هكذا تفاعل المقدسيون لدى سماعهم صوت الأذان بالأقصى مجدداً

هكذا تفاعل المقدسيون لدى سماعهم صوت الأذان مجدداً في ساحات الأقصى

16 يوليو 2017
صوت الأذان حرّك مشاعرهم (تويتر)
+ الخط -




لم يكد صوت الأذان ينطلق من دون مكبرات صوت من المسجد الأقصى، بعد دقائق معدودة على قيام الاحتلال بإعادة فتحه بشروط مقيدة وصعبة رفضها المقدسيون، حتى انفجر العديد من المواطنين بالبكاء، إذ حرموا من سماع هذا الصوت على مدى أيام ثلاثة متعبة وثقيلة، لم يحدث أن مرت عليهم طيلة عقود الاحتلال.

تقول المواطنة إلهام المريدي، التي كانت تبكي بحرارة بعد أن سمعت الأذان في الوقت الذي منعت فيه من الدخول بسبب البوابات الإلكترونية الخمس، التي نصبها الاحتلال على مدخل باب الأسباط، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى من ناحيته الشمالية: "منذ ثلاثة أيام ونحن نحاول الوصول إلى هنا، لكن بعد أن قطعنا حواجز الاحتلال المقامة على أبواب البلدة القديمة، فوجئنا بهذه البوابات وكنا ننتظر أن يرفع الأذان".

تنهدت المريدي، التي كانت ضمن مئات المواطنين المحتشدين عند باب الأسباط، ثم تابعت حديثها: "حين حدث ذلك فعلاً.. كان صوت المؤذن من بعيد يحرّك مشاعرنا، لم أتمالك نفسي فبكيت وبكت معي فتيات ونساء وحتى كبار في السن، لقد اعتدنا أن نسمع صوت الأذان يوميا، لكن منذ الجمعة الماضي ونحن محرومون من سماعه، هذا أمر لم نتوقعه في حياتنا أبدا".

الشابة آلاء أبكت من كنّ معها من صديقات، حين ارتفع صوتها بالنحيب وهي تراقب جنود الاحتلال والبوابات التي نصبوها، بينما كان صوت المؤذن المنبعث من داخل ساحات الأقصى بالكاد يصل إلى المحتشدين، الذين شرعوا بهتافات التكبير، واندفع نحو تلك البوابات طاعنون في السن حاولوا اجتيازها، ولكنهم تعرضوا للدفع من قبل جنود الاحتلال، في وقت وقع عراك بالأيدي بين شبان والجنود في المكان، والذين تلقوا أمرا من قائدهم بقمع المحتجين.

البكاء الصامت لآلاء وإلهام، تحول إلى صراخ وغضب، بعد أن تحولت ساحة قريبة من باب الأسباط أغلقها جنود الاحتلال إلى ساحة للعراك بين فتيات غاضبات وجنود ومجندات، تعرضت إحداهن وتدعى لمياء العزة، للدفع والضرب حتى أسقطوها أرضا.

وحين حاول شبان التدخل لمنع الجنود من الاعتداء عليها تعرضوا للقمع والضرب واعتقل ثلاثة منهم، إذ اقتيدوا قريبا من مركز لشرطة الاحتلال في المنطقة، في حين تعرض مسن هو أبو عمار سدر للضرب والدفع من قبل أحد جنود الاحتلال.


منع دخول الجنازات

وما إن هدأت الأوضاع قليلاً في منطقة باب الأسباط، حتى عادت لتنفجر بالتزامن مع صلاة العصر، حين تقدم عشرات المشيعين بجنازة ميتهم إلى الأقصى للصلاة عليه، وسط هتافات التكبير، إلا أن جنود الاحتلال هاجموا الجنازة وقمعوها، بعد أن رفض المشيعون مرور موكبهم عبر البوابات الإلكترونية، وسط تدافع شديد بين الجانبين، أصيب خلاله سبعة مواطنين على الأقل برضوض نتيجة تعرضهم للضرب بالهروات، وسط تهديد قائد قوة الاحتلال في المنطقة باستخدام الرصاص المطاطي بحقهم.

وقال أحد أقرباء المتوفى لـ"العربي الجديد"، ويدعي لؤي محيسن: "إن ما جرى كان إهانة لنا ولقريبنا المتوفى، لا يمكن أن نقبل بشروط الاحتلال، فتمرير ميتنا عبر بوابة الفحص الإلكترونية فيه مس بكرامته كميت، وجرح كبير لكبريائنا"، مضيفاً "لا يحدث هذا في أي بقعة في العالم إلا هنا في دولة الاحتلال العنصرية".

ومما زاد من غضب المتجمهرين في الساحة، تقدم أحد المستوطنين من حاجز لجنود الاحتلال في باب الأسباط، وشرع بتصويرهم، فتدافع نحوه عشرات المواطنين الغاضبين الذين طردوه من المكان، بعد أن تدخلت شرطة الاحتلال لحمايته وقامت بإخراجه من المكان.

وسبق ذلك، تدخل قوات الاحتلال لحماية صحافي إسرائيلي، اندفع فجأة نحو مجموعة من النسوة المقدسيات وشرع بشتمهن، قبل أن تندفع نحوه مجموعة من الشبان وتبعده من المكان.