة نحو ارتفاع أسعار النفط، فالاقتصاد الأميركي استعاد عافيته، الدولار منذ أشهر يرتفع بشكل ملحوظ، كما أن النمو حتى في منطقة اليورو في طريقه إلى التحسن، بالإضافة الى الدور الجديد الذي بدأت تلعبه الهند على الساحة الاقتصادية، فهي تخطو خطوات مشابهة لدورالصين، الأمر الذي يعني بالتأكيد زيادة الطلب على الطاقة. وقال ياسين، لـ"العربي الجديد": "هذه العوامل كفيلة بزيادة الطلب العالمي على النفط، الأمر الذي سيجعل هذه السلعة أبرز السلع المطلوبة في أسواق المال خلال الفترة المقبلة. ومن المرجح أن تعاود الأسعار ارتفاعها، وإن لم تبلغ المستويات السابقة، لكنها سترتفع إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل".

إقرأ أيضاً:  20 % من النشاط العقاري للمكاتب التجارية

المساهمون