استعراض "حزب الله" في القصير: السلاح المستخدَم والأبعاد السياسية

استعراض "حزب الله" في القصير: السلاح المستخدَم والأبعاد السياسية

14 نوفمبر 2016
الاستعراض الأول من نوعه منذ 2006 (فيسبوك)
+ الخط -
لم يصدر حزب الله اللبناني، حتى الساعة، أي بيان رسمي بشأن صور الاستعراض العسكري الكبير الذي أداه مقاتلوه في مدينة القصير السورية على حدود لبنان الشرقية. لكن صور عشرات المدرعات والآليات الخفيفة، التي لم تحمل تاريخاً مُحدداً، أتت كإعلان غير رسمي عن هذا الاستعراض الأول من نوعه منذ العدوان الإسرائيلي في يوليو/تموز عام 2006.

وامتنع الحزب منذ تاريخ العدوان الإسرائيلي، ولأسباب أمنية، عن تقديم عروض عسكرية كانت تقام سابقاً، بصورة سنوية، على غرار "يوم القدس العالمي"، الذي أعلنه المرشد السابق للجمهورية الإسلامية في إيران، روح الله الخميني. 

ومع تعدد الرسائل المُفترضة لهذا الاستعراض، والأطراف المتخاصمة سياسياً وعسكرياً مع الحزب في سورية ولبنان، يرى الخبير العسكري، العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، نزار عبد القادر، في حديث، لـ"العربي الجديد"، أن "استعراض القوة هذا يضرب سيادة بلدين في آن معاً؛ سورية ولبنان، كما يُكرس حالة الفلتان العسكري على الحدود المُشتركة بين البلدين".

تضمن العرض آليات عسكرية ثقيلة (فيسبوك)


ويعتبر الخبير العسكري أن "الرسائل السلبية للاستعراض تجاه لبنان هي في النيل من سُمعة الجيش اللبناني ومن سيادة الدولة على أراضيها وحدودها، وما ينطبق على لبنان ينطبق على سورية".

ويوضح أن "مجاهرة حزب الله في وجوده العسكري بهذا الشكل بالتفلت الذي يحمل رسائل سلبية للرأي العام المؤيد لوجود الحزب على الأراضي السورية كحليف فقط، وليس كتشكيل عسكري نظامي ينافس الجيش السوري في الانتشار والسيطرة".

ومع منح الحزب لنفسه حق تجاوز الحدود وإقامة قواعد عسكرية على طول الحدود اللبنانية السورية تحت عنوان "مكافحة الإرهاب"، يرى عبدالقادر أن "استمرار هذه الحالة يُعرّض لبنان وسورية للمساءلة الدولية".

وإلى جانب مكان الاستعراض الذي يحمل رمزية كبيرة لحزب الله، نظراً لكون معركة مدينة القصير التي جرت عام 2013 أول وأكبر معركة خاضها مقاتلو الحزب في سورية، وكانت محافظة البقاع اللبنانية قاعدة خلفية له، سجّل عبدالقادر مجموعة ملاحظات على نوعية العتاد العسكري الذي تم استعراضه.

قذائف صواريخ شاركت في العرض العسكري (فيسبوك)


ويعتبر عبدالقادر أن "مشاركة ناقلات جند مدرعة أميركية من طراز (M113) يُشكل مفاجأة للمراقبين، خصوصاً أن هذه المدرعات لم تظهر في أي من معارك حزب الله السابقة لا في الجنوب اللبناني ضد إسرائيل ولا في سورية ضد مُختلف المجموعات المُسلحة".

وهذه الآليات، وعلى الرغم من قِدمها، تُشكل العمود الفقري لسلاح المدرعات في الجيش اللبناني بعد تلقيه المئات منها على سبيل الهبات من الجيش الأميركي.

وتمكن تنظيم "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) من اغتنام عدد قليل منها بعد معركة عرسال في أكتوبر/تشرين الأول عام 2014.

وإلى جانب المدرعات الأميركية، يلفت نظر عبدالقادر "كمية قذائف الصواريخ الموجهة التي أشركها الحزب في استعراضه محمولة على دراجات رباعية مموّهة، وهي صواريخ خفيفة قادرة على إصابة أهداف حتى مدى بين 3 و5 كيلومترات".

وسبق لجهاز "الإعلام الحربي" في الحزب الذي يُغطي سير المعارك في كل من سورية والعراق واليمن أن نشر مجموعة فيديوهات تظهر استخدام هذه الصواريخ ضد أهداف ثابتة ومتحركة تابعة لفصائل المعارضة السورية.

واعتبر وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال، أشرف ريفي، أن "إستعراض حزب الله في القصير، قبل عيد الاستقلال، يطيح ما بني من آمال حول قدرة أو نية العهد استعادة ولو جزء بسيط من هيبة الدولة وصورتها".

واتهم ريفي عبر مواقع التواصل "حزبَ الله" بممارسة "استعراض القوة في سورية المحتلة، مستفيداً من غطاء خطاب القسم، الذي شرع له مفهوم الأمن الاستباقي، ويسمح له بتحويل لبنان إلى منصة للمشروع الإيراني".

وأضاف ريفي: "لبنان أصبح في المكان الخطر، لأن مليشيا لبنانية إرهابية تستدرج عروضاً للمجتمع الدولي بأنها شريك في محاربة الارهاب، وهي في الواقع ترويج لعملة مزورة".



دلالات