العملية التركية تتواصل شمالي العراق... وخسائر بصفوف "العمال الكردستاني"

العملية التركية تتواصل شمالي العراق... وخسائر في صفوف "العمال الكردستاني"

23 يونيو 2020
أكراد يحتجون على العملية التركية (شوان محمد/ فرانس برس)
+ الخط -
للأسبوع الثاني على التوالي تتواصل العمليات البرية التركية داخل إقليم كردستان العراق، مسجلة خسائر بشرية ومادية كبيرة لدى "حزب العمال الكردستاني"، المتحصن داخل بلدات وقرى حدودية عراقية، وسط استمرار للقصف الجوي والمدفعي على مناطق أبعد عن الحدود مثل زاخو ومخمور وقنديل وحفتانين، شرقي دهوك وشمالي أربيل.

وقالت مصادر في بلدتي سوران وزاخو شرقي محافظة دهوك، اليوم الثلاثاء، لـ "العربي الجديد" إن العمليات التركية خلفت خسائر في صفوف "العمال الكردستاني"، المصنف بقائمة الإرهاب لدى أنقرة، فضلا عن تدمير مقرات ومخازن سلاح في أكثر من 11 قرية ومنطقة جبلية طاولتها العمليات التركية خلال الأيام الماضية.


وقال مسؤول محلي في بلدة سوران الحدودية مع تركيا لـ "العربي الجديد"، رفض الكشف عن هويته، إن القوات التركية نفذت صباح اليوم سلسلة ضربات استهدفت مناطق جبلية يتحصن فيها مسلحو "الكردستاني".
ولفت إلى أن "الخسائر البشرية لا تمكن معرفتها على وجه الدقة لكن ترد تقارير يومية عن مقتل عناصر من أفراد الحزب بالقصف الجوي أو العمليات البرية أو القصف المدفعي"، مؤكداً أن الحزب تراجع في قريتين بمنطقة حفتانين، التي كان ينشط فيها قبل الهجوم التركي.
ومضى قائلا إن "مسلحي العمال الكردستاني يحاولون جر القوات التركية الخاصة الى الاشتباك في معاقلهم التقليدية"، قبل أن يستدرك "لكن حتى الآن القصف الجوي هو ما تشهده معاقل الحزب والعمليات البرية تنفذها قوات خاصة تركية تستهدف جيوب ومقرات متحركة لمسلحي الحزب".
وأضاف كذلك "نجد أنها تهدف الى تأمين مناطق آمنة كافية على الحدود مع تركيا"، فيما تحدث مسؤول آخر بـ "الحزب الديموقراطي الكردستاني" عن وجود عناصر بارزة بـ "الكردستاني" من بين قتلى القصف الجوي التركي قبل يومين على منطقة قرب قضاء زاخو. ويرى الأخير أن "استمرار العمليات لأكثر من أسبوع ينذر بأن هناك إصرارا تركيا على عدم وقف العمليات قريبا".

بدوره، قال الناشط المدني في محافظة دهوك شيركو سعيد لـ "العربي الجديد"، إن العمليات ما تزال محصورة على نطاق نحو 40 إلى 50 كيلومترا من المناطق والبلدات الحدودية مع تركيا ولا يسمع في دهوك أو المدن الأخرى سوى أصوات القصف، أو الدخان المتصاعد بسببه، مؤكدا أن "حزب العمال الكردستاني" لا يسعف جرحاه الى مستشفيات الإقليم. وأوضح أن للأخير "مستشفيات ميدانية ووحدات إسعاف خاصة به لكن على ما يتم تناقله هناك خسائر في صفوفه". 

في السياق ذاته، وصل وفد عسكري عراقي رفيع، مساء أمس الإثنين، إلى مدينة دهوك، للاطلاع على الأوضاع الحدودية مع تركيا. وترأس الوفد العراقي، الفريق الركن حامد عبد الله، القائد العام لقوات حرس الحدود، ورافقهم وفد من داخلية الإقليم في زيارة محافظة دهوك، وفقا لما ذكرته محطة "رووداو" المحلية.
ووفق ما أوردته المحطة فقد اجتمع الوفد مع مسؤولي الإدارة المحلية في دهوك حيث بحث الجانبان تداعيات العملية التركية على حياة المواطنين، بقصد إعداد تقرير حول عمليات القصف وتقديمه لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي.
ونقلت المحطة عن قائد اللواء الأول في قوات حرس الحدود في محافظة دهوك، العميد دلير فرزنده، قوله إن الوفد وإلى جانب قائد حرس الحدود، ضم مسؤولين كبارا في الاستخبارات والجيش العراقي.
وأشار إلى أن الوفد زار منطقة بيريسف بقضاء زاخو، بهدف الاطلاع على العمليات التركية وإعداد تقرير وتسليمه لرئيس الوزراء.

من جانبه، قال قائمّقام قضاء زاخو، بوتان محسن، في تصريح له "سنعرض تفاصيل الأضرار الناجمة عن القصف والعملية التركية وانعكاساتها على أهالي المنطقة أمام الوفد"، مضيفا "نرغب بأن تلقى هذه المسألة اهتماماً على مستوى العراق والعمل على إيقاف العمليات العسكرية".

في الأثناء أعلن مسؤول محلي في قضاء زاخو على الحدود مع تركيا إخلاء قرية جديدة بسبب القتال الدائر بين الجيش التركي ومسلحي "حزب العمال الكردستاني".
وقال مدير ناحية باتيفا التابعة لقضاء زاخو، دليشر عبد الستار، في بيان نقلته وسائل إعلام كردية محلية إن سكان قرية كشان اضطروا لإخلاء قريتهم بالكامل والتوجه إلى مركز الناحية بسبب القتال بين الجيش التركي ومقاتلي "حزب العمال الكردستاني".
وأكد أنه تم استقبالهم وتأمين مأوى مؤقت لهم لحين انتهاء القتال وتمكنهم من العودة إلى منازلهم من جديد.

المساهمون