هل يحول الغنوشي وجهته إلى البرلمان بغياب "العصفور النادر"؟

هل يحول الغنوشي وجهته إلى البرلمان بغياب "العصفور النادر"؟

16 يوليو 2019
ترشيح الغنوشي قد يخلط الأوراق (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

قال المتحدث باسم حركة "النهضة"، عماد الخميري، لـ "العربي الجديد" إن إمكان ترشيح رئيس الحركة، راشد الغنوشي، على رأس قائمة للانتخابات التشريعية أمر وارد، وسيتحدد نهائيا خلال الأيام المقبلة، ما قد يحمل تغيّرا واضحا في استراتيجية الحركة الانتخابية وتحولا في تركيز الغنوشي من الانتخابات الرئاسية إلى التشريعية، ونيته في ترؤس البرلمان إذا حصلت "النهضة" على أغلبية في الانتخابات المقبلة وتمكنت من التحالف مع كتل أخرى.

ويأتي هذا التصريح بعد أن كانت جهات متعددة من "النهضة" لمحت لإمكانية ترشح الغنوشي للتشريعيات على مدى الأيام الماضية، مرجحة ترشحه على رأس قائمة دائرة تونس 1 في العاصمة.

وإذا تمت المصادقة على هذا القرار في مؤسسات الحركة، فإنها ستبعثر أوراقا كثيرة في الساحة السياسية التونسية، إذ كان الجميع ينتظر أن يفصل مجلس شورى الحركة في ترشيح الغنوشي للانتخابات الرئاسية، حيث يفرض القانون أن يتم ترشيحه شخصيا، إذا أقرت الحركة تقديم شخصية من داخلها.

وربما يشير هذا الموقف الجديد إلى أن الغنوشي قد يكون حصل أخيرا على "العصفور النادر" التوافقي للانتخابات الرئاسية، بعد أن كان صرح بأنه ليس متحمسا جدا للرئاسية ويتمنى العثور على مرشح في الساحة الوطنية تتوفر فيه جملة من الشروط وتتفق عليه القوى الوطنية لترشيحه للرئاسية.

وسبق للغنوشي أن قال في تصريحات له في مايو/ أيار الماضي: "إن الحركة لا تزال بانتظار العصفور النادر الذي ستدعمه في الرئاسية"، مضيفا أنّها "تبحث عن مرشّح توافقي لتدعمه سواء من داخلها أو من خارجها".

وأوضح: "هذا العصفور النادر حتى الآن ليس ظاهرا في الساحة، ولا يوجد مرشح يتوافق حوله الجميع أو الأغلبية".

وفي كل الحالات، فإن ترشيح الغنوشي للبرلمان يُعد مفاجأة كبيرة للساحة التونسية التي لم تكن تنتظر هذا القرار من "النهضة"، وستحرك المنافسة الانتخابية في العاصمة بشكل كبير.

يذكر أن "النهضة" فازت مجددا بالانتخابات البلدية المعادة في مدينة باردو وتقدمت على كل منافسيها من الأحزاب والمستقلين، رغم المشاركة الضعيفة جدا التي دقت من جديد ناقوس الخطر حول إمكانية عزوف الناخبين، ولكن مراقبين قللوا من هذا الأمر لأن يوم الأحد الماضي تزامن مع مباراة تونس ضد السينغال في نصف نهائي بطولة أفريقيا وكان يومَ حرٍّ استثنائيٍ.

المساهمون