‏"نيويورك تايمز": "داعش" أم "القاعدة".. أميركا حائرة أيهما تطارد

‏"نيويورك تايمز": "داعش" أم "القاعدة".. أميركا حائرة أيهما تطارد

04 اغسطس 2015
انقسام أميركي إزاء درجة خطورة "داعش" و"القاعدة" (Getty)
+ الخط -


ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن كبار المسؤولين عن ملفات المخابرات، ومكافحة الإرهاب، والأمن بإدارة الرئيس ‏الأميركي باراك أوباما منقسمون فيما بينهم بشأن تقييم أي تنظيم إرهابي يشكل التهديد الأكبر بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، ‏تنظيم "الدولة الإسلامية"، أم "القاعدة" وفروعها المختلفة؟‏


الصحيفة شددت على كون اختلاف وجهات نظر المسؤولين الأميركيين يجسد المخاوف التي باتت تتصاعد بشأن تهديد "داعش" ‏وتشكيل التنظيم لخطر قريب إلى أميركا بسبب قدرة التنظيم غير المسبوقة على حشد المتعاطفين معه عبر الحملات على وسائل ‏التواصل الاجتماعي، واستغلاله للتواصل الإلكتروني لدفع أنصاره إلى شن هجمات داخل الأراضي الأميركية.‏



مقال الصحيفة الأميركية أبرز في المقابل أن عددا كبيرا من المسؤولين بالمخابرات وأجهزة مكافحة الإرهاب يحذرون من كون ‏عناصر تنظيم القاعدة باليمن وسورية يستغلون حالة الفوضى التي تعم داخل البلدين من أجل التخطيط لشن هجمات تسقط عددا ‏كبيرا من الضحايا، بما في ذلك إسقاط الطائرات التي تحمل على متنها عددا كبيرا من المسافرين.‏

المقال أبرز أن الأمر لا يتعلق بسجال أكاديمي، إنما تقويم خطر كلا التنظيمين من شأنه تحديد كيفية صرف الحكومة الأميركية ‏لمليارات الدولارات ضمن جهودها لمواجهة الإرهاب، وكذا طبيعة المهام الملقاة على عاتق الآلاف من عناصر الأمن الفيدرالي ‏وخبراء الاستخبارات والوحدات العسكرية لمواجهة ما وصفته بـ "الخطر المحدق على عدة جبهات"، الذي يؤكد كبار المسؤولين ‏أن ملامحه تتغير بسرعة كبيرة.‏

كما ذكر المقال أن هذا الملف دفع البيت الأبيض إلى إعادة النظر في السياسة الأميركية لمواجهة الإرهاب، ودفع المركز الأميركي ‏لمكافحة الإرهاب إلى الطلب من خبرائه تركيز اهتمامهم على تنظيم "الدولة الإسلامية"، بدل الاشتغال على تهديدات التنظيمات ‏المتطرفة على المدى البعيد.‏


المقال تطرق كذلك لتأكيد المسؤولين الأميركيين أن النقاشات لم تحسم بين من يقلقون أكثر من تنظيم "القاعدة" ويتعبرونه الأكثر ‏تهديدا لأمن الولايات المتحدة، وبين من يرون أن "داعش" هو الأكثر تهديدا، مبرزا أن كلا التنظيمين يثيران مخاوف المسؤولين، ‏وبأن ذلك دفع المصالح الأميركية إلى إعادة ضبط دائرة اهتماماتها. وأوضح المقال في هذا الصدد أن مكتب التحقيقات الفيدرالية ‏‏"إف بي آي"، ووزارة العدل الأميركية، ووزارة الأمن القومي تتخوف أكثر من التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية"، في ‏حين تتركز مخاوف البنتاغون، ووكالات الاستخبارات، والمركز الأميركي لمكافحة الإرهاب على عناصر تنظيم "القاعدة" ‏المنتشرين في عدة بلدان.‏

أضاف المقال أن البيت الأبيض تسود لديه مخاوف أكبر من التهديدات التي يشكلها "داعش"، ولفت إلى أن هذا الخلاف في ‏تقييم مخاطر وتهديدات كلا التنظيمين سيلقي بظلاله على الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسيات الأميركية، موضحا أن ‏الموضوع سيبرز على السطح، خلال 2016، لاسيما في ظل الانتقادات التي يوجهها المرشحون الجمهوريون لفشل إدارة الرئيس ‏أوباما في توقع ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" جراء مخلفات الحرب الأميركية بالعراق. ‏

المساهمون