الانتخابات البريطانية تُخرج عاطف بسيسو الفلسطيني من قبره

الانتخابات البريطانية تُخرج عاطف بسيسو الفلسطيني من قبره

31 مايو 2017
كوربن معروف بمناصرته القضية الفلسطينية (دان كيتوود/ Getty)
+ الخط -





يواجه زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربن، الكثير من التحديات على طريق الفوز بالانتخابات البرلمانية، وتشكيل حكومة عمالية، بدلاً من حكومة المحافظين بزعامة تيريزا ماي.

ويبدو أبرز التحديات التي تقف في وجه اليساري العنيد كوربن، هو اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل حزب العمال وخارجه، فقد شنّت رابطة "أصدقاء إسرائيل في حزب العمال"، والتي تضم 100 من نواب ولوردات الحزب حملة ضد كوربن بسبب زيارته عام 2014 مقبرة دفن فيها رئيس جهاز الاستخبارات في حركة فتح الفلسطينية عاطف بسيسو (1948 ـ 1992) المتهم بالتخطيط في عملية أوليمبياد ميونخ عام 1972.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "الديلي تلغراف" اليمينية، في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، تقريراً نقلته إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية"، حول زيارة كوربن، قبل عام من انتخابه زعيماً لحزب العمال في سبتمبر/ أيلول 2015، مقبرة دفن فيها الفلسطيني عاطف بسيسو وحضوره مراسم وضع أكاليل على قبره.



يُذكر أن عملية أوليمبياد ميونخ هي عملية احتجاز رهائن إسرائيليين نفذتها منظمة أيلول الأسود، وكان مطلبهم الإفراج عن 236 أسيراً في السجون الإسرائيلية معظمهم من العرب، بالإضافة إلى كوزو أوكاموتو من الجيش الأحمر الياباني، وانتهت بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 من منفذي العملية الفلسطينيين وشرطي وطيار مروحية ألمانيين.

وقام جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) باغتيال عاطف بسيسو في باريس عام 1992، بعد اتهامه بالمشاركة في التخطيط لعملية ميونخ. ولفتت "الديلي تلغراف" الانتباه إلى مقال كتبه كوربن في صحيفة الحزب الشيوعي البريطاني "مورننغ ستار" تحدث فيه عن مشاركته في تأبين فلسطينيين اغتالتهم طائرات إسرائيلية في تونس عام 1985.

من جانب آخر، كشف استطلاع لصحيفة "جويش كرونيكل"، الناطقة باسم الجالية اليهودية في بريطانيا، أن 13 في المائة فقط من اليهود البريطانيين يخططون لمنح أصواتهم لحزب العمال بزعامة كوربن، فيما ستصوت نسبة 77 بالمائة منهم لصالح حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي.

وتصاعدت حملة المنظمات الصهيونية ووسائل الإعلام البريطانية المؤيدة لإسرائيل ضد حزب العمال المعارض، بإشهار "سيف معاداة السامية" لإطاحة عدد من شخصياته المعروفة بتأييدها الحقوق الفلسطينية ورفضها السياسات الإسرائيلية.

ونجحت الحملة الصهيونية، أول من أمس، في الضغط على قيادة حزب العمال لتعليق عضوية عمدة لندن السابق، والعضو المُخضرم في الحزب كين ليفينغستون، على خلفية تصريحات اتُهم فيها بـ"اللاسامية" في حين وصفها هو بـ"الحقائق التاريخية".

وتضاعف غضب المنظمات المؤيّدة لإسرائيل منذ صعود كوربن لقيادة الحزب في سبتمبر/أيلول من عام 2015 ثم إعادة انتخابه في سبتمبر/ أيلول 2016، وهو المعروف بمناصرته قضية الشعب الفلسطيني، وانتقاداته الصريحة للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وقد سبق لإعلاميين وقادة رأي في الجالية اليهودية في بريطانيا شنّ حملات تشهير تتهم زعيم حزب العمال البريطاني بنشر خطاب معادٍ للسامية في صفوف حزبه.

كذلك وصف أحد مرشحي ومانحي حزب العمال، مايكل فوستر، كوربن بأنه "جاهل، وملحد، وحقود". وفي مقال نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في مطلع إبريل/ نيسان 2016، بعنوان "جاهل، ملحد، بغيض ـ ازدراء كوربن لليهود وصمة عار"، أشار فوستر إلى أن الجالية اليهودية لا يمكن أن تدعم حزباً سياسياً يظهر في أعلى مستوياته أنه يتسامح مع خطاب وسلوك معادٍ للسامية.

ويستغل حزب المحافظين "سيف معاداة السامية" للنيل من شعبية حزب العمال، والذي تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تمكّنه من تقليص الفجوة بينه وبين حزب المحافظين مع اقتراب الانتخابات العامة المبكرة المقرر إجراؤها في 8 يونيو/ حزيران المقبل.

وأظهر أحدث استطلاع نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن حزب "العمال حصل على 37 بالمائة، بزيادة 3 نقاط عن الأسبوع الماضي، ليكون أقل من المحافظين الذي حصل على 43 بالمائة، بـ6 نقاط فقط".

وفي حين يعتقد 53 بالمائة أن تيريزا ماي ستكون رئيسة الوزراء الأفضل، فإن نسبة مؤيدي زعيم حزب "العمال" جيرمي كوربن قد ارتفعت إلى 30 بالمائة، أي بزيادة 9 نقاط عن الاستطلاع الذي أجري في بداية الشهر.