دعوات دولية لـ"ضبط النفس" ووقف التصعيد بين الهند وباكستان

دعوات دولية لـ"ضبط النفس" ووقف التصعيد بين الهند وباكستان

27 فبراير 2019
الدعوات جاءت بالتزامن مع طلب باكستان إجراء حوار(Getty)
+ الخط -
في ظل توتر غير مسبوق وتصعيد متبادل بين الهند وباكستان وصل إلى انتهاك الحدود وإسقاط طائرات وأسر طيارين، دعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا وإيران الدولتين الجارتين النوويتين إلى "ضبط النفس" ووقف التصعيد المتبادل.

يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة وجهها رئيس وزراء باكستان عمران خان لنيودلهي، لإجراء محادثات، معبراً عن أمله في أن يسود "المنطق السليم" لتهدئة النزاع.

وقال خان خلال كلمة تلفزيونية قصيرة "يخبرنا التاريخ أن الحروب مليئة بالحسابات الخاطئة. سؤالي هو هل من الممكن أن نتحمل كلفة الحسابات الخاطئة بالنظر إلى ما نملكه من أسلحة... يجب أن نجلس ونتحدث".

كما استدعت الخارجية الباكستانية اليوم وكيل السفير الهندي في إسلام أباد، كاوراو أهلواليا، ودعت بلاده لتخفيف التوتر بين البلدين.

وبحسب بيان الخارجية الباكستانية، التقى المتحدث باسم الوزارة محمد فيصل بوكيل السفير الهندي في إسلام أباد أهلواليا، في مبنى الخارجية. وأشار البيان إلى أنّ فيصل دان في اللقاء خرق الطائرات الهندية المجال الجوي الباكستاني في كشمير، وأبلغ أهلواليا بضرورة "خفض التوتر" بين البلدين" والالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة بين البلدين عام 2003.


الولايات المتحدة

وفي سياق الدعوات الدولية للتهدئة، حضّت الولايات المتحدة، كلاً من الهند وباكستان، على "ضبط النفس" مطالبة من جهة ثانية إسلام أباد بالتحرّك ضدّ "الجماعات الإرهابية" على أراضيها.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان "نحضّ الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس وتجنّب التصعيد بأي ثمن"، مشيراً إلى أنه تباحث هاتفيا مع نظيريه الهندي والباكستاني في التصعيد العسكري الأخير بين دولتيهما.


الاتحاد الأوروبي 

من جانبه، حث الاتحاد الأوروبي، الهند وباكستان على "التزام أقصى درجات ضبط النفس".

وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إن ما يحدث بين نيودلهي وإسلام أباد "قد يؤدي إلى عواقب خطرة وجادة للبلدين والمنطقة".

وطالبت، في بيان، الطرفين بالالتزام "بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد آخر".

كما شددت على ضرورة استئناف الطرفين للاتصالات الدبلوماسية بينهما واتخاذ "تدابير عاجلة"، موضحة أن الاتحاد الأوروبي سيظل على اتصال مع كلا البلدين وسيراقب عن التطورات عن كثب.

بريطانيا

في السياق نفسه، عبرت بريطانيا عن قلقها من التوتر بين البلدين، حيث قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الأربعاء إن بريطانيا قلقة بشدة بشأن التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان، وحثت الطرفين على ضبط النفس.

وقالت ماي للبرلمان "المملكة المتحدة قلقة بشدة بشأن التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان وتدعو الطرفين بشكل عاجل لضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد".

وأضافت "نجري اتصالات منتظمة مع البلدين ونحث على الحوار والحلول الدبلوماسية لضمان الاستقرار الإقليمي. نعمل عن كثب مع شركاء دوليين، بما في ذلك العمل من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لتخفيف التوترات".

فرنسا

في سياق متصل، دعت فرنسا الهند وباكستان إلى "التهدئة" إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن "فرنسا قلقة لتدهور الوضع وتدعو باكستان والهند إلى التهدئة" مشيرا إلى "العمليات العسكرية التي جرت على الحدود الهندية الباكستانية" صباح الأربعاء.

ألمانيا

كذلك دعت ألمانيا كلا من الهند وباكستان، إلى ضبط النفس. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في تصريح خلال زيارته مالي، "آمل ألا يتصاعد التوتر". ودعا ماس، باكستان للحزم في مكافحة الإرهاب.

وحذرت برلين، من أن تصاعد التوتر يمكن أن يعرض السلام والاستقرار للخطر.

روسيا

كما جاءت الدعوة الروسية في السياق نفسه، حيث أعربت موسكو عن قلق عميق إزاء التوتر العسكري بين الهند وباكستان داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، حسب المتحدث باسم الكرملين.

تركيا

من جهتها، عبرت أنقرة عن قلقها إزاء التوتر العسكري، مشيرة إلى أنها ترغب في المساهمة من أجل خفضه.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، في تصريحات من أنقرة: "نشعر بقلق إزاء التوتر، وندعو الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة".

وأضاف أن تركيا ترغب دائما في المساهمة بخفض التوتر بين الجانبين.

إيران

بدورها، عرضت إيران الوساطة بين الطرفين، حيث تحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم عبر الهاتف مع نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي بشأن الوساطة.

وذكرت وكالة الطلبة للأنباء شبه الرسمية أن ظريف، حث البلدين على ضبط النفس. وقالت الوكالة إن ظريف سيتحدث مع نظيره الهندي، لكنها لم تحدد موعدا لذلك.

منظمة "التعاون الإسلامي"

أما منظمة التعاون الإسلامي فدانت انتهاك الهند لخط المراقبة مع باكستان، وإسقاط أربع قنابل في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير.

وقالت المنظمة في بيان، إن "المنظمة تدين هذا الفعل ضد إحدى الدول الأعضاء المؤسسة للتعاون الإسلامي".

وحثت المنظمة كلا من نيودلهي وإسلام أباد، على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها تعريض السلام والأمن في المنطقة للخطر.

ودعت الطرفين إلى "التصرف بمسؤولية"، وشجعتهما على السعي إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة الحالية من دون اللجوء إلى استخدام القوة.

كما طالبتهما بانتهاج الحوار والعمل على خفض التصعيد، على سبيل الأولوية، في الوضع الحالي.

"طالبان"

ودخلت حركة "طالبان" كذلك على خط الأزمة بين البلدين، محذرة من أن الاشتباكات الدائرة بين الهند وباكستان ستؤثر على عملية السلام في أفغانستان، وطالبت الهند بالتوقف عن أي عمليات عسكرية أخرى.

وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان، إن "استمرار مثل هذا الصراع سيؤثر على عملية السلام في أفغانستان. على الهند الامتناع عن المزيد من أعمال العنف في باكستان لأن استمرارها سيؤثر على الأمن الإقليمي، كما أن استمرار مثل هذا الصراع سيكلف الهند الكثير".

وقتل أربعة باكستانيين وأصيب 11 آخرون، في وقت سابق اليوم الأربعاء، من جراء نيران أطلقتها القوات الهندية على الحدود بين الدولتين، فيما أعلنت إسلام أباد أن الجيش الباكستاني أسقط طائرتين هنديتين داخل المجال الجوي لباكستان وأسر طيارين". ويأتي ذلك بعدما أعلنت السلطات الهندية أمس "مقتل 300 مسلح من جراء قصف للطائرات الحربية داخل الأراضي الباكستانية"، بينما نفى الجيش الباكستاني ذلك، قائلاً إن "الطائرات الهندية دخلت إلى الأجواء الباكستانية وغادرت بعد ملاحقتها من قبل الطائرات الباكستانية".

(العربي الجديد، وكالات)