التحالف الرباعي: غطاء جديد للنفوذ الإيراني بالعراق

التحالف الرباعي: غطاء جديد للنفوذ الإيراني بالعراق

05 أكتوبر 2015
مخاوف من تداعيات انضمام العراق للتحالف (فرانس برس)
+ الخط -

أثار انضمام العراق إلى التحالف الرباعي، الذي يضم روسيا، وإيران، وسورية، مخاوف كتل سياسيّة من تمزّق البلاد، في وقت ‏أكّد فيه مسؤولون عدم إحاطة البرلمان ولا مجلس الوزراء بأيّ علم بالانضمام إلى التحالف، وأنهما علما به من خلال الإعلام.‏


وقال المتحدّث باسم كتلة متحدون، النائب ظافر العاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اتخاذ قرار خطير كقرار الانضمام إلى التحالف ‏الرباعي يجب أن يمرّر في البرلمان وأن يناقش داخل مجلس الوزراء".‏

‏ وأكّد أنّ "البرلمان العراقي لم يُحَط بأيّ علم ولا حتى بوجود فكرة لهذا التحالف، وأنّه سمع من خلال إعلان حزب الله اللبناني ‏عبر وسائل إعلامية عن تشكيل التحالف، كما الحال في مجلس الوزراء الذي لم يناقش الموضوع"، منتقداً "اتفاقات الكواليس ‏والغرف المظلمة".‏

وأشار إلى أنّه "في الوقت الذي نبحث فيه عن حلول للأزمات السياسية التي أنهكت البلاد، والسعي لأن يكون العراق بلدا ‏ديمقراطيّا تُحترم به كل المكونات، وكل منها يأخذ استحقاقاته الدستورية، مع احترام الرأي الآخر، نجد أن البلاد بدأت تغوص ‏بمستنقع الدكتاتورية والتفرّد بالقرار لجهات تمثل جزءا من البلاد لا كلها".‏

وعدّ إبرام اتفاقيات كهذه وتجاوز البرلمان ومجلس الوزراء "خرقا واضحا للدستور والاتفاقات المبرمة بين الكتل السياسيّة، ‏وتجاوزا على الكتل الشريكة في الحكم".‏

من جهته، اعتبر النائب عن تحالف القوى أحمد السامرائي، التحالف الرباعي "غطاءً لنفوذ إيراني خطير في العراق".‏

وقال السامرائي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنطقة بما فيها العراق تشهد تصارع نفوذ دولي، إيران وروسيا من جهة، ‏والولايات المتحدّة من جهة أخرى"، موضحا أنّ "العراق بلد خطير ومؤثّر بالمنطقة بشكل كبير لأنّه يعدّ حلقة الوصل بين إيران ‏والمحيط العربي، لذا فإنّ طهران لا تفرّط بنفوذها في البلد مهما يكن، بل تسعى لتجديده وتطويره".‏

وأضاف أنّ "روسيا هي الوجه الثاني لإيران، فبينهما ارتباطات وتعاون مشترك بشكل كبير، وهذا واضح من خلال توحّد ‏سياساتهما في المنطقة العربية، ومنها سورية والعراق"، مبيّنا أنّ "الاتفاق النووي الذي عقدته إيران أخيرا، تضمّن تقاسم مناطق ‏النفوذ وأن ينحسر نفوذها في العراق مقابل تكثيف النفوذ الأميركي، أصبح ملزما لها، الأمر الذي دفعها إلى اللجوء لروسيا ‏وسورية لتشكيل التحالف الجديد ليكون واجهة لها وغطاءً لتكثيف نفوذها في العراق تحت مسمى التحالف الرباعي، وحتى لا ‏تخرق بنود الاتفاق النووي".‏

وأكّد أنّ "الموضوع خطير للغاية، فإنّ المحافظات الخاضعة لسيطرة داعش (الأنبار وصلاح الدين ونينوى)، بدأت تأمل خيرا بعد ‏انسحاب قوات الحرس الثوري الإيراني، ومليشيات الحشد الشعبي، ما فتح الباب أمام العوائل النازحة منها للعودة من جديد، ‏أما اليوم وبعد عودة النفوذ الإيراني الخطير ستعود الصورة السوداوية القاتمة في تلك المحافظات، وستفقد الأمل بتحريرها وعودة ‏أهلها".‏

‏ ودعا الرئاسات الثلاث إلى "اتخاذ موقف واضح وموحّد من التحالف، وعقد اجتماع طارئ لمناقشة تداعياته الخطيرة".‏

‏ يشار إلى أنّ رئيس الحكومة العراقيّة، حيدر العبادي، دافع عن انضمام العراق إلى "التحالف الرباعي"، والذي يضم روسيا ‏وإيران وسورية، ملوّحاً بـ"تعاون عسكري معه"، فيما انتقد سياسيون هذا الموقف الذي "يحوّل البلاد ساحة لتصفية الحسابات ‏الدوليّة".‏

اقرأ أيضا: الأسد: موسكو لا تناقش تغيير النظام وتحركها "منظم"

المساهمون