"الهيئة العليا للتفاوض":الدستور يبحث بعد تشكيل "هيئة الحكم الانتقالية"

"الهيئة العليا للتفاوض":الدستور يبحث بعد تشكيل "هيئة الحكم الانتقالية"

02 يونيو 2016
التسريبات حول الدستور بالونات اختبار(Getty)
+ الخط -
يتواصل الجدل حول التسريبات الإعلامية عن مسألة وضع روسيا لدستور سوري بالتشاور مع الولايات المتحدة الأميركية، في حين أنكر النظام أنه تسلّم مسودة للدستور، ليعود اليوم تسريب جديد يتحدث عن تقاسم الصلاحيات بين "الأسد والمعارضة" خلال فترة متفق عليها تحت سقف "إعلان دستوري مؤقت" إلى حين الوصول لـ"سورية الجديدة".


وقوبلت تسريبات وضع الدستور برفض كبير، وقال نائب رئيس "الهيئة العليا للتفاوض" يحيى القضماني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "جميع هذه المقترحات هي بالونات اختبار لأصحاب النفوس الضعيفة، ومن سيركب عليها سيسقط سقوطا حرا"، مضيفا "لا أحد يستطيع أن يطرح علينا رسميا مشاريع كهذه، لأننا نسعى لحل سياسي تحت مظلة جنيف واحد وجميع القرارات الدولية ذات الشأن، وبغير ذلك لا أحد يمكن أن يقبل".
 
وحول مسألة الحل السياسي والشراكة مع الأسد أو النظام، أوضح القضماني أن "المشكلة ليست بالنظام، لأن النظام هو الدولة والمؤسسات، إلا أن المشكلة تكمن بنظام الأسد وزمرته التي استخدمت سلطتها لذبح الشعب السوري"، مؤكدا أن "الحل هو تشاركي، ولكن مع الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء، أما الأسد وزمرته فهم الذين أمروا بتدمير المدن المنتفضة على رؤوس أصحابها".
وبيّن نائب رئيس الهيئة أن "الدستور يجب أن يتم بحثه بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، من خلال الجمعية التأسيسية وعملية الحوار الوطني، وذلك أثناء المرحلة الانتقالية، وإن المطلوب الآن هو وضع المبادئ الدستورية والتوقيع عليها ضمن أي اتفاق سياسي، وإعلان دستوري مؤقت للمرحلة الانتقالية"، معتبراً أن "بدعة أن الروس يفرضون علينا دستورا، فهذا لن يقبل به الشعب السوري إن كان موالياً للنظام أو معارضاً له".
 
وعن قرار الهيئة بالإنفتاح على القاهرة وموسكو، قال القضماني إن "قرار الهيئة جاء بهدف تنسيق المواقف وإيجاد القواسم المشتركة وتقليص نقاط الخلاف مع قوى سورية، وليس لدراسة مشاريع الروس".
 
وعن الوضع الميداني، وما يعلنه الروس عن مهل للفصائل لإعلان تبرؤهم من "جبهة النصرة"، قال إنه "من المفروض أن يكون داعش والنصرة هما المستهدفان من قبل الطيران الروسي، ولكن الواقع أن روسيا تقصف الجيش الحر والفصائل المعتدلة وتترك داعش والنصرة وتقصف المدن وتترك المعسكرات والقوافل لهذين التنظيمين وتعطيهم حرية الحركة، كما يخرق الهدن النظام، ليغطي الروس على خروقاته ولا يفعلون شيئا لردعه".
 
مضيفا "للأسف هذه هي حقيقة الموقف، وليس كما يدعي الروس والنظام، فهما يسيران بالحل العسكري إلى ما لا نهاية، ولكني أعتقد أنهم سيرضخون أخيرا ولكن عقب أن يسفكوا المزيد من دماء السوريين وخراب بلادهم".
 
وتعليقا على الدعم الذي يقدمه الأميركيون والروس للأكراد وعملياتهم العسكرية في شمال سورية، قال إن "هناك تآمرا واضحا على سورية وتركيا في موضوع الأكراد، فالغرب وروسيا يدعمان الأكراد الانفصاليين للتأسيس لنظام فيدرالي في سورية، وخلخلة الوضع في تركيا على المدى القريب والبعيد".
 
وعن الجولة الرابعة من جنيف 3 وما تحمله للسوريين، قال نائب الهيئة العليا للتفاوض: "الحقيقة أن المعطيات على الأرض سلبية خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد انهيار اتفاقية الهدنه، فالنظام يراهن على الوقت، وروسيا تراهن على ضعف أميركا في فترة ما قبل الانتخابات، ساعية لفرض رؤيتها للحل السياسي، ونحن نراهن على إرادة شعبنا وصموده وانكشاف النظام أمام مؤيديه وانتهاء دوره لدى داعميه ووحدة كلمتنا في هيئة المفاوضات وتمسكنا بمبادئ وأهداف الثورة".
 
معربا عن اعتقاده بأن "الاختبار الحقيقي لإرادة المجتمع الدولي ونواياه سيكون في أغسطس/ آب المقبل، حيث إنه حدد كمهلة أخيرة للوصول إلى الحل السياسي، والشراكة الوطنية الحقيقية بعيدا عن الذين تسببوا في كارثة السوريين ودمارهم حتى هذه اللحظة".
 
وأطلق القضماني، عبر "العربي الجديد"، نداءً لجميع السوريين، قائلا إن "الوقت قد حان لتحرك جميع السوريين بما فيهم المؤيدين للنظام، لإنقاذ الوطن والتخلص من إرادات الغرباء، لأن مصيرنا واحد وسورية لجميع أبنائها وليس لفئة أو طائفة دون أخرى".