كارتل رجال الأعمال يرد على خطاب بوتفليقة: "معك"

كارتل رجال الأعمال يرد على بوتفليقة: "معك ولا نمسك العصا من الوسط"

01 ديسمبر 2018
قوى عدة بالجزائر تتخوّف من تمدد الكارتل المالي (تويتر)
+ الخط -
جاء ردّ كارتل يجمع رجال الأعمال الجزائريين على الخطاب الذي وصف بـ"الحربي" للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، سريعًا، عبر تأكيدهم على إعلان الدعم والموالاة التامة للرئيس وسياساته وعدم "إمساك العصا من الوسط".

وأكد علي حداد رئيس "منتدى رؤساء المؤسسات"، أكبر هيئة تجمع رجال الأعمال في الجزائر، اليوم السبت، دعم التنظيم وولاءه التام للرئيس بوتفليقة، وقال في مؤتمر لرجال الأعمال عقد في منطقة عنابة شرقي الجزائر إن "الرئيس بوتفليقة قال إن عهد إمساك العصا من الوسط قد ولى، ونحن في منتدى رؤساء المؤسسات لا نغير موقفنا ونجدد مساندتنا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، بخلاف أطراف أخرى قال إنها "تتجنّب اتخاذ موقف صريح اتجاه القضايا المصيرية للبلاد، بالأخص تلك التي تتعلق بتوطيد استقرارها واستمرارية مسار التنمية الوطنية، حيث المرحلة التاريخية المهمة التي تعيشها بلادنا لا تقبل التردد والغموض".
وكان بوتفليقة قد عبر عن امتعاضه في خطاب حاد ألقي باسمه يوم الأربعاء الماضي في ندوة حكام الولايات والحكومة، من أطراف قال إنها تتخذ مواقف غامضة من سياساته وخيارته. وفهم من هذا الخطاب توجهه إلى بعض الموالين السياسيين والاقتصاديين المقربين من رئيس الحكومة أحمد أويحيى الطامح إلى خلافة بوتفليقة.
وفي السياق هاجم حداد، الذي ساهم في تمويل الحملات الانتخابية للرئيس بوتفليقة منذ عام 1999، رجال أعمال معارضين لسياسات الحكومة. وقال "نحن لا نؤيد العدمية وجحود بعض المتعاملين الاقتصاديين الذين ينسبون النجاحات والإنجازات بشكل منهجي إلى حنكتهم الحادة الوحيدة، بينما يبررون الفشل بالمعوقات الوحيدة التي تأتي من السلطات العمومية أو حتى من اليد الخفية".
ويوضح استخدام حداد لكلمة "اليد الخفية" الرد على تصريحات أدلى بها يسعد ربراب، وهو رجل أعمال معارض لسياسات بوتفليقة ويعاني من تعطيل حكومي لمشاريعه، قبل أسبوع في قناة "فرانس 24". وانتقد حداد خطاباً كهذا وقال "كيف يمكن نكران هذه الحقيقة، عندما يكون الناس المعنيون قد شكلوا ثروتهم في الجزائر من خلال تدابير تشجيع الاستثمار ومخططات الدعم التي تسمح لمؤسساتهم بتحقيق مستويات نمو لا مثيل لها في العالم"، مضيفا "لا يمكن لأحد أن ينكر في الواقع، لأن كل إنجاز من الإنجازات الاقتصادية في بلادنا هو نتيجة في نفس الوقت، لإجراءات التشجيع التي وضعتها مؤسسات الدولة وإرادة متعاملين جزائريين مبدعين وبارعين".
وانتقد حداد مواقف قوى المعارضة التي تقدم تحليلا سلبيا لحصيلة حكم بوتفليقة. وقال إن "الوطن يتسع للجميع ويبنيه أبناؤه المخلصون، عكس الذين يبثون خطاب اليأس في صفوف شبابنا للنيل من عزيمته". ودافع عن حصيلة منجزات بوتفليقة بعد "فترة العشرية السوداء التي مرت بها البلاد، حيث وعلاوة على استعادة الأمن والسلم، رأت النور جزائر جديدة وشهدت تقدماً اقتصادياً واجتماعياً لا يمكن إنكاره".
وقال أيضا "المؤسسات الجزائرية (الخاصة) النشطة التي تثابر كل يوم في السوق لتعزيز قدرتها التنافسية لا تريد، كما يقترحه بعض المحللين، الحفاظ على أي وضع راهن كان، الذي سيكون مواتياً لها، والذي قد تستفيد منه، وذلك على حساب القواعد الاقتصادية والمصلحة الوطنية، ونحن نرفض الادعاءات التي تساق باسم الملاحظة الحيادية والخبيرة، لكنها في الحقيقة تنبع فعليا من خلفيات مغرضة وكاذبة".
وجدد حداد الذي يملك ثاني أكبر نادٍ لكرة القدم في الجزائر، (اتحاد الجزائر)، التزام رجال الأعمال بالقوانين، ردا على تقارير تتحدث في الغالب عن سيطرة المافيا المالية على العقارات والأراضي والفوز بالصفقات بطرق غير قانونية. وقال في هذا السياق إنه "لا يمكن لأي متعامل اقتصادي، أياً كان، أن يتجنب الالتزام بالقانون والقواعد التي تحكم النشاط الاقتصادي، ونحن في منتدى رؤساء المؤسسات نقول إن القانون فوق الجميع".

وفي الفترة الأخيرة عبرت قوى سياسية عدة في الجزائر عن قلقها مما تصفه بتمدد الكارتل المالي وتقاطعه مع المؤسسات السياسية، والتخوف من تأثيراته على استقلالية القرار السياسي الداخلي.