الحوثيون يحاولون نقل سيناريو سقوط صنعاء إلى تعز

الحوثيون يحاولون نقل سيناريو سقوط صنعاء إلى تعز

23 مارس 2015
الحوثيون حاولوا إسقاط المجمع القضائي في تعز (فرانس برس)
+ الخط -
ارتفع منسوب التوتر العسكري في مدينة تعز جنوبي اليمن، بعد عملية نقل عدد كبير من المسلحين الحوثيين وأفراد من جنود القوات الخاصة من صنعاء إلى تعز خلال اليومين الماضيين.

وكانت مدينة تعز طيلة فترة الأشهر الماضية قد حاولت النأي بنفسها عن الصراعات المسلحة، بعد أن وقّعت كل المكونات السياسية، ومنهم حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الجناح الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وجماعة أنصار الله "الحوثيون" وأحزاب "اللقاء المشترك"، إضافة إلى قيادة السلطات المحلية، والقيادات الأمنية، اتفاقاً في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي نصّ على تجنيب المحافظة الصراعات والتوترات السياسية والعسكرية التي تشهدها معظم محافظات الجنوب والشمال.

وقال مسؤول في قيادة محافظة تعز، رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، إن الحوثيين تنصلوا من إجماع المكونات السياسية، ويحاولون فرض سيطرتهم على تعز بالقوة، موضحاً أن مسلحي الجماعة تساندهم القوات الخاصة "الأمن المركزي السابق"، يحاولون منذ أيام السيطرة على بعض المنشآت الحيوية في المدينة، وذلك تمهيداً لإسقاط تعز تحت سيطرتهم ونقل سيناريو صنعاء إليها.

ولفت إلى أن المسلحين الحوثيين حاولوا إسقاط المجمع القضائي في المحافظة، والذي يقع في جبل جره وسط المدينة ويضم معظم نيابات ومحاكم مديرية المدينة، إلا أن قوات الشرطة العسكرية في تعز الموالية لشرعية الرئيس، عبد ربه منصور هادي، والمكلفة بحماية المنشآت الحيوية في المدينة تصدت لتلك المحاولات من قبل مسلحي الحوثيين ومنعتهم من دخول موقع المجمع القضائي والتمترس فيه.

وأشار المسؤول إلى أن تعز تشهد تحركات لمسلحي الحوثيين بزي القوات الخاصة، مؤكداً أن قيادة معسكر القوات الخاصة وزّعت مسلحين موالين للرئيس السابق والحوثيين بلباس الأمن الخاص على بعض النقاط العسكرية في شوارع المدينة، عقب الدعوة التي أطلقها قادتهم للتعبئة العامة للجنود والمقاتلين المدنيين، والتي اعتبرت إعلان حرب.

ولفت إلى أن قائد القوات الخاصة العميد محمد حمود الحارثي، عرض أمس الأحد على قيادة السلطة المحلية في محافظة تعز إرسال أطقم عسكرية بغرض حماية مبنى المحافظة، الأمر الذي رفضه محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل، ووجه قوات الشرطة العسكرية بالتصدي لأي قوات عسكرية تحاول الاقتراب من مبنى المحافظة.

وفي الأثناء، عقدت اللجنة الأمنية في تعز اجتماعاً طارئاً، اليوم الإثنين، برئاسة المحافظ لبحث آخر التطورات الأمنية التي تشهدها المحافظة، وبحضور كل قادة الألوية العسكرية والأجهزة الأمنية في المحافظة.

وقال مصدر حضر الاجتماع لـ "العربي الجديد"، إن المحافظ كان قد وجه انتقاداً شديداً لقائد القوات الخاصة في تعز، لقيامه بتصرفات أمنية وعسكرية من دون العودة إلى رئيس اللجنة الأمنية.

وأوضح أن محافظ تعز وجّه اللجنة الأمنية برفع كل النقاط العسكرية المستحدثة في الشوارع، والتي سبّبت التوترات الأمنية بين المواطنين والجهات الأمنية، بعد أن كان قائد القوات الخاصة الموالية للحوثيين قد وزّع مسلحين بلباس الأمن الخاص، وهم ليسوا من القوات النظامية، على بعض النقاط العسكرية في شوارع المدينة اليوم الإثنين، مشيراً إلى أن اجتماع المحافظ هائل مع القيادات الأمنية في مدينة تعز أسفر عن الخروج باتفاق قضى برفع النقاط المستحدثة وعدم استحداث أي نقاط أمنية إلا بتوجيهات رئيس اللجنة الأمنية.

وشدد المحافظ على عدم التعامل مع أي توجيه، أو قرارات عسكرية صادرة من المركز في صنعاء والتقيّد بالقرارات الصادرة عن محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية.

وفي نفس السياق، ذكرت مصادر أمنية في السجن العسكري بتعز، أن الحوثيين أرسلوا 60 عنصراً عسكرياً أمس الأحد لحراسة مبنى إصلاحية السجن المركزي، عقب تصعيدهم للأعمال المسلحة في المدينة.

وبحسب المصادر فإن مدير السجن المركزي العقيد محمد نائف الحميري، رفض وجود تلك التعزيزات بعد أن تبيّن له أن قيادة السلطة المحلية لم تعطهم الإذن بحراسة السجن، وأوضح بأن إدارة السجن لم تتماه مع أي جهة تحاول إثارة الفوضى في المحافظة.

اقرأ أيضاً: هادي:"الحوثيون" يحاولون فرض المذهب الإثني عشري بقوة السلاح