الاحتلال يغرق في وحل غزة... ويعترف بمقتل ضابط وجندي

الاحتلال يغرق في وحل غزة... ويعترف بمقتل ضابط وجندي

غزة

ضياء خليل

avata
ضياء خليل
القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
19 يوليو 2014
+ الخط -

لا تُغطي أصوات قذائف المدفعية الإسرائيلية، وطائرات الاستطلاع المستمرة في التحليق في أجواء القطاع مع الطيران الحربي، على أصوات الاشتباكات الضارية التي أشعلتها المقاومة في وجه الوحدات القتالية البرّية الإسرائيلية التي بدأت، أمس الجمعة، العدوان البرّي على الشريط الشائك بين القطاع والأراضي المحتلة.

وعلى الرغم من أن العملية البرّية، كانت لوقف إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، كما ادعى جيش الاحتلال، إلا أن وتيرة إطلاق صواريخ المقاومة ظلت كما هي، وبالعدد نفسه وأماكن التصويب، ما يعني أن أول أهداف العملية البرية التي أعلنها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد فشل.

أما الأنفاق التي أعلن الاحتلال اكتشافها، فكانت أكبر خدعة، إذ إن الصور التي نشرها المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي كانت لممرات أرضية داخل موقع تدريبي لكتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، ملاصق للحدود مع الأراضي المحتلة في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.

ويُعرف موقع عسقلان التدريبي الذي استولت عليه إسرائيل، بوجود ممرات أرضية في أسفله، كانت مجهزة للتدريب على العمليات البرية، ولم تكن أنفاقاً توصل القطاع بإسرائيل، لأن المنطقة الحدودية وخاصة الشمالية بين الاحتلال وغزة منطقة رمال صفراء لا يمكن حفر أنفاق فيها.

أما العدوان البري، فلم يكن للإسرائيليين توقع ما سيجري خلاله، أو كانوا يعتقدون الأمر سهلاً، لكنهم وقعوا في كمائن أُحكمت بشكل منظم، وكأن فصائل المقاومة وخاصة كتائب "القسام" و"سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، قسمتا الميدان بينهما، فصار الضرب على الاحتلال أسهل وأسرع، وأكثر تأثيراً.

واعترفت إسرائيل في الساعات الأخيرة، بمقتل ضابط وجندي وإصابة عدد من الجنود في اشتباكات مختلفة مع مقاومين.

وكشفت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، عن تفاصيل مقتل جنديين إسرائيليين، أحدهما ضابط، في اشتباك وقع في وقت سابق من اليوم السبت.

ووفقاً للتفاصيل التي نقلها موقع "يديعوت أحرونوت"، فإن مجموعة من عناصر المقاومة تعدادها 9 أفراد تمكنت من الخروج من أحد الأنفاق بالقرب من "كيبوتس" باري القريب من السياج الحدودي، ثم تمركز أفرادها في موقع متروك للجيش الإسرائيلي. وكمن أفراد المجموعة في الموقع بانتظار مرور دوريات إسرائيلية، وعندها أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات على جيب إسرائيلي، ما أسفر عن مقتل العسكريين. وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت"، فإن العملية من تنفيذ عناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وكانت المقاومة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق، اليوم السبت، أنها تمكنت من اجتياز السياج الحدودي والعمل وراء خطوط الجيش الإسرائيلي، فيما نفى جيش الاحتلال هذه التصريحات في وقت سابق. إلا أنه عاد ليعلن مساء اليوم عن وقوع قوة إسرائيلية في كمين فلسطيني أسفر عن مصرع اثنين من جنود الاحتلال.

وكشفت كتائب القسام أن إحدى وحداتها المختارة وعدد أفرادها 12، تمكنت من التسلل إلى موقع "أبو مطيبق" العسكري، من خلال عملية إنزال خلف خطوط الاحتلال، وتوزع المجاهدون على أربعة كمائن.

وكشفت "القسام" أن مجاهديها مكثوا ست ساعات كلمة في انتظار قوات الاحتلال داخل الموقع، وفور وصول إحدى دوريات الاحتلال المكونة من أربعة جيباتٍ عسكريةٍ، قامت الكمائن الأربع التي كانت منتشرة خلف خطوط العدو بمهاجمتها.

وقالت الكتائب إن مقاتليها تمكنوا من إبادة ثلاثة جيباتٍ، وأجهزوا على كل من كان بداخلها من مسافة صفر، فيما فر الجيب الرابع من المنطقة مذعوراً بعد الاشتباك معه. وأعلنت "القسام" أن مقاتليها قتلوا في الاشتباك 6 من جنود الدورية وأصابوا عدداً آخر بجراح، وغنموا بندقيتين للجنود من طراز "ام 16". كما أشارت الكتائب إلى أنه عاد 11 مقاوماً من القسام إلى قواعدهم بسلام، فيما استشهد الأخير في الاشتباك مع الاحتلال.

وكان المقاومون في غزة اشتبكوا، اليوم السبت، بضراوة مع جيش الاحتلال وقواته الخاصة التي توغلت واستغلت رخو بعض المناطق الحدودية وملاصقة بعض البيوت لها. وشهدت مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وشرقي خان يونس وشرقي المحافظة الوسطى أعنف الاشتباكات بين المقاومة والقوات الإسرائيلية.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" عن استهداف كتائب "القسام" لقوة إسرائيلية خاصة تحصنت في أحد المنازل الحدودية شرقي خان يونس، بقذائف "آر بي جي".

