والد المتهم الأردني: حذّرت ابني من الالتحاق بأي تنظيم

والد المتهم الأردني: حذّرت ابني من الالتحاق بأي تنظيم

12 اغسطس 2015
والد المتهم نادر، خالد سعادة(العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه نادر سعادة (20 عاماً)، الذي يمثل حالياً أمام محكمة فدرالية أميركية في ولاية نيوجرسي، عقوبة السجن لمدة 20 عاماً، إذا تمّت إدانته بتهمة من التهم المسندة إليه، بمحاولة الالتحاق بتنظيم إرهابي "داعش"، ومحاولة تقديم دعم مادي له. الشاب الذي يحمل الجنسيتين الأردنية والأميركية، كان يعمل قبل أشهر قليلة في أحد المقاهي الليلية في نيوجرسي، قبل أن يترك عمله بفعل المضايقات التي تعرّض لها من قبل أصحاب العمل، الذين لم يرقهم التزامه بالصلاة، بل أثار خوفهم.

يوم الإثنين الماضي، كانت أولى جلسات محاكمة الشاب المتهم مع ثلاثة آخرين، من بينهم شقيقه الأكبر علاء (23 عاماً). وقبلها بأيام، كان يقبع نادر في زنزانة تابعة للاستخبارات الأردنية، إذ اعتقل بعد فترة من وصوله إلى الأردن في 7 مايو/أيار الماضي، كما يروي والده خالد سعادة لـ"العربي الجديد". يقرّ الوالد بأنّ تغيّراً ما طرأ على حياة ابنه مطلع العام الجاري، "أخبرني علاء أن نادر أصبح قريباً من أشخاص متديّنين". لكن اقترابه من هؤلاء لم يمنع الشاب من مواصلة عمله في المقهى الليلي حتى مطلع أبريل/نيسان الماضي، وتركه تحت ضغوط أصحاب العمل، لينتقل إلى العمل في محل للوجبات السريعة، كما يروي الوالد.

شعر والداه المقيمان في الأردن بالخوف على مستقبل ابنهما. يقول خالد:"انتابني الخوف أن يلتحق نادر بالجماعات الإرهابية عبر تركيا. بعثت له رسالة على هاتفه، وحذّرته من الالتحاق بأية مجموعات، وطلبت منه أن يأتي إلى الأردن، فاستجاب لطلبي". ويدافع عن ابنه قائلاً: "لو كان ينوي الانضمام إلى الجماعات الإرهابية لما حضر إلى الأردن، كان يمكنه التوجه إلى تركيا والالتحاق بتلك الجماعات من هناك، ليست جريمة أنه كان يصلي. ابني ملتزم بالصلاة منذ سنوات".

اقرأ أيضاً: السلطات الأردنية تسلم مواطناً متهماً بدعم "داعش" إلى أميركا

والدا نادر، اللذان يحملان الجنسية الأردنية، حلما بالحصول على الجنسية الأميركية من خلال ابنيهما اللذين أنجباهما في أميركا خلال إقامتهما هناك قرابة 19 عاماً، قبل أن تقوم السلطات الأميركية بطرد والدته عام 2007 بقرار قضائي لاستخدامها بطاقة (الكريدت كارد) بشكل مخالف، للإنفاق على علاج مرض مزمن كانت تعانيه. تبخّرت أحلام الأم وعادت إلى وطنها الأردن برفقة نادر، ولحقها زوجها عام 2009، لكن نادر لم يقم في الأردن سوى خمس سنوات وعاد بعدها إلى أميركا، حتى تاريخ عودته الأخيرة.

عاد نادر "من دون لحية" تلبية لطلب والده، إلى الأردن، في 7 مايو/أيار الماضي. استقبله الوالد في المطار، وغادر معه بعد تحقيق من قبل جهاز الاستخبارات في المطار، الذي طلب منه خلال التحقيق مراجعة دائرة الاستخبارات في 11 مايو/أيار. واعتقل في إثرها حتى 8 أغسطس/آب الجاري، موعد تسليمه إلى السلطات الأميركية بشكل سري. يقول والده: "أثناء وجوده لدى الاستخبارات، زرته مرتين، وفي كل مرة كانوا يخبرونني أنه ليس متهماً، وعندما ذهبت إلى زيارته، الأحد الماضي، أخبروني أنه غير موجود واكتشفت بعدها أنه تمّ تسليمه إلى القضاء الأميركي".

خلال الأيام الأربعة الأخيرة، التي قضاها نادر حراً في الأردن، سُجِّل في نادٍ رياضي ودفع رسوم ثلاثة أشهر سلفاً، كما يثبت إيصال التسجيل الموجود مع الوالد، "كان يريد الاستقرار، ويستعد للالتحاق بإحدى الجامعات الأردنية"، وفق والده. ليس أمام الوالد اليوم، سوى انتظار ما ستقرّره المحكمة الأميركية، آملاً تبرئته وشقيقه علاء. لكن الوالد عاتب على بلده، الأردن، متسائلاً: "لو كان متهماً، فلماذا لم يحاكموه هنا، أو على الأقل لماذا لم يسمحوا لي ولوالدته بوداعه قبل أن يقرروا تسليمه؟".

اقرأ أيضاً: عوائق عودة "جهاديي" الأردن: حدود مغلقة وسجون مفتوحة

المساهمون