المليشيات تنهب تكريت وتستولي على مبانيها

المليشيات تنهب تكريت وتستولي على مبانيها

03 ابريل 2015
المليشيا نهبت ممتلكات المواطنين في تكريت (الأناضول)
+ الخط -
ما أن دخلت المليشيا إلى مدينة تكريت (شمال غربي بغداد)، بعد خروج تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حتى بدأت تلك المليشيات بفصائلها المتعدّدة تسيطر على الأرض وتتخذ منازل سكنيّة كمقار لها، فضلاً عن سرقة ممتلكات المواطنين.

وقال مسؤول محلّي في مجلس محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات نزلت في تكريت بأعداد تفوق الأعداد التي كانت متواجدة في ساحة المعركة، الأمر الذي يعكس تنافساً بين فصائل تلك المليشيات المختلفة على فرض قوتها على الساحة".

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، أنّ "تلك المليشيات بدأت بنصب حواجز تفتيش متنقلة في شوارع المدينة، تحت رايات مختلفة، كما أنّها تستخدم مكبرات الصوت في الشوارع لبث أناشيد تمثل كل فصيل منهم، وتتحدث بروح تثير الأبعاد الطائفيّة".

وتابع، أنّها "تقوم أيضاً بحملات اقتحام للمنازل السكنيّة بحجة التفتيش، حتى المنازل المأهولة في المناطق القريبة من تكريت في صورة استفزازيّة وغير لائقة"، مشيراً إلى أنّ "عناصر المليشيات ليسوا مؤهلين لتفتيش المنازل، من الناحية الأخلاقيّة وأسلوب التعامل".

وأكّد أنّهم "سيطروا على عدد من المنازل الفخمة واتخذوها مقرّات لهم بدون الحصول على موافقة من أيّة جهة كانت، فضلاً عن سرقتهم محتويات المنازل السكنيّة المتروكة".

وطالب المسؤول، الجهات المسؤولة في حكومة صلاح الدين والحكومة المركزيّة "بمنع تلك المليشيات من السيطرة على المنازل، والقيام بأعمال التفتيش وغيرها من التصرفات التي تثير حفيظة الأهالي".

في غضون ذلك، عبّر "ائتلاف متحدون للإصلاح"، الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، عن قلقه "من قيام بعض الأشخاص المحسوبين على الحشد الشعبي بسرقة محتويات بعض الدور السكنية وإحراق أخرى في مدينة تكريت بعد تحريرها مباشرة".

وقال الائتلاف، في بيان صحافي، إنّ "هذه التصرفات هي تصرفات جبانة ليس لها أيّ معيار أخلاقي، وإنّ هذه المجاميع تقدم خدمات لتنظيم داعش، وتعمل على تقويته وزيادة إمكانية سيطرته على المناطق التي احتلها عن طريق تخويف المواطنين من الانتقام الذي ينتظرهم على أيدي هؤلاء".

وحمّل الائتلاف، الحكومة "مسؤولية ما يجري من أفعال إجراميّة"، مطالباً إيّاها بـ"اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة هؤلاء وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل".

ودعا الائتلاف، الكتل السياسية والمرجعيات الدينية ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لإدانة "هذه الجرائم والمطالبة بتقديم مرتكبيها إلى القضاء".

من جهته، قال رئيس لجنة الأمن البرلمانيّة حاكم الزاملي، إنّ "السيطرة على مدينة تكريت وعلى أيّ مدينة محرّرة يحتاج إلى وقت، وأنّنا أصدرنا توجيهات للأجهزة الأمنية والحشد الشعبي بالعمل على فرض السيطرة على تكريت، وتأمين حدودها ومداخلها عن طريق الحواجز الأمنيّة، لمنع دخول الإرهابيين".

وأضاف الزاملي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "داعش فخخ غالبية منازل تكريت، وأنّ القوات الأمنيّة والحشد الشعبي تقوم بتفتيش تلك المنازل، وبعضها تفجّرها عن بعد، لأنّه لا حلّ لها سوى التفجير".

وأكّد أنّ "عودة النازحين إلى تكريت غير ممكنة في الوقت الحالي، وأنّ المدينة بحاجة إلى تأمينها بشكل كامل ومن ثم إعادة تأهيلها".

وكان مجلس عشائر المحافظة الشيخ عبد الخالق الجبوري، قد حذّر من سيطرة المليشيات على الأرض، وأنّه سيؤدي إلى مشاكل كثيرة لا تحمد عقباها، وقد تتكرّر تجربة محافظة ديالى التي منعت فيها المليشيات، النازحين من العودة منذ أشهر عدةّ وسيطرت هي على مناطقهم، وهم يعانون الآن الأمرّين في الخيام.

اقرأ أيضاًرسائل تكريت: الحسم الأميركي يكرّس عجز إيران

المساهمون