كذلك تمكن مقاومون من القسام، من قنص ثلاثة جنود إسرائيليين من الوحدات الخاصة في بلدة بيت حانون شمال القطاع. واعترف الاحتلال بالحادثة، وقال إن جنوداً عاملين شمال القطاع أصيبوا بنيران قناصة من مسافة قريبة، غير انه لم يذكر حالتهم الصحية.

من جهتها، أطلقت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد صاروخاً من طراز براق 70 على مدينة تل أبيب، وسمعت صفارات الإنذار في المدينة. وكانت فجرّت "سرايا القدس"، فجر اليوم السبت، دبابتين واغتنمت من إحداها رشاشاً.

من جهة ثانية، أعلنت الشرطة الاسرائيلية سقوط "صاروخ على مخيم للبدو بالقرب من ديمونة ما أدى الى إصابة خمسة أشخاص من عائلة واحدة بجروح، بينهم رجل في الثانية والثلاثين من عمره توفي متأثراً بجراحه، والجرحى الباقون امرأتان وطفلان".

في موازاة ذلك، استمرت أعداد الشهداء في الارتفاع بشكل سريع في الساعات الأخيرة، بعد مجازر عدة نفذتها قوات الاحتلال راح ضحيتها عوائل بأكملها، وأطفال تحصنوا في منازلهم كانوا يظنون أنها ستحميهم من القذائف المدفعية وصواريخ الاحتلال. وقالت مصادر طبية في غزة، إن عدد الشهداء الذي سقطوا نتيجة العدوان المتواصل ارتفع إلى 341 فلسطينياً، فيما أصيب حوالي 2560.

وانتشلت الطواقم الطبية جثمان الشهيد إبراهيم قبلان من أسفل منزله في منطقة عبسان شرقي خانيونس. ووصل شهيدان آخران إلى مستشفى شهداء الأقصى في قصف بالطيران الاستطلاعي استهدف مجموعة مواطنين في المحافظة الوسطى.

واستشهد قبل ذلك الشاب عبد العزيز أبو زعيتر في قصف إسرائيلي على منطقة أبو العجين في دير البلح وسط القطاع.

وفي بلدة بيت حانون شمالي القطاع، استشهد محمود عبد الحميد زويدي، وداليا عبد الحميد، والطفلة نغم محمود الزويدي (عامان)، والطفلة رؤيا محمود الزويدي (3 أعوام)، بعد قصف مدفعي لمنزل عائلتهم في البلدة. كما أعلن مصدر طبي في بلدة بيت لاهيا، أن الطفلين الشقيقين، أحمد وعمر جميل حمودة، استشهدا في غارة إسرائيلية على البلدة، وبعد ساعة، تعرفت الطواقم الطبية على شهيد بيت حانون الذي قضى بصاروخ مباشر مزق جثمانه، وهو محمد عطا الله سعدات.

وفي وقت سابق، اسستشهد الشاب محمد رفيق الرحل، والطفل محمد زياد الرحل (6 سنوات) في استهداف منزل في بيت لاهيا بقذائف المدفعية. وفي الشمالي الغربي من مدينة غزة، استشهاد الشاب محمد أبو زعنونة وأصيب خمسة آخرون بينهم طفلان، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة أبراج المخابرات.

وقبل ذلك، انتشلت الطواقم الطبية شرقي مدينة خان يونس، الشهداء رشدي خالد مطر، وإسماعيل رمضان اللولحي، ورأفت علي بهلول، وبلال إسماعيل أبو دقة، ومحمد إسماعيل سمور، بعد أن قصفت الطائرات الحربية مكاناً تجمعوا فيه.

في هذه الأثناء، منع الجيش المصري قافلة إغاثية تضم المئات من الناشطين المصريين، من مواصلة طريقها إلى غزة، عبر إيقافها في كمين "بالوظة"، عند مدخل محافظة شمال سيناء، بزعم عدم إمكانية تأمينهم خلال رحلتهم إلى معبر رفح، وخوفاً من استهدافهم داخل أراضي سيناء؛ في حين رفض الناشطون العودة، مطالبين القيادات الأمنية بالعبور.

وكانت القافلة التي تحمل مساعدات طبية، قد انطلقت مصحوبة بـ ١١ حافلة صوب قطاع غزة، من أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، في ساعة مبكرة من صباح، اليوم السبت، وضمت نحو 600 من الناشطين السياسيين، وأعضاء أحزاب "مصر القوية والتيار الشعبي والدستور"، إضافة إلى بعض الحركات الثورية مثل "جبهة طريق الثورة" و"الاشتراكيين الثوريين".

ذات صلة

الصورة
نتنياهو يلقي خطابًا في القدس، 12 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

ظهر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مدافعاً عن انتهاكات جيشه والاتهامات الحقوقية والأممية بتعمد حجب المساعدات عن القطاع المحاصر
الصورة
رسمة مع فلسطين في مخيم البقعة الأردني للاجئين، 28 مايو 2024 (ليث الجنيدي/Getty)

منوعات

تصريحات متضاربة صدرت عن وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، اليوم الأربعاء، بشأن موعد مهرجان جرش في نسخته الـ38.
الصورة
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة في حيفا (العربي الجديد)

سياسة

أطلقت محكمة الصلح في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، سراح تسعة معتقلين من مظاهرة حيفا مساء أمس، التي خرجت تنديداً بالمجزرة التي نفذها الاحتلال في رفح.
الصورة
أبو عبيدة

سياسة

أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في كلمة مسجلة، السبت، تمكن مقاتلي القسام من أسر جنود إسرائيليين خلال عملية مركبة

المساهمون