اليمين الإسرائيلي يشنّ حملة ضد منظمة يسارية لكشف الجرائم

اليمين الإسرائيلي يشنّ حملة ضد منظمة يسارية لكشف الجرائم

18 ديسمبر 2015
جنود الاحتلال ارتكبوا جرائم بالأراضي المحتلة(فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل في إسرائيل الحملة الشرسة التي تقودها جمعيات ورجال السياسة وعسكريون من الوسط واليمين ضد جمعية "يكسرون الصمت" التي يقوم أفرادها، وهم جنود وضباط سابقون في الجيش، بتقديم مزيد من الشهادات والمعلومات عن جرائم ارتكبها الجنود في الأراضي المحتلة.

وشهدت هذه الحملة تصعيداً لافتاً في الأسبوعين الماضيين، منذ أن شارك الرئيس الإسرائيلي، رؤبان ريفلين في مؤتمر صحيفة "هآرتس" السنوي في نيوييورك، مستغلاً المنصة للدفاع عن الجنود، واصفاً الجيش الإسرائيلي "بأنه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم".

لكن مشاركة ريفلين هذه، التي أعقبت لقاءاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، عرضته بشكل مباشر إلى حملة تحريض من قبل اليمين الإسرائيلي بالذات، ومن كتاب وصحافيين مصابين بهوس محاربة جمعيات اليسار وفي مقدمتها جمعية "يكسرون الصمت"، وذلك بعد أن تبين أن مؤتمر "هآرتس" اشتمل على مداخلة لأحد أعضاء الجمعية.

واستغل اليمين هذه الحادثة للتحريض بشكل أولي على ريفلين ولكن وبشكل أكبر لضرب الجمعية الإسرائيلية التي سببت تقاريرها، بحسب ادعائهم ضرراً بالغاً لإسرائيل وجنودها في الخارج.

وقد أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون الأحد، أنه قرر منع مندوبي هذه الجمعية من دخول معسكرات الجيش والظهور أمام الجنود، وتبعه وزير التربية والتعليم نفتالي بينت، بإعلان مماثل، الاثنين، فيما استمر التحريض ضد الجمعية وجمعيات اليسار من قبل اليمين عبر إطلاق حملة على الفيسبوك ضد "يكسرون الصمت" وجمعيات أخرى، تخللها بحسب الأستاذ والمؤرخ الإسرائيلي المختص بتاريخ ألمانيا النازية، شلومو تسيمرمان، استخدام أدوات الدعاية ذاتها في عهد ألمانيا النازية، وفق سياسة وزير الإعلام النازي غوبيلز.

واتهمت الحملة اليمينية أنصار "يكسرون الصمت" والجمعيات الأخرى اليسارية بأنها جمعيات مدسوسة "تغرس سكينها في ظهر الأمة".

وعلى مدار الأسبوع تم الربط بين الجمعية المذكورة وبين التقارير الدولية ضد الاحتلال ومحاولات مقاضاة جنود وضباط، والدعوة إلى حظر نشاط هذه الجمعية.

وبلغ الأمر أوجه عندما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، من على منصة الكنيست، زعيم حزب "المعسكر الصهيوني" يتسحاق هرتسوغ، إلى استنكار وشجب نشاط "يكسرون الصمت"، فيما رفض نتنياهو نفسه استنكار التحريض على الرئيس ريفلين، مكتفياً بالقول إنه "يعارض التحريض والاتهامات المسيئة لريفلين أو لأي شخصية إسرائيلية عامة أو منتخب من منتخبي الجمهور".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، أن ضباطاً وجنرالات في الجيش بدأوا، هذا السبوع، بحملة جمع تواقيع من أعضاء الكنيست لوقف أي تعامل مع جمعية "يكسرون الصمت".

وأفادت الصحيفة العبرية، أنّ "الضباط في الجيش تمكّنوا لغاية الآن من جمع تواقيع 54 عضواً في الكنيست".

وبحسب الصحيفة، فإن ضباط الجيش يطالبون بوقف أي تعامل مع جمعية "يكسرون الصمت" طالما تواصل نشاطها في الخارج وفي المحافل الدولية وتتلقى تمويلاً من منظمات تمول أيضاً حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل.

ووقع على العريضة التي تطالب أعضاء الكنيست بمقاطعة جمعية "يكسرون الصمت" أكثر من 500 ضابط وجندي في الجيش الإسرائيلي.

ويحظى هؤلاء بتأييد واضح وعلني من عضو الكنيست، يئير لبيد، الذي اتهم الجمعية بأنها جمعية مناهضة للصهيونية تبث الأكاذيب ضد "مقاتلينا، الذين هم أبناؤنا وعلينا أن نواجه هذه الجمعية"​.

اقرأ أيضاً: الاحتلال أمام ورطة محاكمة جنوده في الخارج