الفصائل الفلسطينية تخسر أهالي مخيم اليرموك

الفصائل الفلسطينية تخسر أهالي مخيم اليرموك

23 ابريل 2015
تستمر الاشتباكات في اليرموك (يوسف قرواشان/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد نقاط التماس في مخيم اليرموك، جنوب دمشق، اشتباكات متقطعة بين الفصائل الفلسطينية، المدعومة من قوات النظام السوري، وبين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من جهة شارع لوبية إلى شارع جلال كعوش، المؤدي لثانوية البنات، ومن محيط ساحة الريجة إلى تقاطع شارع لوبية مع شارع اليرموك الرئيسي.

كما يستمر الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المخيم منذ أكثر من عامين، في ظلّ تراكم المعاناة التي يتعرّض لها سكانه، بعد اقتحامه من "داعش" مطلع أبريل/ نيسان الحالي، واستمرار انقطاع المياه للشهر التاسع على التوالي، وسط انعدام كلّي للمواد الطبية والغذائية، واستهداف وتصفية الناشطين بالعمل الإغاثي داخل المخيم وخارجه.

وكشف مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد"، أن تنظيم "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة"، الذي يتبع لأحمد جبريل، حصل أخيراً على بعض العتاد والذخائر من قوات النظام، تشمل قذائف "أر بي جي" وقذائف "كاتيوشا"، وبعض المعدات القتالية.

ويشارك التنظيم مع بعض الفصائل الفلسطينية المدعومة من النظام، في الحملة العسكرية التي تقوم على طرد "داعش"، وتسود حالة من النقمة لدى سكان المخيم من موقف الفصائل الفلسطينية حيال الكارثة التي ألمّت بهم. ويقول البعض إن "المخيم في طريقه للتدمير"، كما تطال النقمة أيضاً منظمة التحرير ومبعوثيها لدمشق، الذين باركوا الحصار والتدمير في مواقفهم.

اقرأ أيضاً: أبعد من مخيم اليرموك

وعدا المنظمة، يلوم عدد من سكان المخيم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، والتي زار وفدٌ منها إيران، الأسبوع الماضي. ويشرح أبو قيس، من سكان المخيم، في حديثه لـ"العربي الجديد"، الموقف السياسي لـ"الجبهة الشعبية"، بالقول: "التصريحات التي أدلى بها أكثر من طرف، إن كان في المكتب السياسي أو من قيادات الصف الأول، لم تكن مبنية على مبدئية المواقف، التي اتسمت بها مواقف الشعبية طيلة العقود الماضية".

ورأى أن "الموقف برمته منوط بالتحوّل لجهة من يدفع المال بعد شح الموارد، وزيارة وفد الشعبية لطهران من قبل أبو أحمد فؤاد وعضوية ماهر الطاهر وأبو علي حسن، هي لاستكمال ما أعلن عنه أبو أحمد فؤاد من الاستعداد لتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع فصائل عدة لطرد داعش من مخيم اليرموك، أي أن الأمر يتطلّب مباركة مالية إيرانية لتمويل ذلك".

من جهة ثانية، تحدث نديم، وهو عضو سابق في "الشعبية"، لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن "التحالف بين طهران والشعبية مرتبط أساساً بالدعم المالي الذي تمنحه طهران للشعبية، والمرتبط بثبيت الموقف لجهة دعم النظام سياسياً ومن ثم الاستعداد للانخراط في عمليات القتال ضد الفصائل المسلحة في مخيم اليرموك".

ولفت إلى أن "زيارة طهران بعد التصريحات الأخيرة، تأكيدٌ ومباركة من الولي الفقيه ودعم للتحول الجديد لهذا الفصيل عسكرياً وسياسياً". وسأل قيادة "الجبهة الشعبية": "هل هذا ما تركته أدبيات اليسار وتحليلاته؟ لا بل أرى سرقة وامتهاناً وتزويراً لتاريخ الشعبية واليسار وتشويهاً فظاً لكل المعاني السياسية".

من جهته، سأل جميل، وهو أحد سكان المخيم، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، عن "جدوى الجلوس مع علي أكبر ولايتي، ومع حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني الذي بشّر بسيطرة الإمبراطورية الفارسية على أربع عواصم عربية؟".

وأضاف أن "هذه المواقف تزيد من حدة الانقسام في الشارع الفلسطيني والعربي، والأهم أنها لا تفيد لا في حلّ كارثة اليرموك ولا الكارثة السورية، بل على العكس تؤدي إلى اصطفاف واضح، ليس بالمعنى السياسي فقط، إنما بالانخراط المباشر في الصراع. لتبدو حيادية معظم الفصائل فارغة، بينما مثّلت مواقفها وصمتها عمّا جرى للمخيم وما يجري للسوريين طعنة مؤلمة للتاريخ".

ويروي أبو أمجد، وهو من المنتسبين لـ"الشعبية"، لـ"العربي الجديد"، أن "عدداً من الفصائل الفلسطينية يقاتل جنباً إلى جنب مع قوات النظام السوري في أكثر من منطقة، مثل فتح الانتفاضة، والقيادة العامة، وجبهة التحرير، وجبهة النضال، والصاعقة".

من جهة أخرى، لفتت مصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن "ياسر قشلق قام بتمويل وتجهيز 25 مقاتلاً، دفع بهم إلى مدخل اليرموك الشمالي، في حين تعمل الشعبية على تحضير مقاتلين آخرين بعد زيارة طهران، لتجهيز غرفة عمليات مشتركة والتنسيق مع بقية الفصائل".

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن دعم خطةً لمساعدة محاصري اليرموك بأموال قليلة