ترامب يشيد بالرواية السعودية لمقتل خاشقجي... ومشرعون يشككون

ترامب يشيد بالرواية السعودية لمقتل خاشقجي... ومشرعون يشككون

20 أكتوبر 2018
استبعد ترامب إلغاء صفقات الأسلحة (فرانس برس)
+ الخط -


قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة إنّه يعتبر التفسيرات التي قدّمتها الرياض حول ملابسات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري "جديرة بالثقة"، وإنها "خطوة أولى مهمّة".

وردّاً على سؤال عما إذا كان يعتبر الرواية السعودية "جديرة بالثقة" قال ترامب "أجل، أجل". وأضاف "أقولها مجدّداً، الوقت ما زال مبكراً، نحن لم ننته بعد من تقييمنا أو من التحقيق، ولكنني أعتقد أنّها خطوة أولى مهمّة".

وفي وقت سابق، اعترفت المملكة العربية السعودية رسمياً، في وقت متأخر من مساء الجمعة- السبت بمقتل الصحافي جمال خاشقجي، وذلك بعد نحو 18 يوماً على اختفائه عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقال النائب العام السعودي، سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب، إن "التحقيقات أظهرت وفاة المواطن جمال خاشقجي خلال شجار" بالقنصلية السعودية في إسطنبول.

وعن إمكانية فرض واشنطن عقوبات على الرياض بسبب هذه القضية قال ترامب "الوقت ما زال مبكراً جداً للحديث عن هذا الأمر". مضيفاً "نريد أن نرى. نحن نجري تحقيقاً في الوقت الراهن. لدينا الكثير من الناس الذين يعملون على هذه القضية (...) ولدينا دول أخرى تعمل عليها، كما تعرفون. هذه مشكلة جدية للغاية".

وجاء تعليق ترامب عقب بيان للبيت الأبيض، قال فيه إنّ الولايات المتحدة "حزينة" لتبلّغها بمقتل خاشقجي. وقالت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية، سارة ساندرز، في أول ردّ فعل أميركي على الإعلان السعودي "نشعر بالحزن لتبلّغنا أنّ وفاة خاشقجي قد تأكّدت، ونتقدّم بأحرّ التعازي إلى أسرته وخطيبته وأصدقائه".


وأضافت "الولايات المتحدة تأخذ علماً بإعلان المملكة العربية السعودية بأنّ التحقيق بشأن مصير جمال خاشقجي يتقدّم، وبأنها اتّخذت إجراءات ضدّ المشتبه بهم الذين تم تحديدهم حتى الآن".

وتابعت "سنواصل متابعة التحقيقات الدولية من كثب في هذا الحادث المأساوي، والمطالبة بأن يتم إحقاق العدالة من دون تأخير وبشفافية وبما يتّفق مع كلّ الإجراءات القانونية الواجبة".

في موازاة ذلك، شكك مشرعون أميركيون، في الرواية السعودية الرسمية لمقتل خاشقجي.

وشكّك السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي يعتبر من أبرز حلفاء ترامب بالرواية التي قدّمتها السعودية فجر السبت، بعد أسبوعين ونيّف من تمسّكها بمقولة إنّ الصحافي غادر قنصليتها بعيد دخوله إيّاها، وإنّها لا تعلم شيئاً عن مصيره.

وكتب غراهام في تغريدة على تويتر "القول إنّني مشكّك في الرواية السعودية الجديدة حول خاشقجي لا يفي شعوري حقّه".



من جهته قال بوب مينديز، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنّه يتعيّن على الولايات المتحدة أن تفرض على السعوديين المتورّطين في مقتل خاشقجي عقوبات بموجب قانون أميركي أطلق عليه اسم سيرجي ماغنيتسكي، المحاسب الروسي الذي كان ينشط في مكافحة الفساد وتوفي في الحجز.

وقال مينديز إنّ "قانون غلوبال ماغنيتسكي ليس لديه استثناءات للحوادث. حتى لو توفّي خاشقجي بسبب مشاجرة، فهذا ليس عذراً لقتله". وأضاف أن ما أعلنته السعودية من سرد للوقائع وإجراءات اتّخذتها "أبعد ما يكون عن النهاية، ونحن بحاجة إلى مواصلة الضغط الدولي".

من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور بوب كوركر، إن رواية السعودية حول مقتل جمال خاشقجي "تتبدل كل يوم، لذا لا ينبغي أن نفترض أن روايتهم الجديدة ذات مصداقية".

وأضاف "بإمكانهم استكمال تحقيقاتهم، لكن ينبغي على الإدارة أن تقرر بشكل مستقل وشفاف من المسؤول وتحمله المسؤولية وفق قانون ماغنت".



أما النائب مايك كوفمان الذي يواجه على غرار العديد من زملائه الجمهوريين انتخابات صعبة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، قال إنّه يجب على الولايات المتحدة أن "تقف إلى جانب قيمنا، وأن تطالب حلفاءنا باحترام حقوق الإنسان".