السيسي يعد ببناء دور عبادة لليهود حال تواجدهم

السيسي يعد ببناء دور عبادة لليهود حال تواجدهم

04 نوفمبر 2018
السيسي كان يتحدث بـ"منتدى شباب العالم" (بريندان سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، ببناء دور عبادة لمعتنقي الديانة اليهودية حال تواجدهم في بلاده، معتبراً أن "تصويب الخطاب الديني" من أهم المطالب التي يجب أن تتبناها مصر ودول العالم الإسلامي، لأنه "من غير الممكن التعامل مع مفردات وآليات وأفكار تعود إلى ألف عام، كونها غير صالحة للتعامل مع مستجدات العصر الحالي".

وقال السيسي، خلال إحدى جلسات "منتدى شباب العالم" المنعقدة بمدينة شرم الشيخ، إن "قادة وحكام الدول يجب أن يكون لديهم رؤية مبنية على قيم ومبادئ وقناعات، لا تمييز بين رجل وامرأة، أو دين ودين"، مشيراً إلى أن "قانون بناء دور العبادة الموحد ظل معلقاً في مصر طيلة 150 عاماً، حتى صدر في عام 2016".

وأضاف أن "الدولة معنية ببناء دور عبادة لأصحاب جميع الديانات في كل مجتمع جديد، لأن لكل مواطنيها الحق في العبادة"، مستدركاً: "لو وجد في مصر ديانات أخرى، أو كان هناك يهود بها، كنت سأبني لهم دور عبادة... لأن من حق كل مواطن أن يعبد ما يشاء، أو أن لا يعبد... هذا موضوع لا يجب أن نتدخل فيه"، على حد قوله.

وتابع السيسي: "لا بد من إيجاد آلية جديدة، لأننا لا نتحدث عن تغيير للدين، ولكن عن كيفية إقناع أصحاب العقول والرأي والمعنيين بأن هناك مشكلة حقيقية في خطابهم أو فهمهم للدين، والذي نتعامل به في هذا العصر... نحن نتحدث عن إيجاد مفردات لخطاب ديني تتناسب مع عصرنا، وبعد 50 عاماً سنكون في حاجة مجدداً إلى تحديث هذا الخطاب مع تطور المجتمع".

وزاد في كلمته: "بغض النظر عن فكرة المؤامرة، فإن كافة الصراعات تتركز في المنطقة العربية... فلماذا هذه المنطقة تشهد هذا الحجم الضخم من الصراعات، وتتواجد بها أكبر نسبة من الضحايا واللاجئين. القدرة هنا أن ترى الواقع بشكل متجرد دون أي غرض، وتستطيع أن تتحمل تبعات ما تتحدث عنه".

وقال السيسي: "العالم بأسره يتحدث عن أسباب الهجرة غير الشرعية، وعلى رأسها البطالة... فهل الدول المتقدمة لديها استعداد بشأن منح الفرص المملوكة لديها للدول التي تعاني من البطالة؟ نحن لدينا قرابة مليون مصري يخرجون إلى سوق العمل سنوياً... فهل لدى الدول المتقدمة استعداد لتشغيل شباب مصر وأفريقيا؟!".


وأضاف قائلاً: "المصالح تدفع بعض الدول لدخول صراعات مع الآخرين، حتى وإن كانت على حساب البشر... والحاكم يجب أن تكون لديه القدرة على قراءة الموقف قراءة حقيقية، سواء فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول الأخرى، أو المواقف داخل الدولة نفسها... وهو أمر يختلف من حاكم إلى آخر، بحسب الخلفية الثقافية والفكرية والبناء العلمي له".

وتطرق السيسي إلى الحديث عن الرئيس الراحل، أنور السادات، بالقول إنه "أخذ التوجه نحو بناء السلام، في وقت لم يتصور فيه أحد أن رؤيته ستكون مقبولة من الرأي العام... وهو تحرك بإيجابية، لأن ثمن الصراع والحروب على الدول ومستقبلها ضخم جداً... والثمن لم يكن اغتياله، وإنما الجهد الذي ظل يثابر عليه سنوات عدة حتى توصل لاتفاق مع إسرائيل... وأصبح هذا الاتفاق جزءا من قناعات المصريين، الذين يعدون ثلث سكان المنطقة العربية".

وادعى الرئيس المصري أن "قدرات الحل داخل الدول التي تشهد صراعات ليست بيد صاحب القرار وحده، لأن هناك عوامل أخرى قد تحد من قدرته على إيجاد حل للصراع"، مستشهداً بما سماها "التجربة المصرية في التآخي، والعيش المشترك، والتعامل بشكل متساو مع كل فئات المجتمع، وما تمثله كأحد عناصر بناء السلام الاجتماعي الحقيقي"، بحسب مزاعمه.

وعن هجوم المنيا الذي راح ضحيته 7 من الأقباط الجمعة، قال إن "جميع المصريين يتألمون لسقوط أي مصري في حادث إرهابي، دون تمييز يرتبط بالدين، أو القول إن هذا مسلم وذاك مسيحي... وردة فعل الرأي العام عن أي واقعة تستهدف المسيحيين تعادل بالضبط استهداف أحد المساجد.. التأثير واحد في الحالتين، وهو أمر لم يكن موجوداً من قبل، ويعد مردوداً لرؤية الدولة في هذا الصدد"، حسب قوله.

دلالات