الصواريخ والقنابل العنقودية تغيّر ملامح حلب... ومجازر بالجملة

الصواريخ والقنابل العنقودية تغيّر ملامح حلب... ومجازر بالجملة

26 يوليو 2016
عمليات البحث تحت الأنقاض مستمرة (ثائر محمد/فرانس برس)
+ الخط -
تواصل طائرات النظام السوري الحربية والطائرات الروسية حملة القصف العنيف التي تشنها منذ أيام على مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب وريفها في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات بين قوات النظام وفصائل المعارضة على خطوط التماس داخل المدينة ومحيطها. وتتصدى المعارضة لقوات النظام التي تمكنت من تحقيق أكثر من خرق على خطوط القتال بعد مرور أكثر من أسبوعين على رصدها لطريق الكاستلو، خط إمداد المعارضة الوحيد إلى مدينة حلب.

وبدأت قوات النظام السوري حملة القصف الجوي على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، أمس الإثنين، بغارات جوية على أحياء حلب الشرقية والجنوبية والشمالية وعلى مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي. ويقول الناشط حسن الحلبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مروحية تابعة لقوات النظام السوري ألقت، صباح الاثنين، برميلَين متفجرَين على مبنيَين سكنيَّين في حي المشهد، جنوب غرب حلب، ما أدى إلى انهيار المبنيين بالكامل. وهرعت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى المكان وانتشلت اثنتي عشرة جثة من بين الأنقاض، وقامت بإسعاف عشرين مصاباً في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ بحثها عن خمس عائلات لا تزال مفقودة تحت الأنقاض.

كما شنّت طائرات النظام السوري الحربية خمس غارات جوية، فجر أمس الإثنين، على بلدة العيس التي يسيطر عليها "جيش الفتح" التابع للمعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي. وأسفرت الغارات عن مزيد من الدمار في البلدة من دون أن تؤدي لمقتل مدنيين من سكانها بسبب نزوحهم عنها في وقت سابق، إثر اشتداد قصف قوات النظام على البلدة في الأشهر الأربعة الأخيرة.

وتزامن هذا القصف مع محاولات قوات النظام التقدم على محاور التماس في قريتَي المريودة والمكحلة قرب بلدة العيس، جنوبي حلب. وتؤكد مصادر عسكرية في "جيش الفتح"، لـ"العربي الجديد"، أن المعارضة هناك تمكنت من التصدي لمحاولات قوات النظام الرامية للتقدم في المنطقة وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد العسكري بعدما استعادت نقاطاً كانت قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها قد تقدمت إليها يوم الأحد.

وواصلت قوات النظام السوري غاراتها الجوية على مدينة حريتان التي تسيطر عليها المعارضة شمال مدينة حلب، إذ استهدفت طائرات حربية تابعة للنظام السوري المباني السكنية في المدينة بالصواريخ الفراغية الموجهة، ما أدى إلى دمار واسع وارتفاع أعمدة الدخان من البلدة، ظهر أمس الاثنين. كما استهدفت طائرات النظام السوري الحربية الطرق العامة بين بلدات كفرحمرة ومعارة الارتيق، شمال غرب حلب، بالرشاشات الثقيلة في الليلة السابقة، بهدف منع المعارضة من استخدام هذه الطرق التي تعد قريبة من منطقة الملاح التي تشهد منذ أشهر مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة. وتراجعت الأخيرة في الملاح، ما سمح لقوات النظام برصد طريق الكاستلو، شمالي حلب، نارياً، الأمر الذي جعل مناطق سيطرة المعارضة بمدينة حلب تحت حصار شبه كلي.







وتمكنت قوات النظام السوري من تحقيق تقدم جديد في القسم الشمالي من مدينة حلب، في إطار سعيها لتضييق الحصار أكثر على مناطق سيطرة المعارضة السورية بمدينة حلب، إذ تقول مصادر ميدانية مقربة من المعارضة السورية في حي البني زيد، شمالي حلب، إن قوات النظام تمكنت من السيطرة على نقاط عدة في الحي، ظهر أمس الاثنين، بعد اشتباكات عنيفة مع المعارضة السورية في الحي. وبذلك، اقتربت قوات النظام أكثر من طريق الكاستلو من الجهة الجنوبية، وذلك بعد أيام من تمكنها من السيطرة على مناطق كانت بيد المعارضة في حي الخالدية، شمالي حلب، لتصبح على بعد نحو مائتي متر من دوار الليرمون الذي تسيطر عليها المعارضة على طريق الكاستلو.

وجاءت هذه التطورات في المدينة بعد يوم واحد من استهداف مدينة الأتارب بريفها الغربي بغارات غير مسبوقة، أدت إلى سقوط عشرات المدنيين من سكان مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، مساء أول من أمس الأحد، إثر استهداف الطائرات الروسية مناطق وسط وشرق مدينة الأتارب بأكثر من عشرين غارة جوية. وتنوعت بين الغارات بالصواريخ الموجهة والرشاشات الثقيلة والقنابل العنقودية.

وتقول مصادر الدفاع المدني في مدينة الأتارب، لـ"العربي الجديد"، إن طائرات حربية يُعتقد أنها روسية بدأت عند الساعة الحادية عشرة من مساء الأحد بقصف مناطق وسط المدينة قرب مخفر الشرطة، وشارع السوق ومنطقة المحلق الشرقي. وبلغ عدد الغارات 24، تمثلت بتسع غارات بصواريخ فراغية موجهة، وست غارات بالقنابل العنقودية، وتسع غارات بالرشاشات الثقيلة. وتوضح مصادر الدفاع المدني أن عدد ضحايا الغارات الأخيرة على الأتارب بلغ، أمس الاثنين، عشرين قتيلاً وأربعين جريحاً، إصابات نحو خمسة عشر منهم خطيرة، ما يجعل عدد القتلى مرشحاً للارتفاع.

وأصابت الغارات الأخيرة على الأتارب غرف العمليات التابعة لمستشفى الأتارب بأضرار كبيرة. كما أدت الغارات إلى اشتعال حرائق في منطقة السوق، ولا تزال فرق الدفاع المدني تعمل على إطفائها. كما تسببت الغارات بدمار كبير في المباني السكنية وممتلكات السكان.

وفي محافظة إدلب (شمالي سورية)، التي تسيطر عليها المعارضة، أغارت طائرات النظام السوري الحربية على مناطق في مدينة معرة النعمان، شرقي مدينة إدلب، وعلى مناطق في بلدة الكريز، غربي إدلب، ما أدى إلى سقوط نحو خمسة جرحى، بحسب مصادر طبية في المنطقة. كما قصفت قوات النظام مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، المحاصر من قبل قوات النظام، ما أسفر عن سقوط جرحى. كما قصف الطيران الحربي أماكن في منطقة الحولة بالريف الشمالي لحمص.

أمّا في مدينة الحسكة، شرقي سورية، فقد اندلعت مواجهات بين قوات النظام وقوات تابعة لمليشيات "حماية الشعب" الكردية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات تدور في منطقة شارع فلسطين، وسط مدينة الحسكة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر من قوات الأمن الداخلي الكردي "الأسايش" من جهة أخرى. وترافقت الاشتباكات مع انعدام حركة المواطنين في سوق المدينة، وإغلاق المحال التجارية وسط حذر وتوتر من تطورات الوضع، من دون أن يوضح المرصد سبب هذه الاشتباكات.


المساهمون