مسلسل القصف العشوائي يحوّل الطوز العراقية إلى بلدة دامية

مسلسل القصف العشوائي يحوّل "الطوز" العراقية إلى بلدة دامية

08 يناير 2018
حياة المواطنين مهددة بالخطر(مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -
يستمر مسلسل القصف العشوائي على بلدة طوزخورماتو القريبة من محافظة كركوك العراقية، بشكل يومي، ليعمّق مأساة البلدة، التي أصبحت حياة المواطنين في بعض مناطقها مهددة بالخطر، بينما تتنصّل كافة الجهات من مسؤولية هذا القصف، وسط صمت حكومي غير مبرر.

وخضعت بلدة الطوز التابعة إدارياً لمحافظة صلاح الدين، لسيطرة القوات العراقية منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب أحداث كركوك، وانسحاب "البشمركة" منها.

وقال مسؤول محلي في البلدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرى ومناطق سكنية في بلدة الطوز تتعرض بشكل يومي لقصف عشوائي، ما يتسبب بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين يومياً"، مبيناً أنّ "تلك المناطق أصبحت غير صالحة للعيش، لخطورة القصف".

ولفت المسؤول المحلي إلى أنّ "القصف لا ينفذ بقذائف الهاون فقط، بل حتى بمدافع، الأمر الذي تسبب بحالة ذعر لدى الأهالي، الذين نزح الكثير منهم هرباً من ذلك القصف".

وأكد أنّ "القصف اليوم استهدف قلب المدينة، وسقط على عدد من المنازل السكنية، وتسبب بسقوط إصابات في صفوف المدنيين"، مبيناً أنّ "القصف مستمر".

وقرر البرلمان العراقي، اليوم الإثنين، تشكيل لجنة تحقيقية بشأن الانتهاكات التي ترتكب في الطوز، وضمت اللجنة نوابا من لجان الأمن والدفاع، والقانونية، وحقوق الإنسان، والمهجرين، والثقافة، وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ "اللجنة ستباشر عملها الأسبوع المقبل وستقدم تقريرا شاملا عن أحداث الطوز إلى البرلمان".

وتتنصل جميع الجهات السياسية والأمنية من مسؤولية القصف، وكل منها يتهم الأخرى، ففي الوقت الذي يتهم فيه مسؤولون كرد، مليشيات "الحشد التركماني" التابع لـ"الحشد الشعبي"، تنصلت الأخيرة من ذلك، متهمة عصابات كردية بذلك القصف.

وعدّ نواب من التركمان، أنّ "ما يجري في الطوز هو مؤامرة كبرى ضد القضاء"، وقالوا في مؤتمر صحافي عقدوه في مبنى البرلمان، اليوم، إنّه "بعد فرض القانون في كركوك والطوز، حيكت مؤامرة على أبناء المكون التركماني".

واعتبروا أنّ "القصف، على الطوز يمثل ردة فعل وانتقاما على ما حصل من أحداث فرض القانون في البلدة، بعد أن فشلت الأحزاب الكردية في إدارة تلك المناطق"، مؤكدين "لدينا ملفات هائلة تدين الأطراف التي تدعي بانتهاكات لحقوق الإنسان ضدها".

وقالوا أيضاً إنهم "لم يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث في الطوز، وسيعملون على تدويل القضية، لإيجاد حلول لها".



المساهمون